سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

المصحف وحرية الرأى

سليمان قناوي

الثلاثاء، 31 يناير 2023 - 06:40 م

حكومة السويد لم تكتف بالإذن للإرهابى راسموسن بالودان زعيم حزب «الخط المتشدد» اليمينى المتطرف بتنظيم مظاهرة حرق المصحف أمام سفارة تركيا بالعاصمة ستوكهولم، بل حمت الشرطة أيضا المظاهرة بحجة ممارسة حرية التعبير.

ولو أن سويديا أراد أن ينظم مظاهرة لإنكار الهولوكست (محرقة النازى لليهود) لألقى القبض عليه وحوكم بتهمة إنكار ما هو معلوم من الأحداث التاريخية بالضرورة.

رغم أننا فى الحالة الأولى أمام حرق كتاب سماوى لمليارى مسلم، وفى الحالة الثانية نحن أمام اجتهاد بشرى يقبل أن يؤخذ منه ويرد إليه. الأمر الذى يؤكد أن حرية التعبير عندهم انتقائية. يطبقونها حينا ويلحسونها كثيرا.

كما أن ما أقدم عليه الإرهابى راسموسن هو نزق يتناقض مع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذى يكفل احترام الأديان وحرية العبادة للجميع.

لكن يجب أن يكون رد العالم الإسلامى مختلفا هذه المرة، فشجب هذه الجريمة الشنعاء لم يعد كافيا، بل يجب اعتماد إجراءات عملية مثل ملاحقة راسموسن ومن على شاكلته قضائيا من خلال المنظمات الإسلامية فى السويد وشن حملات مدفوعة تعتمد المنطق والعقلانية فى وسائل الإعلام الأوروبية للتأكيد على أن من أقدم على حرق المصحف وتعهد بأن يقوم بجريمته كل يوم جمعة لم يقرأ حرفا منه ولو قرأ بعضا منه لعلم أن الهدف الأساسى من خلق الله للبشرية فى الإسلام هو التعارف وتبادل الآراء وتلاقح الأفكار ونشر التراحم ببن بنى آدم دون تفرقة على أساس العقيدة أو العرق أو الجنس أو اللون «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم» و»وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

لقد وقع الإرهابيون اليمينيون المتطرفون فيما كانوا يتهموننا به وهو أننا نهاجم كتبا أو روايات دون أن نقرأها. ليس ذلك فقط بل يجب أن تركز هذه الحملات فى اتجاه الضغط لتغيير القانون السويدى الذى يعطى الحق للحكومة بتقييد الحرية الدينية للأجانب دون خوف من فشل فقد نجحت الضغوط من قبل فى استصدار قرار من المحكمة الأوروبية بأن الإساءة إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم ليس من قبيل حرية الرأى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة