محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

الحرب مستمرة.. وتتصاعد «٢/٢»

محمد بركات

الأحد، 05 فبراير 2023 - 07:52 م

ذكرنا بالأمس ونؤكد اليوم أن كل الدلائل والشواهد القائمة على أرض الواقع المشتعل بنيران الحرب الروسة الأوكرانية، تدعونا للقول بغياب الفرص المواتية لوضع نهاية قريبة للحرب خلال الأسابيع أو الشهور القليلة القادمة.


وعلى العكس من ذلك، هناك قدر كبير من المؤشرات والوقائع تغذى وتدفع للأخذ بالاحتمال الآخر، وهو توقع استمرار الحرب وتصاعد وتيرتها خلال الأسابيع والشهور القادمة،...، بل وربما تمتد إلى ما هو أطول وأكثر من ذلك بكثير.


وهو ما يعنى أن على العالم كله بدوله وشعوبه ترتيب أوضاعه وتنظيم سبل حياته على اعتبار أن الحرب ستطول، وأن آثارها وتداعياتها السلبية ستستمر فى التأثير على هذه الدول وتلك الشعوب طوال هذه المدة، التى قد تكسر فيها حاجز السنين وصولًا إلى نهاية هذا العام وبدايات العام القادم، إذا ما استمرت الأطراف المتورطة فى هذه الحرب وذلك الصراع على الأخذ بنهجها وتوجهها الحالى.


وما يغذى هذا الاحتمال وما يدفع للأخذ به وترجيحه، ما نراه على أرض الواقع من إصرار متبادل بين طرفى الصراع، وهما الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون فى جانب، والدولة الروسية فى جانب آخر، على التصعيد المستمر فى وتيرة الحرب وقوة النيران، أملًا فى الانتصار الكامل على الخصم وإلحاق الهزيمة الكاملة به، وهو ما يصعب تحقيقه والوصول إليه، فى ظل معطيات كثيرة تحول دون ذلك لا يمكن تجاهلها أو التهوين من شأنها.
ويأتى على رأس هذه المعطيات بالقطع حسابات توازن القوى الدقيق والواجب احترامه والأخذ به، فى حالة الصراع والصدام بين الدول النووية الكبرى فى العالم، وهو ما يُحتِّم على الأطراف المتصارعة والمتصادمة عدم الوصول إلى حافة الهاوية التى تدفع بالخصم إلى اللجوء إلى خيار «شامشون» الذى يمكن فيه الأخذ باختيار اللجوء لاستخدام السلاح النووى لتجنب الهزيمة الكاملة.
وفى ظل هذه العوامل وتلك المعطيات يصبح من الضرورى والمهم تحرك المجتمع الدولى، للسعى الجاد بين طرفى الصراع والدفع بهما إلى مائدة المفاوضات بحثاً عن حل سياسى مقبول من الطرفين يوقف الحرب وينهى القتال وينقذ العالم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة