الثلاثاء، 31 يناير 2023 - 11:42 ص

"لا بيهش ولا بينش وبيربي في القلب عداوة" كلمات كونت في الأذهان أول معلومات عن البرص؛ ذلك الكائن الذي لا يتعدى طوله بضعة سنتيمترات؛ ولكنه خلق مكروها منبوذا وارثا الكثير من العداوة في قلوب البشر؛ مكتوبا له نهاية حتمية بضربة "شبشب".

ولأن "لكل قاعدة شواذ" وكما قال أجدادنا "بتيجي مع العمي طشاش"؛ فإن بطل حكايتنا كان له رأي آخر؛ حينما قرر البرص الذي لا يتعدى طوله ٢.٥ سم تذوق بعض من الفراولة؛ أثناء تعبئتها في مصنع مصري؛ وعلى طريقة شخصية عوكل وجملته الشهيرة "ايه اللي جاب القلعة جنب البحر"؛ وجد البرص نفسه في ثلاجة تمتد إليه يد ناعمة؛ لتنقذه أخيرا بعد رحلة طويلة سافر خلالها عبر البحار وقطع أميال حتى وصل إلى أراضي بريطانيا.

اتصال لجهة هامة

فوجئت الفتاة البريطانية نيكاتا موران البالغة من العمر 29 عاما ، بالبرص المصري داخل ثلاجتها وسط وعاء ممتلئ بالفراولة، فقامت بوضعه داخل إناء بلاستيكي، وأسرعت للاتصال لطلب حضور ممثلي الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات "RSPCA".

كونسلتو من أجل البرص

وصلت الإسعاف لمنزل نيكاتا، وبعد إجراء كونسلتو تكون من مجموعة من الباحثين؛ اكتشف متخصصو الجمعية أن البرص أتى إلى بريطانيا من خلال تواجده داخل حاوية بها شحنة من فاكهة الفراولة تحركت من مصر، وظل خلال الرحلة الطويلة، التي بلغت مسافتها 4828 كم، بدون أكل أو شراب وبقي على قيد الحياة وفي صحة جيدة آمنًا، وهو ما أثار دهشة الطبيبة البيطرية راشيل هندرسون.

صدمت راشيل هندرسون الطبيبة المتخصصة في الحيوانات الغريبة من حجم البرص الذي فقد ذيله، وبدأ مركز أشلي البيطري  في إجراءات إعادة توطينه.

ونشر المركز صور البرص المصري والذي أصبح له متابعون مهتمون بأخباره، وكتب عنه قائلا "هذا الطفل الصغير قد استقر جيدًا وسيكون جاهزًا للعودة إلى المنزل بمجرد أن يمر فترة الحجر الصحي".

ويمتلك حيوان البرص جسماً قصيراً، ورأساً كبيراً، وأطرافاً متطوّرة، ويتميز غالبيتها باللون الرّمادي، والبنّيّ، والأبيض القاتم، واللون الأخضر في بعض الأنواع الأخرى، وينشط ليلاً.

ويمتلك صفات خاصّة تُجنّبه الحيوانات المفترسة وتُساعده على البقاء على قيد الحياة، كما يمتلك ذيلاً يُساعده على التّوازن أثناء تسّلق أغصان الشّجر، وتخزين الدّهون لإنتاج الطّاقة، ويتمكّن حيوان البرص من تمويه الأعداء والاختفاء في البيئة التي يتواجد فيها، وله القدرة على فقدان ذيله إذا ما أمسك العدوّ به، ويتغذّى على الحشرات، والفواكه، ورحيق الزّهور.