الجمعة، 03 فبراير 2023 - 06:49 م

 كان مشهدأفواج الطلاب فى رحلات مدرسية جاءت من محافظات مصر المختلفة لزيارة معرض الكتاب مشهدا مفرحا، فقد استقبل المعرض فى أسبوعه الأول ١٧٧ فوجا لرحلات جماعية ضمت أكثر من ١١ ألف زائر وهو ما يكشف وعى بعض المسئولين عن التعليم بأهمية تشجيع طلابهم على الاهتمام بالثقافة ومصادر المعرفة بعيدا عن الكتب المدرسية.

 ولكن بقدر هذا الفرح بالإقبال على أكبر معرض للكتاب تمنيت أن يمكن رصد قدرة هؤلاء الطلاب على اقتناء الكتب، وما هى اهتماماتهم، وماذا يفضلون عند اتخاذ قرار الشراء، وهل يبحثون فقط عن شراء الكتب الدراسية الخارجية بأسعار المعرض المخفضة أم يهتمون بالبحث عن كتب أخرى فى فروع الفن والأدب والشعر أم الكتب العلمية المبسطة، أم أن زيارة المعرض بهدف الترفية و«الفرجة» فقط؟ 

وإذا كان من يرتادون معرض الكتاب سنويا يتجاوز عددهم مليونى زائر فإن من يهتمون الكتاب والثقافة يتجاوز هذا العدد بملايين أخري، لكن سعر الكتاب الذى تضاعف مع الأزمات الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار الورق وتكاليف النشر يعوق قدرتهم على إقتناء الكتب، ورغم التخفيضات التى تقدمها بعض دور النشر وهيئات الدولة المعنية بالثقافة على أسعار الكتب تظل قرارات الشراء محدودة لأن الاهتمام بالكتاب يتراجع أمام ضغط احتياجات الحياة الضرورية، ورغم أهمية الثقافة تظل تكلفة تحقيقها أكبر من قدرة الكثيرين.

فى كتابه «حول الثقافة والتعليم» يقول نجيب محفوظ عن الثقافة إنها ليست ترفا روحيا يمكن تأجيله، ولا فترة استرخاء تعقب العمل الشاق لتجدد وتنشط الحواس، لكنها المادة المكونة من المعانى والمعارف التى تخلق روح الإنسان وعقله وسلوكه، كما أنها تأتى فى مقدمة القوى التى تبنى الشخصية.
 وللحديث بقية.