والدة إسلام مشهور ومحررة بوابة اخبار اليوم
والدة إسلام مشهور ومحررة بوابة اخبار اليوم


والدة إسلام مشهور.. «زغردت لما شوفته في الكفن طلب الشهادة ونالها»

أسماء مصطفى

الثلاثاء، 24 يناير 2023 - 10:02 م

بوابة أخبار اليوم في منزل الشهيد البطل اسلام مشهور

"شكراً يا إسلام يا حبيبي، شرفتنى حياً وميتاً، وحشتنى يا قلب ماما، فخورة بك لأنك ضحيت بنفسك عشان بلدك"


عاش راجل ومات بطلاً مدافعاً عن أرض الوطن، واحتسبه عند الله شهيد لا طعم للحياة بدونه كان كل شيء في حياتي، كان الفرحة التي ملأت منزلنا، متواضعاً محبوباً للجميع، كان دوماً يغازلني برغبته في الاستشهاد، وأرد عليه: "بلاش توجع قلبي يا ضنايا"، لكن كان لديه يقين وإصرار غير عادى على نيل الشهادة والانضمام لسجل الشرف.

عاش واستشهد بطلاً، وسطر ملحمة وطنية في الدفاع وفدا تراب الوطن بدمائه وظل صامد في حرب شرسة مع العناصر الإرهابية استمرت 16 ساعة كاملة.

اقرأ أيضاً | «التمريض» تهنئ الرئيس السيسي ووزير الداخلية بذكرى عيد الشرطة وثورة 25 يناير


ومن داخل منزله، أجرت بوابة أخبار اليوم، حواراً مع والدة الشهيد "إسلام مشهور" بطل حادث طريق الواحات الإرهابي ،الذي وقع يوم 20 أكتوبر 2017 في منطقة الكيلو 135 بطريق "أكتوبر ـ الواحات"، السيدة سوزان عبدالمجيد.

كيف استشهد إسلام؟
استشهد في الهجوم الإرهابي على قوات الشرطة بطريق الواحات، يوم الجمعة الموافق 20 أكتوبر 2017 والتي استشهد خلالها 16 بطل من أبطالنا حماة الوطن والذي كان من بينهم «المدرعة» كما كان يصفه أصدقاءه أو «مشهور» كما كان يناديه الجميع.

حدثينا عن اخر ساعات قبل استشهاده؟
أخر يوم كان صباح يوم الأربعاء الموافق 18 أكتوبر2017، وهو ذاهب لعمله في القطاع الذي كان من المفترض يقضي فيه الشهيد يوماً كاملاً حتى الخميس حسب خطة العمل، استيقظ من نوعه واستعد للخروج وبعد أداء الصلاة وهو خارج وجد والده ضابط قوات مسلحة على المعاش جالس في الصالة فسأله إذا كان يريد أن يعمل له شيء قبل أن يذهب لعمله، فرد والده لا يريد شيئاً، وبعد أن تركه وذهب لباب الشقة رجع وقال له: «أنا عاوزك معايا في مشوار عاوز اشتري بدله أحضر فيها فرح واحد صحبي»، واتفقوا على ذلك بعد عودته من القطاع، وخرج الشهيد وعاد مرة أخرى وطلب والده أن يذهب هو لشرائها بشرط أن تكون سوداء، و استغربه والده.


وانتظرت عودته يوم الخميس لبعد الظهر لم يعد، واتصلت به لمعرفة سبب تأخره قال لي أنا في مأمورية خارج القاهرة وسيعود منها في اليوم التالي، وكانت هذه هي المكالمة الأخيرة بيننا.

 

اوصفيلنا اسلام كأبن ؟

محترم وهادي وملتزم وعلى دين وأخلاق بشهادة كل صحابه وزمايله وأهله وخطيبته ،كان محبوباً بين العائلة بأكملها ،كان مثل الملاك دخوله البيت يملاه فرحة وبهجة وكان محب للخير و بار بي وبوالده، وبأخواته ودائما كان يفضل اخواته على نفسه، لا استطيع إلا أن احتسبه عند الله شهيد، ولد ليكون فداء لوطنه، ولا اعتبره ابني فقط بل اعتبره ابن مصر".

وماذا عن حياته المهنية وكيف بدأها؟

تخرج إسلام 2012، وقرر أن يلتحق بكلية الشرطة متأثراً بوالده وبعمله بالقوات المسلحة، وانضباطه في التعامل مع الناس واحترامهم له، وكان متأثرًا أيضًا بشقيقه الأكبر الذي كان يعمل في قطاع الأمن المركزي ، وجاء توزيعه بعد التخرج على قسم شرطة الزاوية الحمراء التابعة لمديرية أمن القاهرة ثم التحق بقطاع الأمن المركزي ،العمليات الخاصة.

كان لا يتخلف عن أي مأمورية يُكلف بها، ودائماً ما كان يردد كلمة السر الخاصة به وهي "بتمني أكون شهيد"، وشارك إسلام في العديد من المأموريات والمداهمات، وكان على أتم استعداد بأن يضحي بنفسه وروحه من أجل حماية البلد وشعبها، وفي آخر مأمورية التي راح ضحيتها 16 بطلاً في الحفاظ على مصر من خطورة البؤرة الإرهابية.


ماذا حكي عنه قائده؟
كلمات قائد الشهيد الذي ذكره أنه كان بطولي ودائماً يطلب الشهادة وصاحب مقولة شهيرة "أنا اسمي مشهور وهبقى مشهور" وكأنه يعلم أنه يسجل مشهد بطولي يذكره التاريخ، وحكى لها لحظات الاستشهاد، أن الشهيد استقل أول مدرعة الذي لقبه به أصدقاءه، وكان يجلس بجواره قائده الذي ينتابه القلق وشدة الأعصاب على عكس الشهيد الذي كان هادئ جداً ومبتسم، ومع هذه الابتسامة تلقى مشهور طلقة من "أر بي جي" لم يشعر بها نهائي في جانبه، فنظر لقائده وجد على وجهه بعد الرزاز فقال له "إنت اتصابت يافندم" رد قائده: "لاء يا إسلام مش أنا قول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" فرددها الشهيد مع ابتسامة غير عادية ولفظ أنفاسه الأخيرة.

من أخبرك باستشهاده؟

الخبر انتشر على المواقع والفيس بوك والتلفزيون واحنا منعرفش حاجة، اتفاجئت أن قرايبنا كلهم بيكلموني وبيتطمنوا عليا وبيقولولي أنتي كويسة؟ قلقت لحد ما زمايلي اتصلوا بيا افتكرت أنه اتصاب، بعدها لقيت جيراني والناس بيجروا على البيت، وبيقولولي إسلام استشهد.. لحد ما عرفت أنه أول واحد مات فى المداهمة"، طلبت أني أشوفه بعد ما وصل مستشفى الشرطة، دخلت عليه لقيته شبه الملاك ووشه أبيض ومنور ولما بوست راسه ابتسملي معرفتش أعمل حاجة غير أني أزغرد" وبعدها فقدت الوعي .

ماذا عن اعماله الإنسانية؟
الكل كان بيتكلم إن ابني بيعمل خير.. وفي يوم قالت لي خطيبته إنهم كانوا بياكلوا برا ولما إسلام شاف طفلين فقرا بيمسحوا العربيات في الشارع جابلهم وجبتين وهو ميعرفهمش"، مضيفة: "هو كان بيعمل خير وبيبر أهله وجدع مع صحابه وبيساعد الأيتام والفقرا".

هل في رسالة حابة توجهيها لزملائه؟
"ولادنا دفعوا ثمن غالي للحفاظ على الوطن، ولا أحد منكم يسمح بهدم مصر، والمساس بأمنها واستقرارها، لن تقبلوا ،ولادنا راحوا عشان البلد دي تحيا وعشان البلد دي يبقى فيها استقرار، ودم ولادنا هيضيع لو سمحتوا لاي فوضى تاني.

كلمة حابه توجهيها للداخلية في عيدها؟
كل عام وأنتم بألف خير أبطال مصر كل التحية والتقدير لرجالنا الأبطال في عيدهم وقلوبنا معهم في أداء رسالتهم الشريفة وهم يخوضون حرباً شرسة غير متكافئة ضد قوى التطرف حفظكم الله وحفظ مصر وشعبها.

وأضافت والدة الشهيد كانت أطلقت محافظة القاهرة، اسم الشهيد الرائد إسلام مشهور، "شهيد عملية الواحات" على مدرسة زهرة المدائن التجريبية لغات التابعة لإدارة النزهة التعليمية، بحضور أسرة الشهيد، وعدد من زملائه بقطاع الأمن المركزى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة