دينا درويش
دينا درويش


شهرازاد

الغفران!

دينا درويش

الأربعاء، 25 يناير 2023 - 06:16 م

 

فى إحدى جلساتى مع نفسى اكتشفت أن أصعب مشكلة تواجه الانسان هى الغفران، فنحن قد نغفر أو نسامح الآخرين على أخطائهم ونعفو ونصفح، بينما لا نغفر لأنفسنا ونقوم بدور «الجلاد»، يظل الانسان لسنوات عديدة يحتفظ بأخطائه وزلاته ولا يغفرها ويقوم بأحد الأمرين أما أن يخدع نفسه مبرراً هذه الأخطاء وأنه لم يكن السبب والآخرين هم من يلعب دور «الشرير» فى القصة، أو يعترف بخطأه ولكن يقف ولا يستطيع أن يتجاوز الأمر ظنًا منه أنه يعاقب نفسه وربما قادته هذه العقوبة للتطهر من الذنب، والحقيقة تختلف عن ذلك فأنت لست ضحية ولا جانى فقط أخطأت وعليك أن تتعرف بدقة على خطأك حتى لا تكرره فى المستقبل، اغفر لنفسك واصفح فمن منا لا يخطئ ومهما كان قسوة ما حدث فقد مر بسلام، ادعم نفسك وكن حنونًا عليها لتتشكل داخلك القدرة على التخطى الحقيقى لما حدث.

وربما تكون المشكلة ليست فى غفران الأخطاء ولكن فى التقبل، فقد تكون مدركًا لما ارتكبته من خطأ ولكن لا تتقبل ما حدث، وهنا يقودك عقلك للبحث عن سبب ما حدث بدلاً من مواجهته، وبالطبع ليس هناك أسهل من العثور على كبش فداء ترمى عليه أخطاءك وتلقى عليه بالتهم، وربما ترتاح فى ذلك الوقت لكن مع الأسف سيعتاد عقلك على هذا الأمر ويبحث فى كل مشكلة عن «شماعة» يعلق عليها أخطاءك، وبالتالى لن تتعلم شيئًا وستكرر نفس الأخطاء فى المستقبل، وللأسف فى معظم الأوقات البحث عن السبب غير مجدٍ لأن الأهم هو رؤية النتيجة والتفكير فيما يترتب عليها، كما يقولون «تعددت الأسباب والموت واحد»، وفى رأيى فأن الحل ببساطة هو أن تجلس بهدوء مع نفسك، تحدث معها بصوت مسموع وتحاول أن تصادقها، نعم من أسرار الحياة السعيدة أن تكون صديقًا جيدًا لنفسك، ولا تخشى من الوحدة فهى الحالة التى ستخلق منك شخصًا قويًا يعرف قدر نفسه ولا يسمح للآخرين بتخطى حدوده، وتعلم أن تحب نفسك وتتقبلها كما هى، ومهما كانت أخطاء الماضى قاسية فالغفران للنفس والتقبل كفيل بأن يجعل المستقبل أكثر سعادة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة