الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب
الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب


بشعار «على اسم مصر».. «معرض الكتاب» يتحدى «الورقة الخضراء»

آخر ساعة

الأربعاء، 25 يناير 2023 - 08:12 م

حسن حافظ

وسط ترقب القراء والناشرين، إنطلقت الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، اليوم الأربعاء 25 يناير، تحت شعار (على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع)، الذى يستمر حتى 6 فبراير المقبل، وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، واهتمام أجهزة الدولة المختلفة لإنجاح العرس الثقافى الأكبر فى مصر والعالم العربى، الذى يعقد وسط ظروف صعبة بسبب الارتفاع المتوقع لأسعار الكتب نتيجة تداعيات أزمة انخفاض قيمة الجنيه وارتفاع أسعار الورق والأحبار لارتباطها بسعر الورقة الخضراء، الأمر الذى تسعى دور النشر الحكومية والخاصة لعلاجه بإعلان عروض مختلفة وخصومات كبيرة فضلا عن وجبة دسمة من العناوين التى تؤكد أن سوق الكتب بدأ يعرف طريق التنوع بعيدا عن هيمنة الرواية.

وأعلنت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، فى مؤتمر صحفى تفاصيل الدورة الجديدة، التى تعقد بمركز مصر للمعارض الدولية، وتحل عليها المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف، وتم اختيار الكاتب صلاح جاهين ليكون شخصية المعرض هذا العام، والكاتب كامل كيلانى شخصية معرض كتاب الأطفال، وقالت: «تأتى هذه الدورة استكمالًا لمسيرة عظيمة الأثر والتأثير لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى هو وجه من وجوه مصر وقوتها الناعمة، يعكس حاضرها ويستشرف مستقبلها، ويُبرز روعة حضارتها، إبداعًا وفكرًا وفنًّا واحتضانًا لكل مبدع مصرى وعربى».

أجواء عالمية استثنائية
واعترفت وزيرة الثقافة بالأجواء الاستثنائية التى تُعقد فيها دورة المعرض: «فى ظل ما يشهده العالم من تغيرات على كل الأصعدة لم يقع لها مثيل منذ قرن وأكثر، وفى ظل بقايا تأثير الجائحة والأزمات الاقتصادية التى تحيط بالعالم وتجتاح اقتصادات دوله، تحرص مصر دائمًا بتوجيه ودعم وإصرار من قيادتها السياسية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، على أن يظل معرض القاهرة الدولى للكتاب نافذة مصر الثقافية على العالم، وبابًا لثقافة العالم إلى مصر»، لافتة إلى أن صناعة النشر تعانى أزمة فى مصر والعالم، لذا تركز فعاليات المعرض على مواجهة هذه الأزمة، مشددة على أن «الثقافة ليست ترفيهًا ولا منتجًا ثانويًا».

أما عن برنامج الدورة 54 لمعرض الكتاب، فقد كشف الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، تفاصيله، قائلا إن المعرض سيضم 1047 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا، من 53 دولة، من بينها دول جديدة مثل المجر والدومينيكان، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية تضم لقاءات مع مبدعين وكتاب ومفكرين وفنانين ورموز وقامات مصرية عربية وعالمية، وأن برنامج المعرض المهنى يحمل عنوان «برديات»، وهو البرنامج الذى انطلق الدورة الماضية، ويُقام على هامش المعرض مؤتمران: الأول هو الملكية الفكرية تحت شعار «حماية الإبداع فى الجمهورية الجديدة»، والثانى الترجمة عن العربية وشعاره «جسر الحضارة»، وتيسيرا على زوار المعرض تم تحديد سعر التذكرة الإلكترونية بـ 5 جنيهات دون تغيير عن الأعوام السابقة.

الاستعدادات الرسمية المكثفة لتجهيز المعرض المقام على مساحة 80 ألف متر مربع، فى 5 صالات عرض، باتت كفيلة بإعطاء إشارة طمأنة حول النجاح التنظيمى المتوقع للمعرض، لكن المخاوف موجودة عند الجميع حول حجم الإقبال على هذه الدورة من معرض الكتاب بسبب الارتفاع الكبير فى أسعار الكتب الذى لن يقل عن40% وربما يزيد فى بعض الحالات عن ضعف التكلفة، بسبب الارتفاع الكبير فى أسعار الورق والأحبار وكل مراحل صناعة الكتاب، وهو ما أدى لارتفاع سعر الكتاب فى وقت يعانى القارئ من انخفاض قدرته الشرائية، لذا بدأت دور النشر الإعلان عن خصومات والعروض الترويجية لمواجهة الأزمة.

البيع بالتقسيط
وقال سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن «دور النشر تعى تماما حجم الأزمة التى تمر بها صناعة الكتاب، لذا يسعى الجميع لتدارك الأمر وتقديم خصومات وعروض متنوعة وغير مسبوقة، من ضمنها إتاحة اتحاد الناشرين المصريين خاصية تقسيط الكتب للمشترين بالتعاون مع بنك مصر، حتى 9 أشهر ودون رسوم فتح حساب وبنسبة 1.5% على المبيعات، وتهدف هذه الخطوة إلى محاولة تذليل الصعاب أمام القراء من مختلف المشارب مع ارتفاع أسعار الكتب بالتوازى مع ارتفاع تكاليف المعيشة، فلا مصلحة لأحد بأن ينصرف القارئ عن شراء الكتب».

