وزير الداخلية الراحل منصور العيسوي
وزير الداخلية الراحل منصور العيسوي


في عيد الشرطة.. ننشر آخر حوار للواء الراحل «منصور العيسوي»

آخر ساعة

الأربعاء، 25 يناير 2023 - 08:12 م

 

أعد الملف: محمد مخلوف

رحل وزير الداخلية الأسبق اللواء منصور العيسوي، عن دنيانا فى 17 يناير الجارى، لكن سيرته العطرة وتاريخه الوطنى لن يرحلا، فالتاريخ دونهما بأحرف من نور، فهو رجل من أخلص الرجال، ورغم قوة شخصيته فقد كان يتمتع بروح نقية، وصاحب فكر متميز ومثقف، فتح قلبه واختص «آخرساعة» بآخر حوار صحفى له فتح خلاله خزائن أسراره ودوّن شهادته التاريخية بشأن كواليس وأحداث أخطر فترة مرت بها مصر وهى أحداث 2011، ونُشر هذا الحوار بتاريخ ٢٠ يناير 2021.

وفى السطور التالية كواليس ذلك الحوار وأبرز ما جاء فيه على لسانه، بمناسبة عيد الشرطة:

ولد اللواء منصور العيسوى فى 18 سبتمبر 1937 فى مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، وحصل على تعليمه الابتدائى فى مدينة إسنا، التحق بكلية الشرطة وتخرج فيها عام 1959، وتقلَّد العديد من المناصب الشرطية حتى شغل منصب وزير الداخلية فى مارس عام 2011، خلفًا للواء محمود وجدي.

بدأ الراحل حياته الشرطية فى مديرية أمن القاهرة، وتدرج فى المناصب، حتى وصل إلى مفتش أمن القاهرة، ثم وكيلاً لإدارة مباحث القاهرة، ثم مديراً لأمن الجيزة 1988، واستمر بها 3 سنوات، وعُيّن مساعد وزير الداخلية بشمال الصعيد 1991، ثم مساعداً لوزير الداخلية لوسط الصعيد 1992، فمساعد أول للوزير ومديراً لأمن القاهرة 1993، ثم مساعد أول لوزير الداخلية للأمن العام 1995.

عُيّن محافظاً للمنيا 1996 حتى 1997، وصدر قرار رئاسى بإحالته إلى المعاش عام 1997، بعد نحو 14 عاما على إحالته للمعاش، اندلعت أحداث يناير 2011، وشهدت البلاد انفلاتاً أمنياً، فلم يجد المجلس العسكرى المسئول عن إدارة شئون البلاد وقتها أفضل من اللواء العيسوى لتولى المنصب؛ نظراً لوطنيته وطهارة يده وخبرته الطويلة وقوة شخصيته، ورغم خطورة تلك الفترة فإنه قبل المنصب لأنه تعهد بخدمة الوطن حتى آخر لحظة فى عمره، فضلاً عن أنه «صعيدى مابيخافش»، حسب تعبيره خلال حواره للمجلة.

وقال العيسوى فى سياق ذلك الحوار: كنت خارج مصر حينما كلفنى المجلس العسكرى بتولى الوزارة، كنت تحديداً فى مدينة مارسيليا بفرنسا لإنجاز بعض الأوراق الخاصة بعلاج زوجتى، التى كانت آنذاك مريضة بالسرطان، فطلبت مهلة 24 ساعة حتى أنهى أوراق علاج زوجتى وأعود لمصر، لافتاً إلى أنه لم يتردد فى قبول المهمة لأنه أقسم على أن يظل فى خدمة الوطن حتى آخر لحظة فى عمره، كما إنه «صعيدى ولو رفض وقتها كان هيتقال عليه خايف، والصعايدة مابيخافوش»، حسب تعبيره.

واعتبر العيسوى أن أبرز إنجاز قدمه للداخلية هو نجاحه فى إحباط مخطط اقتحام معسكرات الأمن المركزى، وحماية رجال الشرطة بالقانون، كما وصف «25 يناير» بأنها «مؤامرة لإسقاط الدولة»، وتم تقسيم هذه المؤامرة إلى أجزاء بدايتها هدم جهاز الشرطة، وبعدها القضاء، وفى النهاية القوات المسلحة، وأكد أن الجيش وتحديداً رئيس المجلس العسكرى وقتذاك، المشير طنطاوى، هو من أنقذ وحمى مصر وأفشل مخطط تدمير البلاد، حيث كانت له قرارات مصيرية وحاسمة، وكانت العناصر الإرهابية ترفع لافتات وهتافات سيئة ضده وضد القوات المسلحة، وكنا نبلغه بذلك، وكان رده: «أنا عارف هم عاوزين إيه، ونفسهم الجيش يدخل فى مواجهة معاهم، علشان يصدروا صورة إن الجيش ضد الشعب، ومش هاسمح لهم»، كما أنه فى بعض أحداث العنف والتخريب التى تعرضت لها المنشآت ورجال الشرطة والقوات المسلحة، كان يشدّد على عدم استخدام الرصاص الحي، والتنبيه بالتدرُج فى استخدام السلاح.

وعن هوية قتلة المتظاهرين فى أحداث محمد محمود، قال: هذه الأحداث وبعض الأحداث الأخرى، كان هناك قناصة ومسلحون اعتلوا أسطح عمارات ميدان التحرير والجامعة الأمريكية، وكانوا يستهدفون رجال الشرطة والمتظاهرين، ويقومون بإثارة الرأى العام فى تلك الأحداث بإلصاق التهم للداخلية، وأؤكد على مسئوليتى أن الداخلية بريئة من دماء المتظاهرين فى «محمد محمود»، كما أن الشرطة لم تستخدم الرصاص الحي، والمشير طنطاوى كان صارماً فى تعليماته بعدم استخدام الرصاص الحى ضد المتظاهرين.

وردا على سؤال وجهته إليه «آخرساعة» بشأن عدد مرات لقائه بخيرت الشاطر، قال العيسوي: التقيته مرة واحدة، وهى المرة التى اشتكى لى فيها من بعض ضباط أمن الدولة وطلب استبعادهم لأنه زعم سوء معاملتهم للمواطنين، فقلت له: «من أنت كى تطلب استبعاد ضباط؟!»، حقك كمواطن إذا كانت لديك شكوى ضد أى من الضباط قدمها لى رسمياً وبأسماء من تزعم سوء معاملتهم وأنا دورى فحصها والتحقق من مدى صحتها، وإذا ثبت أى تجاوز سأستبعدهم، لكنه لم يقدم لى أى شيء، لأن كلامه كله كان محض أكاذيب، كما وجه مرشد الإخوان محمد بديع دعوة لى ولبعض الوزراء لحضور افتتاح حزب «الحرية والعدالة» وحضرته بالفعل، وكان معى وزير السياحة وقتها منير فخرى عبدالنور، وحينها عاتبنى ضاحكاً الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع على حضورى، فقلت له: «أنا أتعامل مع مختلف الأحزاب السياسية وليس حزباً بعينه، وإذا دعوتنى لأى مناسبة فى حزب التجمع سأحضر»، وفى ذلك اليوم حذرت المرشد وقلت له «إنتوا ماسكين الشارع إنتوا والسلفيين، وفيه تحركات خطيرة ضد الدولة، والوضع دا مش هايستمر، مفيش شعب يقبل أن تقود دولته جماعة بعينها».

وفيما يتعلق بواقعتى سرقة شقة المرشد بديع وسيارة البلتاجي، قال اللواء العيسوى إن بديع كانت لديه شقة فى محافظة بنى سويف، تعرضت لواقعة سرقة، وقتها زعم المرشد أن رجال أمن الدولة قاموا بسرقة شقته، وأعلن ذلك فى أكثر من مكان، وعندما فحصت الأمر بنفسي، وجدت أن الضباط الذين ذكر أسماءهم وأماكن عملهم وزعم أنهم من قاموا بالسرقة قد تم نقلهم قبل الواقعة بسنة كاملة أى قبل أحداث يناير، وبالنسبة لسيارة البلتاجى التى زعم أيضاً أن ضباط أمن الدولة وراء سرقتها، توصلنا إلى أن مجموعة من أقاربه هم من قاموا بسرقتها، وعندما علم بذلك تنازل عن المحضر حتى لا يتم حبس أقاربه، وقال لنا إنه تنازل حتى لا يخسر أصواتهم فى الانتخابات، وبعد كشف هذه الحقائق لم يقوما بإعلان ذلك وظلت التهمة فى أذهان المواطنين أن ضباط أمن الدولة وراء هذه العمليات.

وكانت إجابته على المقارنة بين الوضع الأمنى فى 2011 والوضع وقت إجراء الحوار فى يناير 2021 بأن الفارق كبير: «كانت البلاد فى حالة فوضى ودمار، بينما اليوم تعيش حالة استقرار وبناء، وخير دليل الإنجازات التى تشهدها مصر عقب ثورة 30 يونيو المجيدة فى عهد الرئيس البطل عبدالفتاح السيسى، والمشروعات القومية التى تمت وتضاهى ما يحدث فى أوروبا وستتفوق عليه، الأمر الذى ينعكس إيجاباً على الاقتصاد القومي، كما أن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الحالي، حقق طفرة كبيرة فى مختلف إدارات وقطاعات الوزارة، وأقول لرجال الشرطة إن الشعب يقدر تضحياتكم.. كونوا على العهد، واستمروا فى دوركم الوطنى فى حماية الوطن والمواطنين».

اقرأ أيضا | دلالات كلمة الرئيس السيسي في احتفالية عيد الشرطة| فيديو

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة