صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

صحافة الشهود

صالح الصالحي

الأربعاء، 01 فبراير 2023 - 06:41 م

هكذا أطلق أحد علماء الإعلام على صحافة المواطن أو ما يبثه المواطنون من تقارير وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. وهى تلك التى تخلو فى ذات الوقت من الاحترافية وأدبيات وأخلاقيات مهنة الإعلام، مما لا يجعلها جزء أو فرعا من العمل الإعلامى.

وبالرغم من سرعة نقل الحدث والحرية الممنوحة لصاحب الرسالة أو الفيديو، إلا أن أخطاء «صحافة الشهود» كارثية، فالهاتف المحمول أداة استخدام تمنح الناقل الحرية فعلاً فى تناقل الحدث إلا أن الشخصنة والسطحية والإبهام كلها عوامل تخلق مشكلات فى استخدام هذا النوع من الإعلام أو الصحافة وهذا هو الأهم، فرغم بعض الإيجابيات إلا أنها تهدد وسائل الإعلام المؤسسية (التقليدية) نتيجة شعبية مستخدمى ومتابعى هذا النوع، وهو ما يخلق الأزمة إذ أن معظم هذه الرسائل فى الغالب تدعم شعبية انتشار هذه الفيديوهات التى فى سبيلها ممكن أن تفعل أى شئ للحصول على اللايكات والمشاهدات وحصد الأموال.

فى الوقت الحاضر وبفضل شبكة الإنترنت أصبح كل من امتلك هاتفاً ذكياً صحفياً أو إعلامياً!!.. ومما يزيد من الأزمة أن قنوات تليفزيونية ووكالات أنباء أصبحت تعتمد عليها كمصادر للأخبار مما يعطيها مزيداً من التأثير فى اتجاه صالح ملاك هذه القنوات والوكالات، فى وقت تتجرد فيه هذه الوسيلة من القواعد المهنية والقوانين بل تعتمد على إخفاء الهوية فى العديد منها مما يدعم المضامين الإباحية والعنصرية وغياب الدقة والموضوعية..

وفى ظل تفاعل المواطن العادى معها أصبحت تشكل خطراً كبيراً على المجتمعات التى مازالت تعانى من قلة الوعى ولا يستطيع المواطن العادى التمييز بين الحقيقى وغير الحقيقى، مما يجعلها الوسيلة الأجدر لنشر الشائعات، حيث تلقى العبء الأكبر فى هذه المجتمعات على القائمين على الإعلام المؤسسى لتقديم رسائل أكثر مصداقية وشفافية وحرية لمواجهة الحالة الضبابية لمثل هذه الممارسات.

وفى رأيى أنها لا تستطيع أن تلغى وسائل الإعلام التقليدية مهما بلغت من المنافسة، فمازال المواطن يلجأ للإعلام التقليدى للخروج من حالة الريبة والحيرة والبلبلة التى تسببها هذه الوسائل..

حيث أصبحت أمراً واقعاً يراه البعض أنه أداة مكملة للإعلام التقليدى.. وإن كنت لا أزعم بأى حال من الأحوال التقليل من أهميتها، لكنك أمام مشهد الكل فيه يجتهد لحصد المشاهدات بما فيهم الإعلام المؤسسى الذى يلهث وراءه للتصحيح والتوضيح والحفاظ على تماسك المجتمع الذى أدى توغل هذا الشكل من أشكال التواصل إلى فوضى أخلاقية تحتاج من الجميع التكاتف لمواجهتها لدعم المواطن فى التصدى لسلبيات هذه الظاهرة وخاصة انعكاساتها على جيل الشباب والمراهقين الذين سُلبوا من وسط أسرنا وغرقوا فى الفضاء الافتراضى، فليس الحل بقوانين فقط إنما بالوعى من كل مسئول فى موقعة سواء الأسرة أو المدرسة أو الجامعة أو المؤسسات الدينية قبل أى شىء.. فيتعين على الجميع التحلى بمسئولياته فالإعلام ليس وزارة أو أى هيئة إعلامية فقط. «إنما الاعلام مسئولية كل مواطن».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة