مصطفى رشاد
مصطفى رشاد


الذكاء الإعلامي بين القطبين.. وفن إدارة الأزمة بين الأهلي والزمالك

مصطفى رشاد

الأحد، 05 فبراير 2023 - 01:52 م

ظهر في العصر الحديث ما يسمى بالمركز الإعلامي أو المتحدث الرسمي للمنشآت وكذلك الأشخاص الذين يحظون بشهرة ومتابعة واسعة، ومما لاشك فيه أن الرياضة تمثل أحد أنواع القوى الناعمة المؤثرة ولذلك جلبت الاستثمار الرياضي لها وفطن لتلك الوظيفة الهامة جداً والمؤثرة تفادياً للارتجال الذي قد يسبب أزمات أو حرج أمام الجمهور والمتابعين، فيتم دراسة ومناقشة ما سيتم إعلانه ومراجعته ودراسة تأثيره سلباً وايجاباً، ومن أجل تلك المقدمة نتحدث عن أكبر القلاع الرياضية المصرية والتي طالت شهرتها ايضاً عربياً وافريقياً وهم الأهلي والزمالك. 
ودعونا نتحدث عن الزمالك 
بداية من هو رئيس المركز الإعلامي لنادي الزمالك؟
من هو المتحدث الرسمي؟
اكيد هناك منصات رسمية للزمالك ولكن ما نقصده هنا ما ذكرناه سابقا ومن هنا نبدأ مقصدنا 
اذا سالت احد متابعي ومحبي الزمالك عن اكثر ازماته سيقولون اعلامه او ما يدعون أنهم أبنائه ويدافعون عنه، ولكن للأسف وان صدقوا فيما يدعون فهم يسحبون النادي لازمات تتجدد بتصريحاتهم وربما تصل الى زيادة اثقال النادي  وصراعاته التي أصبحت في كل الاتجاهات.
ودعونا نوضح 
إدارة الازمة – وإدارة بالأزمة!
هناك فرق بينهم نعم هناك من يفتعل ازمة ليدير الوضع ويفرض اليات عمل ربما يعجز في الوضع العادي تنفيذها او على اقل تقدير تكون مقبولة لدي المتابعين .
وهناك من يستطيع ان يدير الموقف عند حدوث الازمات فلديه من الثقة والحبكة ان يدير الوضع بحرفية شديدة وكأنه جراح ، دقيق ومؤثر وسريع ويدرك حجم وخطورة الموقف .
الزمالك 
ومن خلال ما ذكرناه للأسف الشديد يبدو ظاهراً جلياً ان الاعلام الأبيض عجز عن تنفيذ ما سبق او على اقل تقدير كان مشارك في الهجوم دون ان يدري ويوجه سهامه الحادة على منافسيه ، وعلى سبيل المثال لا الحصر 
•    احد اهم كابتن النادي في السبعينات تحدث عن ازمة التحكيم والحكام فقد فاض دون أي داعي او استدراك من منافس او اعلامي يريد ضجة إعلامية والادهى كانت على قناة النادي وقال ما قال ، فيصبح النادي في وسط ازمة ومن أبنائه ، وهنا كان يجب معالجة ذلك الامر بحرفية شديدة ، ولكن تم فتح الهجوم على منافسيه واتهامهم ، كيف ؟ 
•    ايضاً مجموعة من اللاعبين الكبار صراحة في اعلام مختلف سواء في قناة النادي أو غيرها وفاضوا عن الانتماء للنادي حتى بعدما تم الاستغناء عن خدماتهم او خرجوا اعارة فقالوا ما قالوا عن مواجهة ناديهم وماذا فعلوا ، ويعيد اعلام الأبيض نفس الأخطاء ويشن هجوم حاد على منافسيه ويتهمهم بالمثل، كيف ؟
•    وأيضا بعض المدربين تحدثوا بشكل غير منطقي بعد تغلبهم على ناديهم " الزمالك " ثم يعتذروا عن هذا الموقف معللين بأنهم يأدون عملهم مما جعل الامر محط سخرية من الجميع ، ويعيد ايضاً اعلامه نفس الأخطاء .
•    تناول ملف نادي القرن لم يستطيع ان ينجح اعلامياً في طرحه وان كان لديه وجهة منطقية ولكن تم تناولها بفقر اعلامي وصخب مما افقدها جوهر طرحها حتى انتهت بلافته إعلانية على سور النادي ، وهنا سؤال ماذا لو تم فرض عقوبة مالية على ذلك ؟ من يتحملها ؟ وهل استفاد النادي منها ؟  
وغيرها من الأمور الغربية والغير مفهومة وللأسف الشديد يتناولها الاعلام بشكل مغاير وكأنه يضيف الى أزمات النادي أزمات .
وعلى المنظومة الإعلامية ان تراجع سياستها وأسلوب تناولها للأحداث وطرحها لتحقيق التكامل مع النادي وتدفعه للأمام بداية من التصريحات والتي اغلباها يأتي مباشرة بعد أي اخفاق فيجب الهدوء قليلا والتريث إعمالاً بحكمة " لا تأخذ قرارات حين الغضب ولا تلقي بوعود حين الفرح " لان في كلا الحالتين سيكون القرار غير دقيق تأثراً بالحالتين .
اختيار شخصية إعلامية مميزة ومختلفة وشابة تمثل المركز الإعلامي لهذا الكيان الضخم وما اكثرهم وحبذا " أحمد عفيفي " لما يتمتع به من هدوء وحضور وثقافة تضيف لهذا المنصب .
  
الأهلي 
الوضع مختلف كلياً فهناك منظومة محكمة ويدرك فيها كلاً موقعه وصلاحياته وهناك مركز اعلامي وظهر حديثاً مع تولي الكابتن محمود الخطيب رئاسة النادي بتعيين متحدث رسمي للنادي وعلى غير المعهود ليس بلاعب كرة قدم ولكنه شخصية إعلامية وشبابية .
وبعد تحديد وتشكيل المنظومة الإعلامية يأتي دور إدارة الاعلام بما يحقق الهدف من انشائها فتصبح الدرع والسيف ، فتحافظ على التوازن بين الدفاع عن الكيان والرد بحرفية ومهنية على الهجوم وعلى سبيل المثال لا الحصر 
فكرة برنامج " ملك وكتابة " وهو كان اللبنة الأولى في تناول قضايا النادي بشكل غير مسبوق وبفكرة مدهشة حتى من الاسم فالملك هنا هو الأهلي والكتابة كل ما يكتب او يصار عن النادي ، فلاقت قبول وانتشار واسع ، وتوالت بعد ذلك برامج على نفس الفكرة فمنها أصاب ومنها أخفق .
طريقة تنظيمه للمؤتمرات او الإعلان عن صفقات جديدة لها طابع احترافي مما يجعل الاعلام يثني على التنظيم والمظهر العام . 
كذلك حماية النادي من وجهة نظر ادارته سواء في البيانات او التصريحات حتى مع مدير الكرة بالنادي سيد عبدالحفيظ تشعر بدهاء حين يدافعون للتوضيح " دفاع في ظاهرة و باطنه هجوم " كتحريك المياه الساكنة بحجر صغير .
وفي وقت اختلاف النادي مع إدارة القناة الخاصة به بخصوص حذف فيديو محدد ، كان بذكاء وموضوعية وحقق مبتغاه 
فاستطاع الأهلي كمؤسسة ان يفرض نفسه واسلوبه على جميع رؤسائه وكذلك اعلامه مما ساعد على قدرة تأثيره في الاعلام العام وليس مبالغة اذا قولنا انه من انجح الأندية إدارة ومنظومة في الوسط الرياضي عربياً وافريقياً فتجد قاموس اعلامي خاص به وكأنه علامة تجارية مسجلة " روح الفلنة الحمراء – الأهلي فوق الجميع – نادي المبادئ – الأهلي +90 – ابن النادي -الأهلي بمن حضر "وغيرها اقترنت تلك العبارات بشعار النادي أينما ذكر اسمه بالإضافة الى مشاركته الاجتماعية ، وذلك لم يكن ليتحقق دون المنظومة الإعلامية له وإن اختلفنا معها في أشياء يعد تناولها وطرحها لقضاياها بذكاء اعلامي نجح في إدارته.
وبعد كل ما سبق لم نتحدث عن بطولات الناديين كل ذلك اعلام فقط واذا اضفنا بعد ذلك حجم البطولات المحققة ستصبح الصورة أوضح وأكمل لحجم تأثير المنظومة الإعلامية لهما.
وختاماً هنا ليس دفاعاً عن أحد أو هجوم إنما رؤية تحليلية للأحداث التي لا تعبر الا عن راي صاحبها فقط وإيمانا بالدور التي تلعبه هذه اللعبة ومدى تأثيرها في الشباب المصري وكذلك المنتخبات ويسعدنا ان تظل المنافسة بينهم وغيرهم قائمة ولكن في اطارها الصحيح دون انحراف لأنها في النهاية لعبة واستثمار يجب الحفاظ عليهم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة