بقلم واعظة | كن راضيًا تكن مطمئنًا
بقلم واعظة | كن راضيًا تكن مطمئنًا


بقلم واعظة | كن راضيًا تكن مطمئنًا

الأخبار

الخميس، 02 فبراير 2023 - 08:29 م

كثرت فى هذه الأيام الفتن وانتشرت الحوادث بصورة جعلت المرء يشعر بالخوف وعدم الطمأنينة، فهذا حال كثير منا الآن، لكن قلب المؤمن الواثق بربه يظل فى أمان واطمئنان دائم، لأنه يعرف أنّ كل ما يصيبه هو بقضاء الله وقدره من خيرٍ وشر، كيف لا! والله جل وعلا يقول فى كتابه الكريم : «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ».

«التغابن: 11». ونبينا المختار يقول فى الحديث الشريف الذى يرويه أبى يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا لَهُ».

رواه مسلم. فهذا الحديث دليل واضح على حال المؤمن، فما يحدث له من خير وشر هو كله خير لكن علينا جميعًا ألا نغفل عن الإكثار من التضرع والدعاء فإن مما يرد القضاء الدعاء، فعليكم بالإكثار من الدعاء والتضرع لله جل وعلا حال البلاء وحال الرخاء، فمن تعرف على الله فى الرخاء أحاطه الله بعنايته ورعايته فى الشِّدة والبلاء.

كما أنّ من دعاء نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم إنى أسألك الرضا بعد القضاء»؛ لأن الرضا قبل ذلك، أو أن الإنسان يتحدث عن الرضا قبل أن تنزل به النازلة هذا تمنى لكن الشأن بعد نزول الامتحان والابتلاء من الله.

ومن ثَّم يجب علينا جميعًا أن نكون راضين مطمئنين ومما يساعدنا على ذلك أن نتعرف على ثمرات الرضا والتى منها، أنه سبب لرضا الله عز وجل عنّا، كما أنه سببٌ فى زوال الحزن والهم والغم، وسوء الحال وشتات القلب، فيشعر المسلم بالراحة والطمأنينة والسكينة.

وبعكس ما يترتب على السخط، من انزعاج القلب واضطرابه، كذلك الرضا يخلّص العبد من مخالفة الله -تعالى- فى الأحكام والشرائع والقضاء، الرضا يُشعر العبد بعدل الله، فعدل الله فى العقوبات والقضاء لا يتعارض مع حكمه. 


وختامًا الرضا يُثمر الشكر ويصفّى الذهن، ويفرّغ قلب العبد من أجل العبادة، فيصلّى وهو خالى الذهن غير مشتتٍ، اللهم آمين.

اقرأ ايضاً | بقلم واعظة.. في رحاب الهجرة النبوية


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة