عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

معرض العشاق

عمرو الديب

الأحد، 29 يناير 2023 - 09:47 م

ما أعذبها من أيام يسرى فيها الدفء على الرغم من برودة الطقس فى مستهل العام، وينتشر  فى أفقها ذلك العبير الآسر الأخاذ،  ويتجلى فى أجوائها ضوء باهر يسطع فى الجنبات، فيؤنس الوحشة، ويبدد وساوس الظلمة الكئيبة، إنها أيام استثنائية فى أعمار العشاق، والمشتاقين، والمغرمين، ليس بوجوه الحسان، وقدود الغزلان، وإنما بذلك السر الخلاب الذى يفتح كل الأبواب، ويحلق بأصحاب المكاشفة الهائمين فى محيط فض مغاليقه إلى ذرى التمكن والاقتدار.. المعرفة بشتى تجلياتها وتجسداتها وإشراقاتها،

لذلك ترى عشاق المعرفة مرفرفين بأجنحة من شوق وحنين ولهفة، وهم يخفّون سراعًا إلى مواعيد المعشوقة فى هذه الأيام التى تشابه الأعياد والأوقات القدسية التى يدنو فيها المحبون من الحضرة السرمدية أمام الكائن الأسمى والرب الأعلى، فمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى انطلق منذ أيام -فى دورته الرابعة والخمسين- يمثل الكثير من هذه المعانى فهو أفق يتشكل  كى يحلق عشاق المعرفة فى عليائه، وبساط هائل يمتد ليحتضن خطى المشتاقين لعناق المحبوب، وارتشاف رضابه من ينابيعه الأصلية العذبة، الكتب التى تشابه رسائل المحبين، وخطابات العشاق مهما اختلف مضمونها وتنوعت موضوعاتها، فهى فى النهاية على اختلاف تخصصاتها وتصنيفاتها رسل المعشوق.. المعرفة إلى المشتاقين للوصال المتلهفين على العناق، لذا يحل هذا الحدث السنوى الفريد من نفسى، ومن نفس كل عاشق للمعرفة عيدًا حقيقيًا، وأيامًا استثنائية فارقة فى أعمار المغرمين بالقراءة مهما تطورت الوسائط التقنية، والوسائل المحدثة، حيث يظل الكتاب حقًا هو السفير الأمثل للمعرفة، والمبعوث الأنسب للعلم، على الأقل عند جيلى والأجيال التى تسبقه، وأيضًا التالية له، وربما لدى أجيال من الشباب والناشئة من الذين يجدون متعتهم الخاصة فى القراءة عبر الكتاب الورقى، لكل هذه المعانى تهفو النفس إلى أيام معرض الكتاب، وتكتسب الأعمار عمقًا ومذاقًا خاصًا فى رحابه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة