حريق القاهرة
حريق القاهرة


حكايات| يوم «النار والرماد».. 70 عاما على حريق القاهرة

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 26 يناير 2023 - 01:40 م

70 عامًا مرت على الحريق الأشهر في مصر، والذي عرف فيما بعد بحريق القاهرة، أكلت النار فيه محال كثيرة، وفنادق، ودور عرض للسينما، كانت الشرارة الأولى، في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر يوم السبت الـ 26 من يناير 1952.

مشهد درامي عاشه المصريون في خمسينيات القرن الماضي بعد ما خسر عشرات الآلاف من سكان القاهرة أعمالهم، وكانت الحرائق تدمر أثاث بيوتهم وكانوا ينزلون من العمارات على سلالم المطافئ.

خلال ساعات قليلة التهمت النار نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة، وقدرت الخسائر بمبلغ 28 مليون جنيه بما يعادل حوالي 17 بالمائة من ميزانية الحكومة ذلك العام.

وفي الفترة ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا والساعة الحادية عشرة مساءً التهمت النار نحو 300 محل بينها أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر مثل شيكوريل وعمر أفندي وصالون فيردي، و30 مكتبًا لشركات كبرى، و 117 مكتب أعمال وشققا سكنية.

خسائر حريق القاهرة

وتلقت المطافئ في تمام الساعة الخامسة يوم السبت الموافق 26 يناير 1952 بلاغات عن حرائق في 38 محلا ومؤسسة، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 26 فبراير 1952.

كما طالت النيران 13 فندقًا كبيرًا منها: شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا، و40 دار سينما بينها ريفولي وراديو ومترو وديانا وميامي، و 8 محلات ومعارض كبرى للسيارات، و 10 متاجر للسلاح، و73 مقهى ومطعمًا وصالة منها جروبي والأمريكين، و 92 حانة، و 16 ناديًا. 

إصابات بشرية في حريق القاهرة
وأسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل 26 شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور 552 شخصًا، وقد ذكر محمد نجيب في مذكراته أن القتلى كانوا 46 مصريًا و9 أجانب.

وفي نفس ليلة الحريق قدم رئيس الوزارة «النحاس باشا» استقالته، ولكن الملك رفضها، واجتمع مجلس الوزراء، وقرر مواجهة الموقف بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، ووقف الدراسة في المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى.

قرار حظر التجوال

 


وتم تعيين «النحاس باشا» حاكمًا عسكريًا عامًا في نفس الليلة، فأصدر قرارًا بمنع التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، وأصدر أمرًا عسكريًا بمنع التجمهر، واعتبار كل تجمع مؤلف من خمسة أشخاص أوأكثر مهددًا للسلم والنظام العام يعاقب من يشترك فيه بالحبس.

ولا يزال حريق القاهرة وأسبابه ملفا غامضا، عندما خرج حوالي 270 جنديا من عساكر بلوك النظام من معسكرهم بالعباسية وهم في ثورة من الغضب والتمرد متجهين الى جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) وهناك انضم إليهم طلبة الجامعة واتجهوا إلى وسط القاهرة؛ حيث التقوا مع مظاهرة أخرى من طلبة الأزهر وشكل الجميع كتلة بشرية ضخمة هائجة تطالب بالثأر من البريطانيين الذين قتلوا في اليوم السابق حوالي 58 جنديا مصريا في الإسماعيلية.

انقسم المتظاهرون إلى قسمين، اتجه الأول إلى مبنى رئاسة مجلس الوزراء المصري والقسم الثاني اتجه إلى قصر عابدين والكل يطالب المسئولين بالسلاح لقتال الإنجليز في منطقة القنال؛ بحسب ما نشرته آخر ساعة في 13 يناير 2002.

مأدبة غداء للملك فاروق
 


وكانت توجد مظاهرات أخرى في مناطق مختلفة في القاهرة إلا أنه حدث في المظاهرات التي كانت بميدان الأوبرا أن أنبرى بعض أشخاص غير معروفين وقاموا بإشعال النيران في كازينو وسينما أوبرا، كانت الساعة وقتها الثانية عشرة والنصف ظهرا وكانت هذه النيران هي أول نيران تشتعل في ذلك اليوم.

وكان الملك فاروق قد قرر إقامة مأدبة غداء لأربعمائة من ضباط الجيش المصري حدد لها يوم الحريق، المناسبة كانت احتفال الملك فاروق بميلاد ابنه ولي العهد أحمد فؤاد الثاني، استمرت المأدبة من الظهر حتى الساعة الرابعة عصرا وكان الملك فاروق تصله أخبار ما يحدث في القاهرة أما الضباط المدعوون بالقصر فكانوا لا يعلمون ماذا كان يحدث خارج القصر.

وكتب اللواء محمد نجيب في مذكراته أنه كان مدعوا إلى مأدبة الملك فاروق مع زملائه الضباط في ذلك اليوم وأن فاروق كان يعرف ما يجري خارج القصر ومع ذلك لم يقم بتأجيل أو إلغاء الحفل بل لم يحاول إصدار الأوامر لرجاله بإطفاء النيران وظل مع مدعويه دون الاكتراث لهذه الكارثة حتى انصرفوا الساعة الرابعة عصرا وطلب منهم رئيس الأركان استخدام الشوارع الجانبية لأن الحرائق كانت تملأ المدينة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة