صورة موضوعية
صورة موضوعية


بعد إزالته.. مفاجآت جديدة أسفل قصر يسى باشا أندراوس بالأقصر

محمد طاهر

الجمعة، 27 يناير 2023 - 09:25 ص

أكد دكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة جامعة الوادي الجديد أن إزالة قصر يسى باشا أندراوس بالأقصر أسفرت عن مكتشفات مهمة فبعد الضجة الكبيرة التي أثارها خبر هدم القصر في أغسطس 2021.

وقالت وزارة الآثار إنه فور الانتهاء من إزالة وهدم القصر بالكامل سيتم البدء في أعمال الحفر المنظم بالقصر، حيث أنه يوجد أسفله معبد روماني وسيتم الكشف عنه بالكامل خلال الفترة المقبلة. وأزيل المبني بعد 125 عاما من تشييده ولكنه بعد أعمال التنقيب أصبح الأمر مختلفاً وتم الكشف عن أكبر مدينة سكنية تعود للعصر الروماني.

ويشير د. محمود الحصري إلى أنه تم العثور على 132 عملة برونزية ومائدة قرابين تعود إلى العصور الرومانية وأيضاً لوحة جنائزية من الجرانيت الأسود عرضها 46سم وطولها 90سم تحمل نقوش تصور لقاء بين الملك تحتمس الرابع وأمنحتب الثاني خلال تقديمهما القرابين للإله "آمون" سيد طيبة بالإضافة لرأس كبش صغير ومائدة قرابين مجهزة لحمل الأواني الفخارية ولوحة بها رسوم عن الملك بطلميوس وأفران للطهي وأخرى لصناعة الأواني المستخدمة في الحياة اليومية وتعود اغلبها للعصر الروماني.

وقد تم إعلان الكشف عن مدينة سكنية متكاملة وبرجين حمام وفخار يوم الثلاثاء الماضي الموافق ٢٤ يناير الجاري، بالإضافة لورش وأدوات وأواني تعود لعصور مختلفة تعود للقرن الثاني والثالث الميلادي، ومنها زمزميات من الفخار وأدوات للطحن بجانب كمية من العملات المعدنية النحاسية التي تعود للفترة الرومانية، ومن أبرز الاكتشافات السابقة بالمنطقة، اكتشاف منزل قديم وفرن لصهر المعادن ولوحة نادرة وعدد من الأواني والقطع النادرة، ولأول مرة في صعيد مصر يظهر فرن بهذا الشكل يستخدم في صهر المعادن، حيث أنه كان متوقع أن تسفر الحفائر فى تلك المنطقة عن مفاجآت جديدة تعود للعصور الرومانية لكون المنطقة لم يتم الحفائر بها من قبل.

ويشير د. الحصري إلى أنه تم العثور علي برجي حمام من القرنين الثاني والثالث الميلادي عثر بداخلهما عن العديد من الأواني الفخارية التي كانت تستخدم كأعشاش للحمام والتي أوضحت الدراسات الأولية أنه بدأ استخدامها بدءا من العصر الروماني. هذا بالإضافة لعدد من الورش لصناعة وصهر المعادن بداخلها عدد من الأواني وقوارير المياه والزمزميات والمسارج الفخارية وأدوات للطحن وعملات رومانية من النحاس والبرونز.

 أما عن المنزل المكتشف فطبقاً لما صرح به الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفي وزيري أنه ظهرت أجزاء منزل من طابقين به سلالم وجدران واضحة تعود للعصر الروماني، ويجرى مواصلة أعمال الحفائر بإجراء عمليات التدعيم للوصول لغرف المنزل أسفل منطقة الحفائر في معبد الأقصر مكان قصر يسي باشا، وتستمر الحفائر خلال الشهر المقبل لتسفر عن مفاجآت جديدة في ذلك المكان.
 

وبالنسبة لأهمية هذا الكشف أنه كشف النقاب عن أهم وأقدم مدينة سكنية بالبر الشرقي بمحافظة الأقصر، والتي تعد امتدادا لمدينة طيبة القديمة.

قصر يسى باشا أندراوس

يقع قصر أندراوس باشا على الضفة الشرقية لنهر النيل بمدينة الأقصر داخل نطاق معبد الأقصر، وقد تم بنائه عام 1879م تعود ملكية القصر في الأساس ليسى باشا أندراوس والد توفيق باشا أحد زعماء حزب الوفد. كان القصر ملاصقا لمعبد الأقصر من الناحية الشمالية مطلا على نهر النيل، ضم القصر سيارة مطلية بالذهب تعود لجميل بك ابن توفيق باشا، كما أنه احتوى على عدد كثيف من الكنوز والقطع الأثرية النادرة التي نقلت إلى المخازن الأثرية في الأقصر قبل حوالي 20 عامًا، وكان يكون من طابقين بكل طابق العديد من الغرف المبنية على الطراز الإيطالي الفريد حينذاك الوقت، وقد شهد القصر العديد من الأحداث التاريخية البارزة، واستضاف على مدار تاريخيه شخصيات مهمة، من بينها الزعيم سعد زغلول أثناء ثورة 1919م.

سبب إزالة القصر

في ظل التطوير الذي تم في الأقصر لجعل المدينة أكبر متحف مفتوح علي مستوي العالم، كان علي الجهات المعنية إزالة كل المباني القديمة الملاصقة لمعبد الأقصر، وبالنسبة لقصر أندراوس باشا المقام على أطلال معبد الأقصر وكورنيش النيل فإنه ظل يعاني من الإهمال، خاصة بعد إغلاقه عام 2013 إثر جريمة غريبة أثارت الرأي العام في ذلك الوقت بالأقصر، وهي قتل ابنتي توفيق باشا أندراوس وهما صوفي (٨٢ عامًا) ولودي (٨٤ عامًا) أشهر عانستين في الأقصر على يد مجهول، وقد تعرض القصر بعد ذلك لمحاولات عديدة من قبل لصوص الآثار لاقتحامه والحفر فيه خلسة حتى أصبح القصر بحالة سيئة جدا وآيل للسقوط، وقد ألقت قوات الأمن القبض على عدد من اللصوص كانوا يحفرون خلسة داخل القصر وقاموا بعمل ممرات أسفله مما أدت إلي تصدع المبني، وبعد إرسال معاينة للوقوف علي حالة القصر، ذكرت اللجنة المتخصصة في وصف حالة القصر في تقريرها : أن القصر ممكن أن ينهار في أي وقت بسبب التصدعات الموجودة في الجدران، إذ أدى الحفر عن طريق الخلسه إلي انهيار أساساته، وبالفعل تم الهدم ضمن خطة تطوير الكورنيش والمنطقة المحيطة بمعبد الأقصر تمهيدا لافتتاح طريق الكباش، حيث كان إلزاميا تنفيذ القرار لأنه أصبح يضر بالأماكن الأثرية الموجودة بالقرب منه. وتم هدم القصر في أغسطس 2021.

مدينة الشمس

يذكر أن مدينة الأقصر تلقب بمدينة المائة باب أو مدينة الشمس، وقد عُرفت سابقاً باسم طيبة، وكانت عاصمة لمصر في العصر الفرعوني، تقع على ضفاف نهر النيل، تقسم مدينة الأقصر إدارياً إلى خمسة شياخات هي : شرعية العوامية، الكرنك القديم، الكرنك الجديد، القرنة، منشأة العماري، وستة مدن وقرى تابعة لها هي البياضية، العديسات بحري، العديسات قبلي، الطود، البغدادي، الحبيل، وتعد محافظة الأقصر من أشهر محافظات مصر بل والعالم أجمع من ناحية الآثار، فلا يخل مكان في المحافظة من أثر ناطق بعظمة قدماء المصريين، وتضم الأقصر العديد من المعالم الأثرية الفرعونية القديمة مقسمة على البرّين الشرقي والغربي للمدينة، يضم البر الشرقي : معبد الأقصر، معبد الكرنك، وطريق الكباش الرابط بين المعبدين، ومتحف الأقصر، أما البر الغربي : فيضم وادي الملوك، معبد الدير البحري، وادي الملكات، دير المدينة، ومعبد الرامسيوم، وتمثالا ممنون.

 

 

اقرأ أيضا

خبير آثار يكشف شخصية حاكم إقليم «تاور» وتفاصيل إعادة تركيب مقصورته

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة