أحد رجال المفرقعات أثناء تفكيك جسم غريب يشتبه أن يكون قنبلة
أحد رجال المفرقعات أثناء تفكيك جسم غريب يشتبه أن يكون قنبلة


في عيد الشرطة.. تضحيات وأدوار إنسانية بلا حدود من أجل المواطن

آخر ساعة

الأربعاء، 25 يناير 2023 - 08:12 م

أعد الملف: محمد مخلوف

لا تقتصر تضحيات وجهود رجال الشرطة على عمليات مكافحة الإرهاب والجريمة فقط، تمتد لتشمل العديد من الجوانب الإنسانية الأخرى فى حياة المواطنين، وأبرزها حماية الممتلكات والمساهمة فى رفع الأعباء عن كاهل الأسر من خلال توفير السلع الغذائية وغير الغذائية ضمن مبادرة «كلنا واحد» ومنظومة «أمان»، كما أن رجال الشرطة يضحون بأنفسهم مثل رجال الحماية المدنية الذى يعرِّضون أنفسهم للخطر فى بلاغات المفرقعات والحرائق وينقذون المواطنين من داخل النيران.

فى هذا التحقيق تستطلع «آخرساعة» آراء عدد من الخبراء للتعرف على أبرز الأدوار التى تقوم بها الداخلية بجانب مكافحة الجريمة والإرهاب.

مساعد وزير الداخلية الأسبق، الخبير الأمنى، اللواء محمد عبدالواحد، يقول: إن تضحيات رجال الشرطة لا تقتصر فقط على عمليات مكافحة الإرهاب والجريمة، إنما تمتد لأبعد من ذلك بكثير، فهم مسئولون عن حماية أملاك المواطنين وأعراضهم، وهذه مهمة صعبة فمن لديه ابن أو قريب أو صديق من رجال الشرطة يمكن أن يعرف جانباً من تلك الظروف الصعبة التى يعملون فيها خصوصا بالمنـــــاطـــــق النائيــــة، فهم يتواجدون حيث الخطر وحيث الجريمة ويسهرون عندما ننام، ويصلون الليل بالنهار حتى نأمن على حياتنا وممتلكاتنا وأبنائنا وأهلنا، ويكفى أن نتخيل أماكن وجودهم، وأن نعرف أنهم يلبون النداء فى أى وقت عندما يتم استدعاؤهم عند أى طارئ، وخير دليل على ذلك أبطال الحماية المدنية الذين ينقضون على النيران ويدخلون فيها لإخمادها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المواطنين خلال عمليات الإخماد، كما نراهم فى عز لهيب الشمس يقفون لتنظيم المرور من أجل راحة المواطن وتحقيق السيولة المرورية.

ويضيف: يكفى أن تعرف كيف يدخلون المغارات والجبال الوعرة فى سيناء وهم يعرفون أن الخطر يتربص بهم وأن أيدى الإرهاب يمكن أن تفاجئهم فى أى لحظة، وأنهم تعرضوا للكثير من ضربات القدر وتلقوا فى صدورهم الطلقات قبل أن تصل إلينا وداسوا على ألغام مزروعة، وتعرضوا للقصف بكل أنواع الأسلحة، وعندما يتلقون استغاثة أو يقع حادث مهما كانت درجة خطورته، فإن الشرطة تهرع بسرعة نحو هذا الخطر قبل أن ينال أحدا منا، إن الصورة عن قرب لحياة رجال الشرطة تجعلنا نقدِّر تلك التضحيات ونقف إجلالا لتلك الدماء التى بُذلت وهى تدافع عن أمننا، فهم لا ينتظرون الخطر حتى يأتى إليهم، بل يذهبون إليه بجسارة ليمنعوا الجريمة، فهذه هى حياتهم التى فرضها عليهم عشق الوطن ومسئولية تأمينه وحماية شعبه.

من جانبه، يقول مساعد وزير الداخلية الأسبق، الخبير الأمنى، اللواء خالد الشاذلى: يجب أن ننظر لجهود الدولة حالياً لمساندة الشعب، حيث يجرى التحرُّك على كل المحاور، فلم تكتفِ القوات المسلحة والشرطة بمواجهة الإرهاب، بل دخلت أيضًا فى عملية تنمية واسعة ومشروعات كبرى، وتقوية للقدرات العسكرية والاستراتيجية، لتتقدم مصر فى قوائم القوة العسكرية الإقليمية، وتواجه مخططات دول داعمة للإرهاب كانت تسعى لدعم حكم الإخوان حتى تسهل لهم السيطرة على الاقتصاد، لكنها فشلت فى مصر، بينما نجحت فى تفكيك دول أخرى، وقد واجهت مصر طوال السنوات الماضية مساعى لتفكيك وإسقاط الدولة، خاصة أن إسقاط مصر كان نقطة الفعل فى إعادة تفكيك وبناء المنطقة لصالح قوى الفوضى، وبفضل تماسك الشعب والدولة خرجت مصر من هذه المحاولات، وواصلت البناء وانتصرت على مشكلاتها الاقتصادية والأمنية، لتبدأ مرحلة البناء وتوسيع المشاركة كثمرة لاستقرار مستحق صنعه الشعب بمساندة الجيش وأجهزة الدولة.

ويتابع: يجب ألا ننسى دور رجال الشرطة فى مساعدة المواطنين فى مختلف الأزمات، مثل مواجهة موجة الطقس السيئ التى شهدتها بعض المحافظات خلال السنوات الماضية، حيث تواجد رجال الشرطة بكافة الشوارع والميادين لتسيير حركة المرور وتقديم يد العون والمساعدة للمواطنين وسط تواجد مكثف للقيادات الأمنية لمتابعة تنفيذ خطط التعامل مع مياه الأمطار، وقامت الأجهزة الأمنية بتكثيف الخدمات المرورية على كافة المحاور والطرق فى المحافظات التى تعرضت للأمطار الشديدة، ونشر سيارات الإغاثة والدفع الرباعى لمساعدة المواطنين من قائدى السيارات الذين تعطلت سياراتهم على الطرق، إضافة لنشر الأوناش لرفع أى معوقات مرورية إلى جانب مساهمة قوات الحماية المدنية فى إزالة تجمعات المياه.

من جانبه، يقول مساعد وزير الداخلية الأســـبق، مــدير أمـــن القـــاهرة، اللواء على الدمـــرداش: جهــود رجــال الشرطة تشمل العديد من المجالات وتصب فى صالح المواطنين، ويجب ألا ننسى دورهم المهم فى ضبط الأسواق من خلال شن حملات رقابية مستمرة على الأسواق، بهدف ضبط الأسعار، وملاحقة المحتكرين، كما تقوم الداخلية فى موازاة ذلك بدور مهم فى توفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة بشوادر «كلنا واحد»، وفقا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، حيث يتم توفير كافة السلع الغذائية وغير الغذائية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تصل لـ60% بالمنافذ والسرادقات الموضحة والمعلنة على الموقع الرسمى لوزارة الداخلية، بالإضافة إلى أن الداخلية اتفقت مع مسئولى عدد من الكيانات الكبرى والموردين لإطلاق قوافل سيارات مجمعة لبيع السلع الغذائية والمعمرة، تستهدف المناطق الأكثر احتياجاً بعدد من المحافظات التى لا تتوفر بها أفرع السلاسل التجارية ومنافذ البيع.
كما أن الوزارة قامت أيضاً بالدفع بسيارات منظومة «أمان»، محملة بكميات إضافية من السلع الغذائية، تم إعدادها بجودة عالية بهدف طرحها للمواطنين بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق، وذلك بالمناطق الأكثر احتياجاً بمختلف المحافظات.

فيما يقول مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية الأسبق، اللواء محمد جبر: حياة ضابط الشرطة محفوفة بالمخاطر، فمنذ ارتدائه البدلة الميرى تبدأ رسالته النبيلة فى حفظ الأمن ومواجهة الخارجين عن القانون، لا يبالى الموت ولا يهابه، فهو مشغول دوماً بأمن الوطن والمواطن، ولم يقتصر دور رجال الشرطة على مكافحة الإرهاب والجريمة فقط بل يمتد دورهم إلى أبعد من ذلك بكثير لحماية الشعب، فرجال الحماية المدنية مثلا هم الأكثر تعاملاً مع الموت، خاصة ضباط المفرقعات الذين يتعاملون مع العبوات الناسفة والقنابل، فالخطأ الأول لديهم هو الأخير، قد يكلفهم حياتهم، ورغم ذلك يتسابقون لأداء واجبهم المقدس برجولة وشجاعة لإنقاذ أنفس بشرية.
ويوضح: نذكر مثالين أولهما الشهيد الذى لن ننساه الرائد مصطفى عبيد بقسم المفرقعات بالحماية المدنية، الذى استشهد أثناء تفكيكه عبوة ناسفة فى عزبة الهجانة، عندما قررت يد سوداء زرع الموت فى منطقة مكتظة بالسكان، وكان عليه أن يلبى نداء الواجب وينقذها، حتى لو كان المقابل روحه، ولن ننسى الشهيد البطل ضياء فتوح، الذى جاد بروحه لينقذ مئات الأرواح من موت محقق بمنطقة الطالبية بمحافظة الجيزة وهو ضابط المفرقعات قدم نفسه فداء لأهالى المنطقة فى مواجهة قنبلة غادرة وذئاب إرهابية.

أقرأ أيضا |  خبير آثار يطالب بتبنى تعديلات إتفاقية اليونسكو 1970 لمنع الإتجار غير المشروع بالآثار

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة