عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: رجل معلومات بارع

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 26 يناير 2023 - 09:06 م

كثير يمكن أن يقال عن سامى شرف الذى رحل هذا الأسبوع عن عالمنا ابتداء بثقة  جمال عبدالناصر فيه التى لم تهتز على مدى سنوات الحكم الناصري، وحتى إصراره على الاستقالة من عمله فى رئاسة الجمهورية بعد تولى السادات الحكم.. غير أن أبرز وأهم ما يمكن أن يقال عن الراحل هو أنه كان الرجل الأهم للمعلومات فى مصر بعد أن كلفه الرئيس عبدالناصر فى بداية الخمسينيات بإنشاء سكرتارية خاصة بالمعلومات فى رئاسة الجمهوريةَ وقد نجح كثيرا فى ذلك.. وهو ما يُبين كما شاع وعرف أن سامى شرف كان بمثابة خزانة أسرار ومعلومات لأن كل المعلومات عن البلاد والعالم  كانت تتجمع لديه وهو يشرف على هذه السكرتارية التى تقوم بتصنيفها وتبويبها وتحليلها قبل تقديمها لرئيس الجمهورية، وهو ما دفع ناصر للتمسك به بجواره.. لكن قبل ذلك يمكننا أن نستخلص حقيقة مهمة وهى إدراك ناصر مبكرا أهمية المعلومات فى إدارة شئون دولة كبيرة مثل مصر كما هى مهمة لكسب المعارك العسكرية..، وقد وضح ذلك مليا حينما قرر تأميم قناة السويس، فهو اهتم قبل أن يعلن قراره أن تتوافر له معلومات حول الأوضاع العسكرية للإنجليز والفرنسيين حولنا وما يحتاجونه من وقت لحشد وتجميع وتحريك قواتهم للقيام بعمل عسكرى عدوانى ضدنا. 

فإذا كان يقال إن المشروع الاقتصادى الناجح يجب أن تسبقه دراسة جدوى أولا فإن القرار السياسى الصائب أيضا يجب أن تسبقه عملية جمع معلومات عن تأثيره وتداعياته ونتائجه المتوقعة ومدى قبول الناس له وتفاعل القوى السياسية معه.. وهنا تبرز أهمية الأجهزة التى تتخصص فى جمع المعلومات وأيضاً قراءتها بعمق وتحليلها جيدا الذى يوفر الاستنتاجات السليمة والصحيحة والتى تعكس حقيقة الواقع.. وهذه الأجهزة لم تعد تجمع المعلومات العسكرية والأمنية فقط، وإنما هى تجمع معلومات عن كل شىء بما فيها المعلومات الاقتصادية والاجتماعية أيضا. 

بل إن المعلومات ليست مهمة للسياسيين والاقتصاديين فقط وإنما صارت مهمة أيضا فى العديد من المجالات المختلفة ومنها المجال الرياضى.. حيث نرى الآن اهتمام المدربين فى المسابقات الرياضية  بجمع أكبر قدر من المعلومات عن الفرق المنافسة لهم.. ونرى أيضا أن الإعلام الناجح هو الذى يبرع فى جمع المعلومات.. 
وقد كان سامى شرف رجل معلومات من طراز رفيع وليس مجرد رجل من رجال عبدالناصر المخلصين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة