الجمعة، 03 فبراير 2023 - 10:11 م

كتب حمد الترهوني 

عندما تطأ قدامك منطقة الحبشي بمدينة المنيا تقع عيناك على أكبر وأعرق مقهى، وتسمى خان الخاليلي، أو كما كان يطلق عليها قبل قرن «قهوة الحرامية» كونها مقهى شعبياً نسج حكايته وشهرته من شهرة رواده فهي المكان الأكثر شهرة في تاريخ المحافظة. 

عندما تسير في شارع سكة تلة ترى قهوة الحرامية، تلحظ  كثرة الزبائن الجالسين عليها من جميع قرى محافظة المنيا كونها تمثل لهم راحه نفسية جيدة منذ قديم الأزل. 

يهز رأسه ضاحكا، «فين أيام الزمن الجميل»، يبدأ الحاج محمد حيدر موظف بالمعاش حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم»، قائلاً: «اشتقنا جدا للأيام دي وريحتها كنا بنقعد على القهوة دي قبل سبعين عامًا، وهقولك حاجه تبسطك جدا في الوقت ده كانوا يطلقوا على القهوة دي اسم ظريف جدا وهو قهوة الحرامية».

صورة تعبيرية

وعن سر اسم المقهى،  قال :«إن بعض الحرامية كانوا يجلسون على هذه المقهى، ويقف شخص آخر على الكوبري يراقب الذين معهم أموال، ليعرف المبلغ بالضبط،وهذا يمثل دور صبي الحرامي». 
وقال الحج حيدر: «إن أول ما كان يأتي في ذهن الشخص الذي يتقاضى معاشه أو أي شخص من أهل الريف بعد ما ينتهي من عمله الذهاب لشرب كوب الشاي، هنا الحرامي يشتغل الموقف ويسرقه الزبون بطريقته السهلة لأنهم كانوا يمتازون بالمهارة والحرفه وخفية اليد».

أما محمد أحد زبائن القهوة من إحدى قرى مركز المنيا يقول: «بقالي اكثر من 40 سنة زبون القهوة دي من أيام أبويا الله يرحمه  كنت باجي وأنا عندي 10سنين، وكل يوم سبت، وأربع من كل أسبوع أجي أقعد عليها وأشرب كوبية شاي وقول الله يرحمك يا ابويا».