الأحد، 29 يناير 2023 - 10:11 م

 
[ معرض الكتاب ،  الذى أُفتتحت أبوابه أمام الجمهور منذ أيام ، يُعد من أقدم وأعرق معارض الكتاب على مستوى العالم ، حيث تم إنشاؤه منذ أكثر من  55 عاما ، وهو رقم هام فى مجال معارض الكتاب على مستوى العالم .  تحول معرض الكتاب  بفضل التطوير الذى أُدخل عليه على مدار العقود الماضية إلى مهرجان تقافى فنى سياسى إعلامى سياحى ، وأصبح من المعالم الرئيسية لمصر ، ومن أهم مصادر قوتها الناعمة ، حيث تحول إلى مهرجان له صفة العالمية . ولم يعد مجرد سوقا لبيع الكتب ، وإنما مهرجان شامل ، يتم فيه تنظيم ندوات ومناظرات وعروض سينمائية وفنية .
[  ويغلب عليه الطابع العائلى والشبابى والاجتماعى ،  وأصبح بمثابة مصدر ترفيه اجتماعى وعائلى وشعبى للأسرة المصرية البسيطة ، والتى نراها ما تستعد لهذا الحدث الهام السنوى على مدار أشهر كثيرة سابقة عليه ، مما أدى إلى تحويله إلى عيد آخر ، يُضاف إلى أعيادنا الوطنية والدينية ، وأصبح يُشكل فرحا مصريا شعبيا مستمرا لمدة تصل إلى أسبوعين . وهو الأمر الذى لايحدث فى أى معرض كتاب آخر على مستوى العالم . ويكفى أن عدد المترددين والزوار لهذا المعرض يُقدر بعشرات الملايين ، وهو أمر فاق كل المهرجانات والاحتفالات الأخرى ، سواء كانت ثقافية أو رياضية أو شعبية من أى نوع على مستوى العديد من بلدان  العالم .
[ ويُشكل معرض الكتاب الدولى ظاهرة فريدة من نوعها متمثلة فى تحوله إلى لقاء شعبى للعائلة المصرية ككل ، حيث يتواجد ويتناقش ويتحاور ويتفاعل العديد من الرموز الفنية والثقافية والشعراء والأدباء والشخصيات العامة والسياسيين ورموز النخبة المصرية مع الجموع الشعبية ومع المواطنين العاديين فى منتديات ثقافية مفتوحة ، تُشكل ظاهرة إنسانية فريدة من النادر أن نجدها فى بلد آخر ، وهى تُشكل نوعا من عبقرية الآداء والتطوير المصرى الذى عادة ما يُبدع فى مثل هذه الأحداث الهامة الكبيرة .
[ معرض الكتاب المصرى نستطيع أن نقول بكل ثقة أنه ربما يكون واحدا من أقوى وأفضل 8 معارض على مستوى العالم ، مما يجعلنا نتباهى بقدرة مصر الثقافية وقوتها الناعمة التاريخية  . وهو معرض يتناسب مع ثقل مصر ووزنها التاريخى ويعكس مكانتها الثقافية والعلمية .
[  ويعد فى صدارة الأحداث والفعاليات الهامة التى تتكرر سنويا فى مصر المحروسة ، وهو الأمر الذى يجعلنا نقترح أن يكون هذا المعرض ، لو أمكن مستمرا على مدار العام مع استمرارية تنظيمه بشكله الحالى فى موعده المعتاد سنويا ، وبما لايتعارض مع وجوده على مدار العام حتى لو كان بشكل أقل . كما أننا نطمح أن يكون له أفرع فى العديد من المحافظات على غرار ما كان يتم تنظيمه من معرض الإسكندرية الدولى للكتاب وعقب إنتهاء معرض القاهرة للكتاب .
[ فنحن نحتاج وبشدة إلى تعميم الحياة الثقافية والإرتقاء بكل المفاهيم والقيم الوطنية والجمالية والإنسانية الراقية الرفيعة  ، خاصة وأن حجم المعاملات المالية والتجارية التى تتم فى هذا المعرض من خلال الإقبال على شراء الكتب والمؤلفات يصل وبلا مبالغة إلى مئات الملايين ، وهو ما يعنى أن مصر تتمتع بقاعدة ثقافية علمية قوية جدا ، وإمكانات هائلة وشعب واع متعطش للمعرفة وللعلم وللثقافة وللفن الرفيع المستوى  .
[  ونحلم بأن يكون لمعرض الكتاب قناة فضائية تعمل على مدار العام ، وأن يتم من خلاله تقديم جوائز عالمية ، وتكريم للعديد من المفكرين والأدباء العالميين ، لكى يكون أهم حدث ثقافى فى العالم .  فمصر قوية بقوتها الناعمة  . ومعرض الكتاب يؤكد ذلك .
[email protected]