دور النشر بالإضافة إلى الخصومات والحملات الترويجية، قررت اتباع استراتيجية جديدة تبنى على التطورات الحادثة فى سوق القراء وتغير اهتمامات القراءة التى عرفت انفكاكا من هيمنة الرواية، فرغم أن الأخيرة لا تزال على عرش مبيعات دور النشر إلا أن الاهتمامات الأخرى بدأت تجد من يبحث عنها، فهناك طفرة فى الكتب التاريخية والفلسفية والاجتماعية والفنية، مع عودة الاهتمام بكتب القصة القصيرة والشعر، فالكتب عن السير الشخصية التاريخية والفنية لها حضورها القوى، فضلا عن الكتب التى تحاول اللعب على النوستالجيا أى الحنين للماضى.

العناوين الجديدة
الكثير من العناوين الجديدة تقوم على استدعاء أحداث تاريخية سواء سياسية أو فنية وتعيد تقديمها فى شكل حديث مكتوب بحرفية وشكل أدبى، لكن هذه النوعية من الكتب صار لها جمهورها الواسع وبالتالى اندفعت دور النشر المختلفة لتوفير هذه النوعية من الكتب التى أصبحت التيمة الأبرز فى مشهد النشر المصرى خلال معرض القاهرة الدولى فى نسخته الحالية، ويقدم معرض الكتاب وجبة دسمة لكتب السيرة عن شخصيات فنية منها: (مهندس البهجة: فؤاد المهندس) و(لا وعى السينما) لوليد الخشاب، و(الحرفوش: أيام عادل إمام) لأيمن الحكيم، و(سمير غانم: أنستونا) لضياء مصطفى، و(بليغ: أسرار الأيام الأخيرة) لأيمن الحكيم، و(اسمى مصطفى محمود: سيرة التحولات) لوائل لطفي، و(بين أطلال السباعى) لخميلة الجندى.

الجديد عن صلاح الدين
ومن أبرز دور النشر المصرية التى أعلنت عن إصداراتها الجديدة، نجد دار الشروق التى حرصت على تنويع إصداراتها، فبالإضافة لإصداراتها من الروايات والمجموعات القصصية الجديدة والمعاد طبعها والمترجمة، نجد عدة إصدارات تغطى مناحى معرفية مختلفة، مثل كتاب (الفيلق المصرى: جريمة اختطاف نصف مليون مصرى) لمحمد أبو الغار، وكتاب (بنت النيل: نساء مصريات غيّرن عالمهن) تحرير إسكندر سبنسر، أم الدار المصرية اللبنانية، فقد اتبعت نفس الاستراتيجية، فبالإضافة إلى كتب الروايات والقصص، نجد ترجمة لدراسة المستشرق ستانلى لين بول (صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس)، كما تصدر الدار كتاب (الطاهى يقتل.. الكاتب ينتحر) للكاتب عزت القمحاوى وهو كتاب ينضج بشغف الكاتب نحو الكتابة والطهو.

أما مكتبة «نهضة مصر» فأصدرت عدة مؤلفات نذكر منها (قاهرة المماليك: من العمارة الإسلامية إلى البحث عن هوية وطنية مصرية) لرضوى زكى، وكتاب (المتمرد) وهو سيرة حياة الموسيقار عمر خيرت، كذلك تقدم دار العين تجربة نشر قوامها التنوع، ففضلا عن الروايات التى تتميز بها الدار تقدم مجموعة من الكتب الفكرية المهمة منها: (خباء النقد والشعر: معلّقة امرئ القيس.. الشروح.. البلاغة.. الحجاج) للدكتور محمد عبدالباسط عيد، و(القاهرة وعمرانها: تواريخ وحكام وأماكن) للدكتور نزار الصياد، كذلك تقدم دار العربى للنشر تجربة واسعة المدى ما بين الترجمة والكتب المؤلفة، ومن أهم ما يصدر عنها فى المعرض سلسلة تحت عنوان (أوراق تاريخية)، التى تتناول موضوعات وزوايا مختلفة من تاريخ مصر الحديث ما بين المؤلف بالعربية والمترجم لمصريين ورحالة ومستشرقين.

كتب الدراسات
وتواصل دار «المرايا» تجربة تقديم دراسات مهمة فى الاقتصاد والسياسة لكن من مدخل إنسانى كما هو فى كتاب (مجانية أم خصصة؟ تاريخ الصراع على نموذج الرفاه المصرى) تحرير محمد جاد، و(يوليو فى عيون أفريقية) لمحمد عبد الكريم أحمد، بينما تقدم دار الكرمة باقة متنوعة من الكتب الجديدة نذكر منها: (صك المؤامرة) عن وعد بلفور تأليف جميل عطية إبراهيم وصلاح عيسى، و(قراءة للعقل المصرى) للدكتور أحمد عكاشة، كما تواصل دار مدارات إصدارتها من الدراسات الرزينة نذكر منها ترجمة كتاب (الوجيز فى تاريخ اقتصاد الإسلام) لأحمد الأشقر ورودنى ويلسون.
أما كبرى دور النشر العربية أمثال الفارابى، والساقى، والجمل، ومركز دراسات الوحدة، والمركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات فركزت على تقديم الكتب الفكرية والتاريخية والسياسية لجذب جمهور مختلف، وبرز مركز نهوض الكويتى بتقديم مجموعة من أهم العناوين فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، نذكر منها: (مرجع أكسفورد فى الفقه الإسلامى وأصوله وتاريخه)، و(مصاحف الأمويين: نظرة تاريخية فى المخطوطات المبكرة) لفرنسوا ديروش.

أقرأ أيضأ : وزيرة الثقافة تتفقد التجهيزات النهائية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة