علاء عبد الهادي
علاء عبد الهادي


علاء عبد الهادي يكتب : شهادة المؤرخ لومباردى!

أخبار الأدب

السبت، 04 فبراير 2023 - 04:19 م

نجح فى قراءة الواقع.. وقال فى يناير 2013 إن السيسى هو المنقذ الوحيد.. وصفوه بالبطة العرجاء.. والآن يحاضر فى كلية الحرب فى فرنسا

عندما تأتى الشهادة من الآخر فيجب أن ننصت..وعندما يكون هذا الآخر ليس من آحاد الناس، بل باحث ومؤرخ فيجب أن ننتبه أكثر، ونأخذ ما يقوله على محمل الجد، ونعامله بما يجب.

فما بالنا إذا كان هذا الباحث المؤرخ، لم يكتب ما كتب عن مصر، وعن الرئيس السيسى خلال عشر سنوات، من خلال دراسات أكاديمية نظرية، بل توثيقية، من أرض الواقع، من خلال معايشة هذا المؤرخ لأطراف الصراع فى منطقة الشرق الأوسط وداخل ثلاث من دول ما سمى بالربيع العربى (تونس وسوريا ومصر) استمع إلى كل الأطراف.

وقرأ، وقارن وخلص إلى ما رأى أنه يحتاج إلى أن يوضع بين دفتى كتاب مهم تحت عنوان (عبدالفتاح السيسى.. بونابرت المصرى).. وعلى هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب، التقى المؤرخ والباحث الفرنسى رولان لومباردى، برواد المعرض، فى ندوة ثرية أدارها باقتدار الكاتب الكبير محمد سلماوى.. بحضور د. نيڤين الكيلانى وزيرة الثقافة، ود. أحمد بهى الدين، رئيس هيئة الكتاب.

وكثير مما قاله لومبادرى قد تعرفه أنت وأنا وغيرنا من المصريين الذين عايشوا الأحداث خلال العقد الأخير، ولكن الصورة كانت غير ذلك بالنسبة للغرب الذى ينتمى إليه لومباردى، والذى كان للأسف يرى الصورة من الخارج، ولا يعرف الحقائق على الأرض.


فماذا قال لومباردى عن الرئيس السيسى الذى جعل من اسمه عنواناً لكتابه المهم، وإلامَ خلص فى كتابه التأريخى الذى خضع لمعايير وضوابط البحث العلمى؟
وقال لومباردى إننى لم أكن أنجم أو أقرأ الطالع عندما كتبت فى يناير عام 2013 أن المشير عبدالفتاح السيسى- فى ذلك الوقت- هو الوحيد المؤهل لقيادة مصر فى المرحلة المقبلة، عكس كل التحليلات الغربية وذلك لأسباب كثيرة عددتها فى مقالاتى ودراساتى التى نشرتها.. وبعدها تحولت إلى نجم تجرى ورائى وسائل الإعلام.


وقال إن معظم المحللين فى فرنسا فى ذلك الوقت كانوا يحللون الصراع فى مصر، وهم على ضفاف نهر السين، ولكننى كنت أكتب بنبض الحقائق التى لمستها على الأرض، هذه القراءة الواعية جعلت كلية الحرب فى فرنسا تطلب منى إلقاء محاضرة عن مصر، ومستقبلها، ومستقبل الإسلام السياسى لأن ما كنت أقوله كان مختلفاً تماماً عن كل ما يقوله المحللون الآخرون غير المدركين لحقائق الأمور، والذين كانت أحكامهم خاطئة لأنها عاطفية.


تخيلوا معى مستقبل مصر، والمنطقة لو لم يكن الرئيس السيسى موجوداً، ولم يقم بما قام به لإنقاد مصر؟
السؤال طرحه المؤرخ لومباردى، وأجاب عنه فى كتابه، وألقاه على الحضور، وقال: كانت مصر ستتحول إلى جمهورية إسلامية، وهذا الكابوس لن يكون ضرراً على مصر فقط، أو حتى العرب فقط، بل على أوروبا نفسها.


وقال إن مصر الإسلامية كان أمامها ثلاثة سيناريوهات: أن تكون مثل سوريا أو تقع فى أتون حرب أهلية كما حدث فى الجزائر؟
لم تقف كلمة الحق عند لومباردى عند هذه المرحلة، بل قال إن الفوضى كانت هى البديل لو لم يتحمل الرئيس السيسى المسئولية وينقذ مصر.
وعن رصده التأريخى لما قام به السيسى منذ قدومه وحتى اليوم، قال: هناك نهضة شاملة فى كل أرجاء مصر، إذا قارناها بما كان قبل 2011 أو قبل 2013، فالإصلاحات التى قام بها يمكن اعتبارها «ثورية وغير مسبوقة» ويحسب للرئيس السيسى- الكلام لازال على لسان لومباردى- أنه من الرؤساء التاريخيين الذين نجحوا فى التصدى للفساد ولما يسمى بالإسلام السياسى.

ولذلك كان التقارب المبكر بين بوتين والسيسى، كلاهما استشعر هذا الخطر، حيث كانت روسيا تعانى فى الشيشان.. ناهيك عن الإصلاحات السياسية والاقتصادية التى قام بها الرئيس السيسى لمصر وللمنطقة.


تطرق لومباردى فى شهادته عن الرئيس السيسى إلى الدور الإقليمى المتنامى لمصر فى ظل حكمه، لاحظ كل أوراق الصراع فى ليبيا واليمن وسوريا، سنجد السيسى حاضراً فى كل محاولات الحل والخروج من الأزمة، كذلك أى تجدد للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ستجد مفاتيح الحل والتهدئة فى مصر.


هل استوعب الغرب هذا الأمر؟
والغرب متهم الآن أكثر بالصراع فى أوكرانيا، ونسوا ما حدث ويحدث فى الشرق الأوسط، قليلون من يدركون أن خط الدفاع الأول لأوروبا هو الشرق الأوسط، الذى تمثل فيه مصر دوراً محورياً ومهما،ً.

ولذلك حاولت أن أفند فى كتابى هذا التجاهل الغربى للإصلاحات الثورية التى قام بها السيسى فى مصر.. العسكريون الغربيون يعرفون الحقيقة جيداً، لأنهم يطلعون على الحقائق على الأرض بعكس السياسيين والإعلاميين.. ولو عرفوا الحقيقة، وقرأوا ما قام به السيسى جيداً سيدركون أن السيسى هو الحليف الأول والأهم لأوروبا.


والطريف فى الأمر أن ما يتعرض له من يقول قولة الحق من المصريين فى الرئيس السيسى، تعرض لمثله لومباردى عندما وصفه البعض بأنه «البطة العرجاء» واتهموه فى أوج المواجهة فى 2013 بأنه مجرد باحث صغير غير قادر على قراءة الحقائق أو التنبؤ بمجريات الأحداث، ومضت الأيام وصدقت قراءة لومباردى لخصوصية التركيبة المصرية وأن السيسى هو الوحيد المؤهل لأن يصل بمصر إلى بر الأمان.


وعلى المستوى الشخصى استغربت مما قاله المؤرخ رولان لومباردى تجاه الأنظمة القوية مثل النظام الذى أقامه الرئيس السيسى فى مصر، قال: «إن الغرب لا يحب الأنظمة القوية التى تأخذ مواقف شجاعة وتحاول النهوض ببلادها مثلما تفعل القيادة السياسية فى مصر»!!

مفاجأة معرض الكتاب

كنت متوجساً مثل كثيرين غيرى..
نضع أيدينا على قلوبنا، ونسأل الله أن تنجو صناعة النشر، ولا يطلق عليها رصاصة الرحمة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.
ولكن إقبال الناس على معرض الكتاب فاق توقعات حتى أكثر المتفائلين.
لا ألتفت كثيرا لمن يقولون إن الناس تذهب من أجل الفُسحة.. حتى لو كان ذلك فى جانب منه صحيحاً، فما أجمل الفسحة لمكان الكتاب هو البطل فيه.
سعادتى لا توصف بالزحام الكبير فى صالات القراءة، وفى متابعة الأنشطة الفنية التى أقامتها جهات كثيرة، واجتذبت شرائح عمرية مختلفة.
المصرى دائماً يفاجئك بما هو خارج كل التوقعات.
وأعظم، وأجمل مفاجأة هو هذا الإقبال المليونى على معرض القاهرة الدولى للكتاب.
عاشت مصر.. وبقيت منارة للفكر والإبداع.
 

اقرأ ايضاً | وزيرة الثقافة: إقامة فعاليات فنية وثقافية بشرم الشيخ لدعم السياحة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة