آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

للأذكياء فقط !! (3)

آمال عثمان

الجمعة، 03 فبراير 2023 - 06:13 م

العبقرية صفة فريدة ونادرة، تُطلَق على من يتجاوز حدود السائد، وقد تابعتُ ومعى الكثيرون فى العالم، قصة الطفل البريطانى العبقرى «تيدى هوبز» الذى أصبح عضواً فى منظمة «MANSA» الدولية، أقدم مؤسسة للأذكياء فى العالم، قبل أن يكمل سنوات عمره الأربعة، ويغدو أصغر عضو بالمنظمة الأشهر!!

الطفل «تيدى» المولود بعد عملية تلقيح صناعي، يتمتع بقدرات ذهنية فائقة، جعلته يُعَلِّم نفسه القراءة، وإحصاء الأرقام بست لغات وهو فى الثانية من عمره، وعندما وصل 26 شهراً كان قادراً على قراءة كتاب بطلاقة، وحين بلغ ثلاث سنوات وثمانية أشهر، كانت لديه قدرة ذهنية تماثل طفلاً عمره 8 سنوات و10 أشهر، ومع ذلك اندهش والداه حين علما بمعدل ذكائه قبل الالتحاق بالمدرسة، حيث حصل على 139درجة فى اختبار ستانفورد، المفاجأة الأكبر حينما خضع لتقييم خبراء MANSA عبر الإنترنت لمدة ساعة، وحصل على معدل ذكاء 99.5%، لذا انضم للجمعية ليكون بذلك أصغر أعضاء المنظمة التى أنشئت عام1946 لنوابغ وعباقرة العالم بدرجة ذكاء لا تقل عن98%، وعددهم145 ألف عضو من100 دولة.

ليس غريباً أن تحظى قصة الطفل العبقرى بكل هذا الاهتمام الدولي، لأننا نحتاج للأطفال العباقرة أكثر مما يحتاجوننا هم، لذا تسعى الدول جاهدة لاكتشاف الأطفال النوابغ وتنميتهم، لأنهم المستقبل الحقيقى لأوطانهم، ومصدر نهوضها اقتصادياً وعلمياً ورياضياً وفنياً، ومصر فى أشد الحاجة لمثل هؤلاء النوابغ والعباقرة، لكى تنهض بالأمة ومحيطها العربى والإفريقي، وليس غريباً أن تتزامن تلك القصة الفريدة مع مشروع «بالما» الذى يبحث عن الجواهر الثمينة المخبأة فى قرى ونجوع الريف والصعيد المصرى، ليكشف عن كنز من الأطفال منحهم الخالق نعمة الذكاء الفائق، بعد أن أضحى العباقرة والنوابغ هدفاً يحقق ثروات طائلة ومستدامة للأوطان، ومصر لديها ما لا يقل عن33 ألف طفل وطفلة من النوابغ، والاستثمار فى هؤلاء ليس فقط مضمون العائد، وإنما لا يضاهيه عوائد أى استثمار آخر، فما تحققه الشركات التى أسسها نوابغ أمريكا والصين والهند وغيرهم، أعلى وأكبر من ميزانية مصر بأكملها!

ويبقى السؤال: لماذا لا تتعاون وزارة التربية والتعليم، مع المركز القومى للبحوث، لإنشاء مؤسسة علمية للأذكياء فقط، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، لاكتشاف ورعاية وتنمية أولئك الأطفال النوابغ، والاستثمار فيهم حتى لا نُهدر تلك الثروة من العبقرية؟!
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة