طارق لطفى
طارق لطفى


طارق لطفى .. الغجري الذي حول مسيرة

أخبار النجوم

السبت، 28 يناير 2023 - 11:47 م

 

مايسة أحمد

استطاع طارق لطفي أن يحفر اسمه بحروف من نور بسبب نجوميته التي تأخرت كثيرا، ليصبح واحد من نجوم الدراما التليفزيونية في السنوات الأخيرة، ويفاجئ جمهوره كل شهر رمضان بشخصية جديدة وقوية ومتميزة تضيف إلى مشواره الفني.. في بدايته تم حصره في أدوار الشاب الطيب المسالم الهادىء الطباع، وفجأة ومع مسلسل “جبل الحلال”، تحول تماما، وقدم شخصية ليست جديدة عليه فقط، وإنما جديدة على الفن المصري.

لطفي تألق أمام النجم الراحل محمود عبد العزيز في “أبو هيبة في جبل الحلال”، وقدم شخصية جديدة جريئة، وكان يراهن عليها، وعن ترشيحه لها قال: “حدثني صديقي المخرج عادل أديب عن الشخصية، وتقابلت معه، ومع الكاتب ناصر عبدالرحمن، وعندما قصا لي عن الدور، (جننوني)، وأعجبت جدا بالشخصية، فكان دور (كين) الغجري، الذي لا يمكن تركه، فهي شخصية لم يتم التطرق لها في الدراما المصرية من قبل، ولا يوجد أي مرجع حول ملابسها ومظهرها الخارجي، وترمز إلى الشخص الـ(لا منتمي) إلى وطن أو أرض، إنما إلى نفسه فحسب، لذا يتاجر في أي شيء يضر بالناس ويجلب الأموال، ورغم غضبه من (أبو هيبة) – الذي جسده محمود عبد العزيز - حينما يؤذيه، إلا أنه يشعر في نفسه بالسعادة لأن هناك من استطاع أذيته، كما أن الشركة المنتجة للمسلسل استعانت بباحث في تاريخ الغجر، لمعرفة كافة التفاصيل عنهم وعن معاملتهم ومصطلحات الحديث الخاصة بهم، فالمعروف فقط عنهم أن الغجر زمان كانوا بيدربوا القرود ويرقصون ويلعبون بالنار”.

ويضيف: “رأيت الشخصية وحضرت لها من خلال أصل (كين)، وكما شرحه ناصر عبدالرحمن بأن الشخص الغجري لا انتماء له، فلا ينتمي إلى أرض أو مكان، وهذا إسقاط كبير على كل الـ(لا منتمين) في مجتمعنا، وهو شخصية يتلذذ بإيذاء الآخرين، وأتفقنا على كل شيء، حتى تعبيراته المتناقضة والمتضاربة في نفس اللحظة، وقمنا برسم الشخصية على الورق قبل أدائها، وأعترف أن صورته رعبتني عندما رأيتها، وعملنا على الشخصية كثيرا، وقمنا بإحضار ملابسها من 3 بلدان، وإكسسوارات خاصة من لندن، من محلات خاصة بالغجر، وأعترف للمخرج والكاتب بالجرأة في الطرح وتقديم الشخصية، وأستمتعنا جدا بها، وأذكر عندما كنا نصور أي مشهد كان يقول لي عادل أديب: (يلا نلعب بقى)”.

متصالح مع الشر

وأكد لطفي أن شخصية “كين” من الشخصيات الصعبة التي تحتاج لتركيز، وأضاف: “أعجبت بـ(كين) لأنه يفتقد لفكرة الانتماء، ولا يؤمن بمعنى الوطن، كل الشخصيات تعمل شرا وتحاول أن تحلله، لكن (كين) متصالح مع نفسه، يتباهى بأنه يحب الشر للشر، رمز فيه جبروت، وتحولات قاسية، من أصل غجري، والدراما لم تتطرق لهذه الشخصية من قبل، وأعتقد أن هذا الدور سيظل من العلامات المهمة في مشواري، فقد حضرت للشخصية طوال شهر كامل، حيث كانت تجمعني جلسات مع الماكيير والمخرج، حتى توصلنا للشكل الذي ظهر على الشاشة، وكل ما يخص الشعر و(التاتو) وملابس الشخصية”.

الساحر المرعب

أما عن العمل مع الساحر فقال لطفي: “مشاهدي أمام محمود عبدالعزيز – رحمه الله - كانت في منتهى الصعوبة، لأنني أقف أمام هذا التاريخ وخبرته المرعبة وذكائه، والحمد لله رد فعله كان يسعدني لدرجة لم أتخيلها، وكان بيطبطب عليَّ بعد كل مشهد، بالإضافة إلى مشاهدي وأنا أعمى، لأن نصف مشاهده أصورها وأنا أعمى وأرتدي عدسات لاصقة، فوقوفي أمام محمود عبدالعزيز استفدت منه كثيرا على المستوى الإنساني والفني”.
بالنسبة لكثير من الفنانين، فالوقوف أمام محمود عبدالعزيز لأول مرة كان “خضة”، وهذا ما أكده لطفي أيضا، فقال: “التعامل أمام نجم بحجم محمود عبدالعزيز بكل هذا التألق والموهبة والتاريخ، فلابد أن تكون مرعوبا، وتسأل نفسك ماذا ستفعل مع هذا الرجل؟، لكن الجميل في الأمر، وأكثر ما يميز محمود عبد العزيز، رغم أنه قد يكون عيبا للبعض، أنه لا يجامل، وإذا أحبك فهو يحبك، وإذا كرهك فأنتهى الأمر، وبعد فترة تحول الأمر بإحساس أخ أكبر وأب، وبعيدا عن اللقب الشهير، فهو شخص ساحر بالفعل، وأستمتعت بالعمل أمامه”.

أعمق من الواقع

الكاتبة شيرين الغرابلي وصفت أداء طارق لطفي في مسلسل “جبل الحلال”، قائلة: “الأداء الإبداعي المُتميز لطارق لطفي، والذي تجد ملامحه كئيبة، بالرغم أنه ينتمي لطبقه (البرجوازيين) في أحداث العمل الدرامي، إلا عندما يكون في حلبه السيرك الذي اختاره القائمين علي العمل ليُدلل علي حياه الغجر أو الحياة البدائية التي جاء منها (كين)، ستجده هناك منطلقاً، يشعر بأريحية وحرية، محرراً إلا من مشاعر الحقد والغضب والانتقام التي تسيطر عليه مُنذ وجد على هذه الارض”.

وأضافت: “أحياناً من فرط إتقان طارق لتجسيد الشخصية وأدائه الساحر، لا أدرك الخيط الرفيع الذي نُمسك به، والذي يفصل بين الدراما والواقع، فحينما فقد (كين) عينه على يد (أبو هيبة)، زاد تألق طارق لطفي، ليؤكد ما قاله كولن ويلسن: (أنه يرى أكثر وأعمق من اللازم)”.

طارق لطفي حصل على شهادة الفنون المسرحية من أكاديمية الفنون، كما حصل على إجازة الإخراج من المعهد العالي للسينما في أواخر الثمانينيات، وشارك في العديد من الأعمال الفنية المتميزة التي ساعدت في حب الجمهور له، منها “الوسية، ليالي الحلمية، العائلة، الحقيقة والسراب، حديث الصباح والمساء، عد تنازلي، بين عالمين، شهادة ميلاد، القاهرة كابول، جزيرة غمام”، كما شارك بعدة أفلام منها “دماء على الأسفلت، صعيدي في الجامعة الأمريكية، الحب الأول”.
للجوائز في مسيرة لطفي مكان، حيث حصل على لقب “أفضل وجه جديد” عام 1993، وأفضل ممثل دور ثاني من مهرجان “الإسكندرية السينمائي” عام 1994.

أقرأ أيضأ : عائشة بن أحمد زوجة طارق لطفي في «مذكرات زوج» رمضان المقبل

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة