معرض القاهرة الدولى للكتاب
معرض القاهرة الدولى للكتاب


الجمهور يخالف التوقعات: «معرض الكتاب» نجح بـ 2.5 مليون زائر!

آخر ساعة

الإثنين، 06 فبراير 2023 - 11:32 م

إذا سألت أياً من المهتمين بصناعة الكتاب قبل بداية الدورة 54 من معرض القاهرة الدولى للكتاب عن توقعاته، سيرد غالبا بتوقع حالة من التراجع الشديد فى أعداد الجمهور، وانخفاض حاد فى مبيعات الكتب، فى حين كان ينتظر البعض الفرصة لإعلان وفاة المعرض الأكبر عربياً، لكن كل هذا تبدد وجاءت الرياح لتدفع سفن الجمهور بمئات الآلاف صوب أبواب المعرض، الذى تحولت أيامه إلى عرس ثقافى حقيقى بمشاركة أكثر من مليونى زائر خلال أيامه العشر، وأثبت الجمهور المصرى مدى وعيه وعشقه للكتاب المطبوع فلم يتأثر بأى عوامل سلبية ولم يهتز أمام الأزمة الاقتصادية وتداعياتها، وقرر أن يكتب ملحمة ثقافية داخل أرض المعرض، فجاء الأخير على قدر «اسم مصر»، ليتحول شعار دورة المعرض لحقيقة على أرض الواقع.

ما جرى على أرض مركز مصر للمعارض، كان سيمفونية متكاملة، بداية من الحضور الجمهورى العريض الذى اقترب من ثلاثة ملايين زائر، الذى كسر كل التوقعات وجاء كسيل منهمر يحمل الخير ويشق أرض المعرض عن مصريين عاشقين للكتاب والمكتوب.

واكتمل المشهد المبهج بتكاتف مؤسسات الدولة والجهات القائمة على مركز مصر للمعارض لتنظيم معرض كان على قدر الحدث، باستثناء ملاحظة ضعف شبكات الهواتف المحمولة بسبب الكثافة الكبيرة وغير المتوقعة للحضور الجماهيرى الضخم، والذى جعل من عنوان المعرض البهجة والفرح والأمل فى غد أفضل بعقول تقرأ وتفكر وتشتبك مع الأفكار.


وسجل يوم الجمعة الماضى (اليوم التاسع من فتح أبواب المعرض للجمهور)، عدد  زائرين 557 ألفا و240 شخصا، وهو رقم تفاعلت معه الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، قائلة إن «الإقبال غير المسبوق يوم الجمعة، لجماهير من مختلف المحافظات والفئات والأطياف، يحقق ما حلمنا به منذ اللحظات التحضيرية الأولى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بأن يكون المعرض بوابة المصريين لعالم من الفكر والثقافة والإبداع.

وطريقهم نحو الجمهورية الجديدة التى تضع الثقافة فى مقدمة أولوياتها»، وأن المعرض كان خير مُعبرٍ عن الهوية والثقافة المصرية، ووجهت وزيرة الثقافة الشكر للقائمين على تنظيم المعرض والإعداد لفعالياته المتعددة، وحثتهم على بذل المزيد، والاستمرار فى تقديم خدمة ثقافية متميزة للجمهور المصرى.


وبدوره، قال الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن وصول المعرض لقرابة المليونين ونصف المليون زائر حتى اليوم التاسع من فتح أبواب المعرض للجمهور، يأتى تتويجًا لتضافر جهود جميع القائمين على المعرض، وتعاون العديد من قطاعات الوزارة المختلفة وهيئات ومؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن الإقبال الجماهيرى على المعرض يوم الجمعة.

وقد استمر حتى قبل إغلاق المعرض لأبوابه، وكان هناك تفاعل كبير مع كافة الأنشطة والفعاليات، ما انعكس بوضوحٍ على نسب مبيعات أغلب الناشرين المصريين والعرب والأجانب، والتى تضاعفت وهناك بعض الطبعات نفدت بالكامل لدى أجنحة قطاعات الوزارة، ولدى الناشرين الذين عبروا عن سعادتهم للمشاركة فى عيد الثقافة المصرية.


ومن أهم فعاليات الأيام الختامية للمعرض، تسليم جوائز مسابقات دورة المعرض، إذ سلمت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، جوائز مسابقات الدورة مشيدة بما مثلته تلك الأعمال من رقى بناء، ومعالجات متميزة تثرى الوسط الأدبى والثقافى، بما يؤصل لأهمية وقيمة القوى الناعمة فى تشكيل الوعى المجتمعي، كما أبدت سعادتها بالنجاح الكبير للدورة.

والذى تجسد فى معدلات الحضور الجماهيرى، وما حققته الفعاليات من زخم ثقافى وفني، وتمنح الجوائز فى 16 فرعا، وتبلغ قيمة كل جائزة 40 ألف جنيه مصري، بمجموع كلى 480 ألف جنيه.
وفاز عمرو عافية، فى مجال الرواية، عن (بعد أن يسدل الستار)، الصادرة عن دار (العربى للنشر)، وفى مجال القصة القصيرة، فاز محمود عياد، عن مجموعته القصصية (من أوراق الغريب)، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفى مجال شعر العامية.

وقد فاز مدحت منير، عن ديوان (مبروك.. خسرت الانتظار)، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفى مجال شعر الفصحى، فاز علاء خالد، عن ديوانه (العدم أيضاً مكان حنين)، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وفى مجال الشعر العامي، فاز أسامة سند، عن عمل (مشهد اغتيال البيدق).


وفى مجال كتاب الطفل، فاز بها مناصفة كل من وليد طاهر، عن عمل (بحر وجبل)، الصادر عن دار نشر نهضة مصر، وهند الشلقاني، عن عمل (أسرار رنا)، وفى مجال أدب الطفل، فاز بها مناصفة كل من: سارة على ممدوح نويجي، عن (نونيا والحمام الزاجل)، وعلى سيد محمد السيد، عن عمل (أحفاد أليس الثلاثة وعصابة الألوان)، أما مجال جائزة أفضل كتاب مترجم للطفل، ففازت بها رضوى عبد الفتاح، عن ترجمة (يوميات طفل يقرأ)، عن دار نشر بيت الحكمة.


وفى مجال الدراسات الإنسانية، إلهام فطيم، عن عمل (حكايات ستات من بلدنا)، الصادر عن دار نشر مركز المحروسة، وفى مجال النقد الأدبي، فاز محمد زيدان، عن دراسته النقدية (نظرية المجاز فى الشعر المعاصر)، الصادر عن هيئة الشارقة للكتاب، أما أفضل ناشر مصري، فازت به رباب فؤاد الشهاوى (دار الفؤاد للنشر والتوزيع)، وفى مجال أفضل ناشر عربي، فاز بها مناصفة كل من محمد فريد زهران (مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات)، وممدوح مروان عدوان (دار ممدوح  عدوان  للنشر للتوزيع).


وفاز بجائزة أفضل كتاب مترجم، كل من، صلاح الدين سعد هلال، عن ترجمة كتاب (ازدواجية الدين الأسرار المصرية وعصر التنوير الأوروبي)، عن دار نشر المحروسة للنشر، ومحمد عبد الفتاح السباعي، عن ترجمة كتاب (تاريخ شعبى لكرة القدم)، الصادر عن دار نشر المرايا للثقافة والفنون، بينما منحت إدارة المعرض جائزة أفضل جناح فى المعرض إلى جناح دار العين للنشر.
على صعيد دور النشر، فقد عبر الكثير من الناشرين عن فرحتهم بحجم الإقبال الجماهيرى غير المتوقع.

والذى حطم جميع التوقعات المتخوفة من الإقبال المحدود بسبب ارتفاع الأسعار الخاصة بالورق وكل عناصر صناعة الكتاب، إذ قال عدد كبير من الناشرين والعاملين فى الأجنحة ل«آخرساعة»، إنهم فوجئوا بحجم المشاركة وحجم حركة البيع، على الرغم من توقعهم أن تكون هذه النسخة هى الأقل من حيث عدد الجمهور والمبيعات على حد سواء.

وأنهم لم يتوقعوا كل هذا الزخم ما انعكس على شيوع حالة البهجة بين جميع الناشرين الذين «كانوا حاطين إيديهم على قلبهم قبل المعرض»، كما قال لنا أحد القائمين على جناح إحدى دور النشر المصرية.. ومن الملاحظ أن دور النشر المصرية استفادت من الأزمة عبر تقديم سلسلة من العروض والتخفيضات الضخمة التى جذبت العديد من القراء الذين أقبلوا على الشراء.

واستفاد الناشر المصرى أيضاً من ارتفاع أسعار دور النشر العربية التى تقيم كتبها بالدولار، ما ساعد فى رواج الكتاب المصري، الذى يشهد طفرة حالياً على مستوى الإخراج الفنى أو الطباعة مع طفرة أخرى فى العناوين إذ لم تعد تكتفى بنشر الروايات فقط بل أصبح من المعتاد أن ترى فى جناح كل دار نشر مصرية تشكيلة متنوعة وغنية بعناوين الروايات ودواوين الشعر والمجموعات القصصية والكتب الفكرية والتاريخية والفلسفية والاقتصادية، لذا نستطيع القول فى النهاية ومع نهاية هذه الدورة الناجحة والفارقة فى تاريخ معرض القاهرة الدولى للكتاب أنه يليق به أن يكون «على اسم مصر».

اقرأ ايضاً | «تعليم دمياط» يشارك في الأنشطة الفنية والثقافية والاجتماعية بمعرض الكتاب

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة