الأحد، 05 فبراير 2023 - 05:49 م

شاكوش صغير ورؤوس متراصة من «جوز الهند»، يفتح بها «أحمد» أبواب الرزق له ولأسرته، في قلب ميدان العتبة حيث تنبض القاهرة بأحد مناطقها الشعبية ووجوه البسطاء كل يوم.

على ناصية بمدخل شارع عبدالعزيز، يقف «أحمد» منذ الصباح وحتى «المغربية» - كما يقول لـ«بوابة أخبار اليوم» - مهمته الأولى هي تقشير وتقطيع جوز الهند «الطبيعي» وبيعه للمارة، كل حسب الطلب.

«أحمد» شاب لم يتجاوز عمر الـ32 عامًا، رزقه الله بزوجة صبورة وأطفال أربعة، أكبرهم سبع سنوات ويدرس في الصف الأول الابتدائي، فكر خارج الصندوق مستندا على عربة كارو يجرها كل يوم على أمل جنيهات يسد بها أفواه أسرته ويقضي بها حاجاتهم اليومية.

من سوق العبور، نقطة انطلاق أحمد التي بدأها في العام 2005 وبعد أن ورث مهنة فتح جوز الهند عن والده؛ حيث بات متمكنًا من تقطيعها بسلاسة وسرعة متناهية دون أن يؤذي القشرة الداخلية.

 
بابتسامة عريضة يصف صاحب «الرزق الأبيض» رؤوس جوز الهند بـ«فاكهة البشوات»، فمن ناحية هي رخصية وليست باهظة الثمن ومن ناحية أخرى غنية بـ«الزيوت والفيتامينات المفيدة»، التي لا يعلم فائدتها إلا القليل، فضلا عن كونها مفيدة للبشرة والشعر والماء الخاص به، ويعمل على تنظيم الدورة الدموية وضبط مستوى السكر في الدم.

 
يبيع أحمد «كرات جوز الهند» لكنه يقوم بشرائها من تجار في سوق العبور، حيث يحصل على «الشوال» بـ600 جنيه مصري، ثم بيع القطعة الواحدة بـ25  جنيها.

يقوم ببيع متوسط شوالين في اليوم، ويقوم بتقسيم الكرات التي بداخل الشوال حسب الحجم فيقوم ببيع الكبيرة بسعر 30 جنيهًا أما الصغيرة يباع بـ25 جنيها، ويقوم ببيع الشرائح الرفيعة المقطعة بسعر جنيه واحد للقطعة حتى يتمكن الجميع من تناولها.

  
 بات أحمد «دكتور» متخصص في فرز الكرات الصالحة عن الفاسدة، وهنا يقول: «برج الكرة وحسب الصوت الذي تصدره فإذا كان صوت الماء قليل فإن جوز الهند هذه تعتبر فاسدة أو على وشك الفساد أما إذا كان الماء يملأ أكثر من نصفها فهي في حالة جيدة».

ويختتم أحمد حديثه بالتنبيه على أن الحرارة هي التي تؤثر على جوز الهند، حيث إنها في الصيف تفسد أسرع من الشتاء.