طاهرقابيل
طاهرقابيل


يوميات الاخبار

التجول فى أحضان التاريخ

طاهر قابيل

الإثنين، 06 فبراير 2023 - 07:47 م

 

وزرت «كهف سنور» الذى يعد الأندر والأقدم  وهومن الحجر الجيرى ومغطى بالمرمر ويقع فى قلب أحدالجبال وتتوزع به الصواعد والهوابط من الآلباستر فى شكل خلاب

انا مهووس بحياة أجدادنا القدماء وأتابع كل ما أستطيع الحصول عليه من كتب ومعلومات وعندما جاءت لى فرصة العمر للتجول فى أحضان التاريخ انطلقت من محافظة «الجيزة»  ويعنى اسمها « الوادى أو الاجتياز» لموقعها المتوسط الذى يفصل شمال مصرعن جنوبها ..وبدأت الرحلة من إبى الهول والأهرامات والتى تضم11هرما منهم 3 للملوك ومثلهم للملكات ومقابرللعمال الذين شاركوا فى بناء «هرم خوفو» والذى تم نقل حجارته بالمراكب الخشبية من طرة الى ميناء قريب من قاعدة الهرم الأكبرالذى استخدم  فى بنائه الحجر الجيرى للكساء الخارجى  والبازلت للأرضيات والجرانيت الوردى والأسود لحجرة الدفن .


وعثرفى أبورواش على هرم «جدف رع» ابن الملك خوفو وبزاو ية العريان بقايا هرمين أبرزهما «الناقص» وفى سقارةهرم «زوسر»المدرج ومصطبة فرعون والهرم «المخربش» وسراد يب لدفن الطائر»أبى منجل» والقرد «رمزى» وفى دهشور 5أهرامات أبرزها المنحنى والأحمر وكلاهما للملك «سنفرو» والد خوفو  وبميت رهينة بقايا « منف»عاصمة مصر القديمة وتمثال ضخم للملك»رمسيس الثانى» ومعبد لتحنيط العجل أبيس ..وبمرمدة بنى سلامة وجرزة حضارة «الانسان الأول أوإنسان ما قبل التاريخ» وبالواحات البحرية التى تحتوى على 400 عين مياه كبريتية أطلال معبد للإسكندر الأكبر .
بوفيسيا متحف مفتوح


 بعد أن أنهيت زيارتى لعاصمة مصر القديمة  «منف توقفت  فى محافظة «بنى سويف» المتحف المفتوح لكل العصور وعرفت فى الماضى باسم «بوفيسيا» وبعد الفتح العربى تحولت من «منفوسية» الى «بني السيوف»  نسبة إلى قبيلةعربية.. وتحتفل بنى سويف بعيدها القومى فى 15 مارس ..يوم تضامن شعبها مع ثوار ثورة ١٩١٩ وقطعهم السكك الحديدية ومهاجمتهم للمحكمة الإنجليزية لمحاكمة الثوار .
زرت «هرم ميدوم» ثاني أقدم هرم مدرج في العالم والذي بناه «الملك حونى» وأتم بناءه ابنه «سنفرو» والد خوفو ويتميز بأنه على هيئة مكعب ومرحلة انتقالية للوصول للهرم الكامل وفى منطقة ميدوم عثر على معبد جنائزى ومصاطب وتتنوع الآثار بالمراكز والقرى بأبى صير  وأهناسيا وسدمنت ودشاشة والحيبة و المضل» وفى قرية صغيرة بحضن الجبل وجدت مقبرة بها مومياء لطفلة وبجوارها مخطوط من جلد الغزال لمزامير داود ..وزرت «كهف سنور»الذى يعد الأندر والاقدم  وهومن الحجر الجيرى ومغطى بالمرمر ويقع فى قلب أحدالجبل وتتوزع به الصواعد والهوابط من الآلباستر فى شكل خلاب وبأرضيته مجرى مائى لتصريف المياه المتجمعة يتصل بمجموعة من الأودية التى تمتد حتى هضبتى الجلالة ووادى عربة .. والكهف من الداخل يأخذ شكلا هلاليا ويمتد 700مترفى باطن الأرض ويتم النزول إليه من فتحة صغيرة وينقسم إلى بهوين من التكوينات الكلسية يغلب عليها اللون الأصفر المائل للحمرة والسقف لونه أبيض وعلى شكل «الشعب المرجانية» وتعود التراكيب الجيولوجية إلى العصرالأيوسينى الأوسط منذ ما يقرب من 40 مليون سنة والمنطقة حول «كهف سنور» محمية طبيعية ومزار عالمى ثقافى فريد.. وكان اسم آثار الحيبة  التى تبعدعن الفشن 5كيلومترات  «حت بنو» أى مقر طائر البنو أوالعنقاء وعثر بها على بقايا سورقديم وأطلال معبدآمون الذى شيدَه الملك شاشنق وعثر بهاعلى بردية تسجل حكاية الكاهن ون آمون وذهابه إلى لبنان لإحضارالأخشاب وعثر  فى دشاشة على جبانة وعدّة مقابر قديمة منحوتة في الصخرمنقوش عليها رسوم لصاحب المقبرة ومعه أسرته يقفون أمام إحدى موائد القرابين ..و عثرفى إهناسياعلى نصوص  تحكى حكاية «حت نن نسو» والتي تعني مقر الطفل الملكى أومدينة هرقل ويوجد بها معبد ضخم للملك رمسيس الثانى.. وفى «سد منت الجبل» مقابر أهمها للكاهن والمشرف على حديقة قصر الأسرة السادسة وللأسرتين الثّامنة والتاسعة عشرة ولقائد جيش رمسيس الثانى   ففى بنى سويف الكثير من الكنوز التاريخية الفرعونية والقبطية والاسلامية.


حكاية السبع بنات
كانت محطتى الثالثة فى المنيا التى تضم مواقع أثرية فريدة منها معبد للملكة «حتشبسوت» ومقبرة «ماهو»التى تزودنا بتفاصيل لأعمال وواجبات رئيس الشرطة في عصر «أخناتون» .. وزرت بالمنيا مزار اﻟﺴﺒﻊ ﺑﻨﺎت بالبهنسا الذى تختلف الحكايات عنهن وأشهرها أنهن مسلمات انضممن لجيش عمرو بن العاص وارتدين ملابس الرجال وأبلين بلاء حسنا فى الحرب ورحن يزغردن ابتهاجا بالنصر فاكتشف الجنود الرومان حقيقتهن فتسللوا إلى خيامهن وذبحوهن .. كما يقال أنهن راهبات اشتركن مع جيش المسلمين.


 اختار  إﺧﻨﺎﺗﻮن وﻧﻔﺮﺗﻴتى العمارنة ﻹﻗﺎﻣﺔ العاصمة المصرية «أﺧﺖ أﺗﻮن».. وزرت ﻣﻘﺒﺮة الفتاة اليونانية إزادورا التى ﻣﺎﺗﺖ ﻏﺮﻗﺎ.. وشاهدت فى ﺗﻮﻧﺎ اﻟﺠﺒﻞ ﻣﻘﺒﺮتى ﻛﺒﻴﺮ اﻟﻜﻬﻨﺔ وﻣﻮﻣﻴﺎء إﻳﺰادورا ﺷﻬﻴﺪة اﻟﺤﺐ اﻟﻄﺎﻫﺮ.. وفى بنى حسن وجدت ٣٩ ﻣﻘﺒﺮة ﻣﻨﺤﻮﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ ﻷﺷﺮاف وﺣﻜﺎم ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺒﻨﻮ.
وعندما وصلت الى محطتى الرابعة أسيوط  عرفت أن اسمها قديما كان «سوت» حارسة حدود مصر العليا ومركزلعبادة «وبواوت» الذى يصورعلى هيئة ذئب .. وعرفت أن بالمحافظة 38 منطقة للجذب السياحى منها  «آثار مير»بالقوصية وبها مقابرمنحوتة فى الجبل تتميز بالنقوش التى تحاكى الطبيعة والتفاصيل الدقيقة للأعمال اليومية والصناعات والاحتفالات  وأقدم محكمةعرفتها الأرض ..كما عثر بالهمامية فى البدارى على مقابر صخرية وسجل للمناظر الطبيعية والحياة اليومية والرياضات المحببة وأواني فخارية وتماثيل من العاج .. وتجولت بالدير المحرق وفى محمية وادى الأسيوطى وزرت القناطرالتى صممها المهندس البريطاني السير ويليام كوكس الذى بنى سد أسوان وسد أسيوط عبارة عن سدود لتحويل المياه المنخفضة الى أكبر قناة للرى وهى ترعة الإبراهيمية.


 إنسان ما قبل التاريخ
 سرت مع أمواج النيل الهادئة الى محطتى الخامسة والأخيرة فى رحلتى  الى محافظة قنا والتى كان اسمها عند قدماء المصريين «شابت» و القبطى «قوته او كوته»والعربى اقنى الذى تطور لاسمها الحالى ..وزرت معبد دندرة وهومن أقدم المعابد ويتكون من قاعة رئيسية وأخرى صغيرة وبحيرة مقدسة ويتميزبالمناظر الفلكيةعلى السقف وصورللملوك والأباطرة وهم يقدمون القرابين ومزود بسراديب فى الجدران والأساسات وسلمين للسطح وقد بناه بطليموس الثالث من الحجر الرملى وتم ترميمه واستعادة ألوانه الأصلية وإظهار بهائه وجمال زخرفته وتحويل المنطقة المحيطة به الى متحف مفتوح .


 ومررت على معبد «شنهور» الذى طمست المياه الجوفية نقوشه وبه 3 صالات تحيط بقدس الأقداس.. وتجولت فى نجع حمادى ونقادة التى تعنى الإنقاذ وكان أجدادنا القدماء يستغلونها فى دفن أمتعتهم وقت الفيضان .. وفى مغارة «جبل الطارف» القريبة من «حمر دوم» عثر على الكثير من التماسيح المحنطة ومقابر منحوتة بالجبل للنبلاء ..وتعد نقادة من أهم مواقع عصرالإنسان الأول أوما قبل التاريخ وتشتهر جبانة مدينة «نوبت «بفخارها ذى الحافة السوداء والحمراء والزخارف البيضاء المتقاطعة وصورالبيئة والحيوانات والنباتات.. وكانت مساكنهم بسيطة من أغصان الأشجار ويتم تغطيتها بالطين ومقابرهم حفرة قليلة العمق يوضع فيها المتوفى بوضع القرفصاء ويتم لفه بجلد الماعز.. وبمرورالسنوات تطورت وأرست قواعد الحضارة الزراعية وخطت خطوات واسعة فى الصناعة واستخدام النحاس وبناءالمساكن والمقابرمن الطوب اللبن وإتقان صناعة الفخار وظهور مبادئ الكتابة الهيروغليفية وزيادة غرف الدفن لغرفتين ووضع الجثث محنطة ومعها الطعام والشراب وبعض الأثاث .
شيخ «العرب همام»
 وزرت قلعة شيخ «العرب همام» وهو الإبن البكرى للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة ذات الثروة والنفوذ وعرف عنه أنه شخصية وطنية وصاحب مشروع سياسى ومحب للعلماء وأقام ولاية وبها قلعة من الطوب اللبن ذات أقبية نصف أسطوانية وبها مايتطلبه الموقع العسكرى ..تولى همام الحكم بعد وفاة والده وقام بتأسيس شبه دولة وشكل جيشا من الهوارة والعرب والمماليك الفارين وقامت حرب مع محمد بك أبو الدهب بعد أن وعد الروس بأن يدخلوا مصرعلى جثة همام  «أمير الصعيد» فأمدوه بالأسلحة وفى البداية كانت الغلبة لأهل الصعيد  وبسبب مكر المماليك انتصرجيشهم بقيادة «أبو الدهب» ودخلوا فرشوط وجعلوها كوما من التراب وهدموا معظم مبانيها ونهب مابها وبقصوره فاتجه الشيخ همام إلى النوبة لبناء جيش آخر ولكنه توفى  وهوفي الطريق..وزرت قناطر نجع حمادى التى وضع حجر أساسها الملك فؤاد واستغرق انشاؤها ٣ سنوات وبنيت بالأحجار المستخرجة من محاجر العيساوية بالجبل الشرقى وتتكون من 100 عين وتحتوى على هويس يسمح بمرور أضخم البواخر النيلية وسطح للنقل يربط بين شرق وغرب النيل وأقيمت مؤخرا قناطر جديدة خلف القديمة تضم 4 وحدات لتوليد الطاقة وهويسين وكوبرى للربط بين ضفتى  النيل.


ودعت الصعيد ومحافظاتها الزاخرة بتاريخ مصرنا العزيزة وآثارنا الفرعونية والقبطية والإسلامية واستعددت لرحلة جديدة بالنيل الى الأقصر وأسوان وأبوسمبل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة