صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مستشار سابق في البنتاجون: الناتو سينهار إذا لم تبدأ المفاوضات بشأن أوكرانيا

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 06 فبراير 2023 - 01:52 م

قال المستشار السابق لرئيس البنتاجون، العقيد المتقاعد دوجلاس ماكجريجور، اليوم الاثنين 6 فبراير، إن حلف "الناتو" ينتظره التفكك إذا لم تبدأ مفاوضات سريعة بشأن أوكرانيا.

وجاء ذلك في مقابلة له نشرت على موقع "يوتيوب"، حيث قال: "إذا لم نبدأ محادثات سريعة فإن ذلك سوف يدمر حلف شمال الأطلسي".

اقرأ أيضًا: البنتاجون: المنطاد الصيني كان يستخدم لاستطلاع مواقع إستراتيجية أمريكية

وبحسبه، فقد تم إنشاء حلف "الناتو" كتحالف دفاعي، وليس للهجوم على أي أحد، إلا أنه تابع: "لكننا منذ التسعينيات نحاول استخدامه كسلاح هجومي، وإذا مارسنا مزيدًا من الضغط على الناتو، فسوف ينهار التحالف".

ولفت مضيفه من برنامج "Redacted News"، كلايتون موريس الانتباه في هذا الصدد إلى علاقة تركيا بحلف "الناتو"، وهي التي تحاول التوسط بين روسيا وأوكرانيا، ومنعت انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف.

ووفقًا لموريس، فإن "الناتو" يوضح الآن لتركيا: "إما أن تتبعي خط الحلف، وإما ستساعد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في تنظيم هجمات إرهابية في إسطنبولـ وكما ورد سابقًا، اتهم رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، إسماعيل عمرة كرايل، عددًا من الدول بمحاولة عرقلة جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا".

وفي ظل هذه الخلفية، بدأت الدول الغربية على الفور في الحديث عن التهديد الإرهابي في تركيا، وتوقفت القنصليات العامة للسويد وهولندا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا وألمانيا في إسطنبول عن استقبال الزوار، فيما حذرت السفارة الأمريكية مواطنيها من خطورة وقوع هجمات إرهابية في وسط إسطنبول، وهو ما وصفه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بأنها "حرب نفسية" على البلاد.

وقد أشارت موسكو مرارًا وتكرارًا إلى استعدادها للمفاوضات، إلا أن كييف فرضت حظرًا عليها على المستوى التشريعي، حيث قال زيلينسكي في وقت سابق، في قمة الدول العشرين إنه "لن يكون هناك مينسك-3"، وهو ما وصفه المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأنه "يؤكد تمامًا" موقف كييف بشأن عدم الرغبة في التفاوض، حيث يدعو الغرب روسيا باستمرار إلى التفاوض، وهو ما تظهر موسكو استعدادًا له، لكن الغرب، في الوقت نفسه، يتجاهل رفض كييف المستمر للتفاوض.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة