الفلاحون خلال المدارس الحقلية التى نظمتها الهيئة الإنجلية بالاراضى الزراعية
الفلاحون خلال المدارس الحقلية التى نظمتها الهيئة الإنجلية بالاراضى الزراعية


«ازرع» وطعامك مصرى.. زيادة قدرة الريف على إنعاش الاقتصاد الوطنى

سارة أحمد

الأربعاء، 01 فبراير 2023 - 06:15 م

 

يشهد الاقتصاد العالمى حالة من الركود فى ظل الحرب التى تشنها روسيا على أوكرانيا، وتباطؤ العديد من اقتصادات الدول، مما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم وزيادة الضغوط السعرية وتفاقم التحديات الملموسة على مستوى الاقتصاد العالمى والذى يشهد انتكاسة حادة فى عام 2023، إلا أن وطننا لم يقف مكتوفى الأيدى بل بحث عن المزيد من المبادرات الوطنية التى هدفها إنعاش الاقتصاد المصرى، ومنها مبادرة «ازرع» التى تستهدف صغار المزارعين على مستوى محافظات مصر، لتشجيعهم على توسيع الرقعة الزراعية لإنتاج محاصيل استراتيجية،وهى المبادرة التى حظيت بإشادة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال فعاليات المؤتمر الأول للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، حيث ترتبط التنمية الزراعية ارتباطاً وثيقاً بالأمن الغذائى، والذى يعد قضية أمن قومى للمصريين .

كانت البداية من شهر نوفمبر الماضى، حيث أطلقت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية مبادرة ازرع بمشاركة 100 ألف مزارع للعمل على زيادة مساحة القمح، واستهدفت ١٥٠ ألف فدان فى 8 محافظات «بنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج والبحيرة والدقهلية والقليوبية والفيوم»، وذلك فى إطار التعاون المشترك بين التحالف الوطنى للعمل الأهلى والهيئة الإنجيلية.

تعد كلمات المدح والنجاح التى قالها الرئيس السيسى شعاع أمل لإلقاء الضوء على تلك المبادرة التى تعمل على خدمة الوطن وأبنائه، ولم يكتف الرئيس بالإشادة فقط بل طالب المسئولين عنها أيضاً بالمزيد من العمل التنموى الذى يخدم الملايين، والاستمرار من أجل الوصول إلى حياة كريمة للمواطن الريفى والاتجاه إلى زراعة قصب السكر بالطريقة الحديثة وغيره من المحاصيل الاستراتيجية المهمة لدى الأمن الغذائى، وذلك بجانب التحول من الرى بالغمر إلى الرى بالتنقيط ، ليصل إنتاج الفدان الواحد إلى 60 طن سنوياً.

فى مقر الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية التقينا بالدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، الذى عبر عن سعادته البالغة بردود الأفعال الإيجابية حول مبادرة «ازرع» خاصة بعد إشادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بها.

وأضاف: أن مبادرة «ازرع» تخدم حوالى نصف مليون مواطن مصرى مما يعكس قدرة الدولة المصرية والمجتمع المدنى على حماية الأمن الغذائى المصري، ونحن كهيئة قبطية انجيلية نشعر بالسعادة بالمشاركة الوطنية لدعم المجتمع، وتعزيز العمالة الزراعية فى الريف المصري، فضلاً عن تقليل الفاتورة الاستيرادية وزيادة قدرة صغار المزارعين فى المواجهة والتكيف مع التغيرات المناخية والسعى للحفاظ على الموارد الطبيعية وعدم إهدارها ومن أهمها المياه والتربة.

وأشار رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر إلى أن كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى جاءت كالتالى «محتاجين نتعاون مع الهيئة الإنجيلية فى أكثر من مجال» بعد نجاح مبادرة ازرع، اشعرنا بالفخر لكوننا نخدم وطننا الغالى، كما اننا سنسهم بكل طاقتنا وخبراتنا، لخدمة وطننا الحبيب مصر وأبنائه وأشقائنا فى الوطن، كما نعتز أيضاً بالعمل مع التحالف الوطنى ووزارة الزراعة.

إشادة الرئيس

وبكلمات «لم نتوقع اهتمام الرئيس بالمبادرة،وكنا نتوقع إشادة عامة، لكن أن يخصنا كمبادرة ازرع لم نتوقعه نهائياً وفاق كل التوقعات، وكانت مفاجأة ادهشتنا وأصابتنى بفرحة خاصة» بدأت مارجريت صاروفيم رئيس قطاع التنمية المحلية بالهيئة القبطية الإنجيلية والمسئولة عن المبادرة وعضو التحالف الوطنى ، وأضافت أن الهيئة متأصلة منذ خمسينيات القرن الماضى فى مجال العمل التنموى فى مصر كمنظمة من منظمات المجتمع المدنى لتحسين حياة المواطن، حيث تعمل الهيئة بتعريف الأمم المتحدة فى التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية وغيرها من التنمية الشاملة المستدامة، ومنها قطاع الزراعة الذى يستهدف تحسين مستوى حياة المواطن الريفى والمرأة الريفية بشكل عام لزيادة الإنتاجية وتحسينها من خلال تخفيف العبء على صغار المزارعين.

ومن هنا انطلقت الهيئة الإنجيلية بالتعاون مع التحالف الوطنى للعمل الأهلى ووزارة الزراعة لدعم صغار المزارعين من خلال إطلاق مبادرة «ازرع»، باعتبار أن الزراعة هى عصب الأمن القومى ومن أهم محاور التنمية الاقتصادية، ونحن كهيئة نعمل كفريق يتواجد فى الأرض الزراعية منذ انطلاق المبادرة يداً بيد مع صغار المزارعين، ونعمل مع 400 جمعية قاعدية و5 آلاف متطوع.

تم إطلاق المبادرة فى 3 نوفمبر الماضى بمشاركة ١٠٠ ألف مزارع للعمل على زيادة مساحة القمح، باستخدام مساحة ١٥٠ ألف فدان فى 8 محافظات، للنهوض بالمزارع المصرى، والعمل على تحقيق الأمن الغذائى من خلال توفير المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها محصول القمح وفول الصويا.

وأضافت «مارجريت» أن «ازرع» تهتم بالمشاركة والمساهمة فى تشجيع صغار المزارعين ممن يمتلكون أقل من 3 أفدنة على زيادة إنتاجيته من المحاصيل الاستراتيجية خاصة القمح، بجانب تنفيذ المدارس الحقلية لتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة فى زراعة المحصول، ودعم عناصر الإنتاج الزراعى، وتقليل تكاليف إنتاج القمح، وتقليل الهدر الخاص بالمحاصيل أثناء الحصاد، وتوفير عقود تسويقية لصغار المزارعين بهدف تزويد حالة الطمأنينة والاستقرار لدى المزارع من خلال ربطهم بالأسواق الأكثر ربحية للتنمية الزراعية.

وأشارت إلى أنه تم تنفيذ المرحلة الأولى مع 100 ألف من صغار المزارعين بتقديم دعم فنى و مدارس حقلية،وإرشاد زراعى، بالمشاركة مع مهندسين وخبراء زراعيين فى الأراضى الزراعية وتوجيه المزارعين فى حالة وجود أى خلل فى الأرض وذلك من خلال 4 أو 6 محاضرات لإرشادهم وبناء البيئة الآمنة والمحفزة والداعمة، وأضافت أن تجربة صغار المزارعين مهمة جداً لأن نسبة 85% من الـ25% القوى العاملة تعمل فى قطاع الزراعة وهذا الرقم ليس بقليل، مضيفة أن الهيئة تسعى لزيادة إنتاجية فول الصويا وتنفيذ خطة لزراعة محاصيل البقوليات.

وتعمل المبادرة على توفير التقاوى عالية الجودة المعتمدة من وزارة الزراعة، للتوسع فى زراعة القمح، فضلاً عن توفير أسمدة عالية الجودة لزيادة إنتاجية القمح، وتحسين دخل 100 ألف من صغار المزارعين، وتوفير المحاصيل الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي، وتقليل الفاتورة الاستيرادية، وتوسيع رقعة الأراضى المزروعة بالقمح، وتوفير التقاوى الزراعية عالية الجودة.

المرحلة الثانية

وأشارت مارجريت إلى أن كلمات الرئيس السيسى «محتاجين نتعاون مع الهيئة الإنجيلية فى أكثر من مجال» بعد نجاح مبادرة ازرع أشعرتنا بالفخر لكوننا نخدم وطننا الغالى، كما أن الإشادة ستساعد التحالف على بذل مزيد من الجهد خلال الفترة المقبلة، حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الشكر إلى نماذج مستفيدة من مبادرة «التمكين الاقتصادى» قائلاً: «لازم اشكركم واحييكم.. ربنا يوفقكم.. وأنا سعيد.. انتوا نماذج ضمن عدد كبير من مصريات ومصريين شغالين فى إطار الاستفادة من مبادرة التمكين الاقتصادى».

وأضافت «صاروفيم» أن المرحلة الثانية ستبدأ فى سبتمبر القادم وتستهدف خلالها 500 ألف مزارع لزراعة مليون فدان لزراعة القمح وفول الصويا والاتساع أيضا فى الرقعة الزراعية لزراعة قصب السكر بالطريقة الحديثة كما طالبنا الرئيس ، كما أن هناك دراسة تتم حالياً لزراعة البقوليات والتمور خلال المرحلة الثانية، وهناك مطالبات عديدة إلى ضم محافظات قنا، أسوان، والأقصر وغيرها.

الرى بالغمر

كما أشارت صاروفيم أن الرئيس طلب من المبادرة أيضاً التحول من الرى بالغمر إلى الرى بالتنقيط، ليصل إنتاج الفدان إلى 60 طن سنوياً، حيث تعد طريقة الرى بالغمر إحدى أقدم طرق الري، خلالها يستطيع المزارعون تشغيل المضخات وترك المياه الفائضة تحمل الكثير من المواد المغذية للتربة عبر الحقل، وينتظر حتى يتم امتصاصها من التربة، وأحد أكثر الجوانب سلبية هو الكمية الهائلة من المياه المستخدمة، ونظراً لأن الرى بالغمر يملأ التربة بالمياه، فلا تستطيع جذور النباتات تصريف المياه الزائدة، وبالتالى سوف يؤدى ذلك إلى هدر الموارد المائية.

أما الرى بالتنقيط فهو عبارة عن شبكة من الأنابيب المثقبة التى تقوم برى محاصيل مصفوفة على التتالي، يتم ضخ المياه عبر الأنابيب باستخدام مضخة الضغط المنخفض، عندما يتم إيقاف تشغيل المضخة، يتم تفريغ الأنابيب، وفى حين أن تكاليف تشغيل نظام الرى بالتنقيط ليست بالكثير إلا أن مجهود اليد العاملة والصيانة اللازمة للحفاظ على عمل النظام يمكن أن يكون عائقاً، لأن تكاليف الصيانة المستمرة لأنظمة الرى بالتنقيط أعلى بثلاث أو خمس مرات من أنظمة الرى الأخرى، وتستغرق أنظمة التنقيط لمدة 10 إلى 15 عاماً قبل الحاجة إلى استبدالها، وكذلك استخدام الطاقة الشمسية، وهو ما ندرسه حاليا لكيفية تنفيذه ومساعدة الفلاح على استخدام التكنولوجيا الحديثة بأقل التكاليف.

وعن المعوقات التى واجهت المبادرة قالت صاروفيم إن فكرة إقناع صغار المزارعين فى إنتاج محصول القمح كانت عائقاً كبيراً لأنه غير مجد مالياً، والهروب إلى زراعة محاصيل أخرى مربحة أكثر، وبالفعل أخذنا وقتاً فى اقناعهم وبذلنا قصارى جهدنا كهيئة سنوفر التقاوى الجيدة وهنا طلب المزارعون توفير تقاوى «جيزة 5» ولكنه كان غيرمتاح، ولكننا استطعنا توفير «مصر 1» لإنتاج محصول القمح الجيد، وكانت البداية فبدأ المزارعون فى إقناع بعضهم البعض للاشتراك فى المبادرة.

واختتمت حديثها قائلة «احنا محظوظين أن عام 2022 كان عام التخصيص لمنظمات المجتمع المدنى، وبداية عام 2023 هو عام الإشادة بالدور والمجهود الذى بذله المجتمع المدنى»،والطلب بالاستكمال هو دفعة قوية جداً لمنظمات المجتمع المدنى، ولذلك أطالب الجميع بالتكاتف والتنسيق وتوحيد الجهود للوقوف إلى جانب الوطن فى ظل هذه الأزمة العالمية.

إقرأ أيضاً|«الزراعة» تتابع مشاتل الخضر والفاكهة والصوب الزراعية بالغربية

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة