آية أشرف
آية أشرف


حكايات| «آية لودر».. بنت الصعيد «حمالة قسية»

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 26 يناير 2023 - 12:08 م

كتب حمد الترهوني

من منزل ريفي بسيط، تفتحت أعين آية كما تتفتح الزهور، على واقع شديد الصعوبة، فمرض والدها، ومساعدة شقيقاتها الثلاث، دفعها إلى العمل في مهنة لحتكرها الرجال.

من آية أشرف، إلى «آية لودر» ذاع صيت فتاة المنيا صاحبة السبعة عشر عامًا، التي خرجت إلى العمل في مهنة شاقة بعد مرض والدها بالسرطان.

«كنت برجع من المدرسة أشوف الدموع في عيون والدي بعد أن داهمه المرض وأصبح طريح الفراش لا يقدر  عى العمل».. بهذه الكلمات بدأت آية حديثها لبوابة أخبار اليوم.

لم تقف آية مكتوفة الأيدي، أمام ظروف عائلتها الصعبة، بعد اكتشاف مرض والدها، فسارعت إلى شراء لودر بالقسط، لتحمل الرمال، والظلط، إلى جانب همومها، لمدة خمسة عشر ساعة يوميًا.

كسرت آية عادات الصعيد المعروفة بالمحافظة، وأعلنت نفسها فتاة بألف رجل، نموذج مشرف لفتاة من فتيات عروس الصعيد، وقصة كفاح جديدة.

تستيقظ آية فجر كل يوم لتستقل مركبة ثقيلة « لودر» وتقوده مسافة كيلو مترات حتى تتوقف أمام شاحنات النقل التي تنتظرها كل يوم، وتعود مساءً من عملها المحفوف بالمخاطر والغبار يغطي وجهها.

أطلق أهالي قرية العرين البحري التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا على ابنة عم أشرف «آية لودر».

تقول «آية» «الشغل مش عيب ولا حرام، في البداية الناس  كانت مستغربة من فكرة إني  بنت وبسوق  لودر، في منهم اللي كان بيرمي كلمة ويتنمر وفيه اللي بيقول الله ينور».

 

وأضافت: «حتى لو هواجه التنمر أرحم من اننا منلاقيش ناكل احنا محدش بيسال علينا من عيلتنا، كأننا مش موجودين لا لينا  حد يسأل علينا».

أكملت آية مسيرة والدها، الذي كان يعمل أيضًا في تلك المهنة لسنوات طويلة، من أجل توفير لنا لقمة عيش بالحلال دون الحاجه لأحد.

تعلمت آية القيادة منذ سبعة سنوات واشترت لودر لرفع الزلط والرمال بالتقسيط رغم كونها طالبة بالثانوية العامة، وتحلم بالالتحاق بكليات القمة.

ضربت فتاة المنيا أروع الأمثلة في بر الوالدين، قائلة «كله يهون من أجل أبويا وأمي واخواتي عشان اقدر اساعد في علاج والدي الذي أصيب بثلاث جلطات في القلب ما اضطر إلى تركيب دعامات».

 

 

«شالت الهم بدري».. التقط أشرف فتحي اطراف الحديث أشرف فتحي 45 عام قائلاً: «قبل  5 سنوات لم تتوقف ابنتي  الصغيرة عن العمل يوماً واحد يومها  بيبتدي من الرابعة فجرا حتي  التاسعة ليلا  يدوب بنام كام ساعة عشان تلحق شغل اليوم اللي بعده».

«هربا من تراكم الديون».. يقول والد آية :«ا ستلمت مهمة العمل خوفاً  من تراكم الديون التي اضطرتها إلى تحمل أعباء المهنة الشاقة التي تظهر على ملامحها التعب رغم صغر عمرها إلا أنها اعتادت على ذلك العمل».

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة