د. علي جمعة  مع محرر بوابة أخبار اليوم
د. علي جمعة مع محرر بوابة أخبار اليوم


علي جمعة: مصر ركيزة منظمة التعاون الإسلامي | حوار

أيمن عامر

الثلاثاء، 07 فبراير 2023 - 01:58 م

أكد د. علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، مفتي الديار المصرية الأسبق، أن مصر تشارك بفاعلية في منظمة التعاون الإسلامى منذ نشأتها.

والتقت بوابة أخبار اليوم مع د. علي جمعة على هامش مشاركته بمؤتمر الدورة الـ 17 لمجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي؛ الذي عقد بالجزائرمؤخراً، وهذا نص الحوار:

- ماذا عن مشاركتك في مؤتمر الدورة 17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي أقيم بدولة الجزائر مؤخراً؟

منظمة المؤتمر الإسلامي عندما نشأت بدأت كفكرة لتوحيد الجهود الدول الإسلامية حتى تحقق أهدافها، ومن هنا نشأت منظمة المؤتمر الإسلامى أولأ، ثم غيرت اسمها إلى منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها الأساسي بجدة، وتحتها فروع؛ مثل الإيسسكو للثقافة، والتي تقوم بنفس مجالات اليونسكو، ومثل التاريخ والأثار في اسطنبول، وبنك التنمية ومجمع الفكر في جدة.

ومن ضمن هذه المنظمات التي تحت منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة إسلامية منتشرين في خمس قارات بالعالم ويتحدثون كافة اللغات، والذين يتجمعون الأن في الجزائر في الدورة الـ ١٧ لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من خلال المجالس النيابية لتلك الدول وهو اجتماع دوري كل عام أو عامين، وكان الاجتماع السابق الدورة السادسة عشر في اسطنبول.

- كيف ترى أهمية مشاركة مصر في المؤتمر؟

مشاركة مصر في المؤتمر هامة جداً، لأنها عضو مؤثر في منظمة التعاون الإسلامي منذ نشأتها، فمصر جزأ لا يتجزأ من منظمة العالم الإسلامي، وتساهم بفاعلية في أنشطته المنظمة، وفي هذه الدورة الـ 17 ، نحن كبرلمان مصري وبصفتي رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، لبينا الدعوة برئاسة المستشار أحمد سعد الدين الوكيل الأول لمجلس النواب للحضور والمشاركة بفاعلية في المؤتمر بدولة الجزائر الشقيقة؛ لنزاول أعمال هذه الدورة بلجانها المختلفة خاصة لجنة فلسطين والقدس واللجنة العامة واللجنة التنفيذية إلى آخر أعمال هذه اللجان ثم الأعمال والقرارات المدروسة التي سبق وأتفق عليها للعرض على الدول مجتمعين ثم بعد ذلك الخروج من دور الكلام والشجب إلى دور الفعاليات ووضع البرامج العملية وأن يكون لها أثر في واقع الناس وفي الأرض والعالم الإسلامي.

- مشاركة مصر في المؤتمر تدعم العلاقات الإسلامية والدولية لمشاركة 57 برلمان على مستوى القارات، فكيف تصف لنا تعزيز هذا التعاون؟

قديماً قالوا البركة في السعي والحركة، لأن عدم العمل وعدم السعي يباعد بين الناس ولا يحدث منه إنتاج، فالإنتاج يحدث دائماً من الحركة والعمل؛ فالبركة في السعي والحركة، هذه تجعلنا نسعى ونعطي ونعمل حتى نحرك الساكن وحتى يتم إنتاج وصناعة تعمر الأرض كما أمرنا الله سبحانه وتعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم  فيها"، أي طلب منكم السعي والعمل، حتى نعمر الأرض.

ومن ناحية أخرى العمل الجماعي مبارك، "يد الله فوق أيديهم" دائماً العمل الجماعي له تأثير وقوة، وبالفعل نجحت هذه المنظمة منذ نشأتها في أوائل الستينيات وإلى يومنا هذا في عمل كثير في المواقف لم يستطع الخصم كائن من كان وهو يراعى مصلحة نفسه لا مصلحة الدول المنضمة لهذه المنظمة العريقة، بمحاولة وقوع الضرر وتفويت المصلحة ويخرج على المبادىء الإنسانية.

وكانت هذه المنظمة فعلاً عائق كبير أمام هذه المحاولات، فدائماً نتمسك بالسعي ونتمسك بالحراك ونتمسك بالعمل حتى ننتج.

تزامن انعقاد المؤتمر مع أحداث مؤسفة وتجدد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ما رسالة المؤتمر في ذلك؟

الأمة الإسلامية تعرضت كثيراً للإساءات الظالمة والمظلومية، فكان اليهود يكيدون للإسلام ومعهم المشركون في مكة، ولما انتهينا من هذا البلاء، رأينا بلاء الفرس والروم وعدوانهم على المسلمين، وعندما انتهينا من هذه الحالة، جاء التتار ومن أسموا أنفسهم بالصليبين، وعندما انتهينا من التتار والصليبيين، جاء العصر الاستعماري واحتلوا أرضنا وأخذوا خيراتنا وثرواتنا وبنوا بها بلادهم.

فالأمة الإسلامية تحملت الأسية والمظلومية منذ قديم الزمان والمشركون أرادوا التصفية الجسدية للفئة المؤمنة، وكانت هذه سبباً للهجرة الأولى إلى الحبشة والهجرة الثانية والهجرة بعد ذلك إلى المدينة، اليهود كذلك أرادوا بالاتفاق مع المشركين الهجوم على المدينة وتصفية من بالمدينة تصفية جسدية، وما حدث في البوسنة والهرسك وغيرها من البلدان يؤكد أن الانتهاكات ليست جديدة.

وعندما دخلت التتار بغداد كانوا يقتلون قتلاً وحشياً، يقتلون ويحرقون وينهبون كل ما في وسعهم وكل ما في طريقهم، فمع كل هذا التاريخ عندما نجد فيه شخصاً تحامق وحرق المصحف الشريف أو أن شخصاً تحامق وسب الرسول صل الله عليه وسلم أو أن شخصاً تحامق وقتل أبناء ديننا الحنيف، فنحن ضد كل هذه الأفعال الإجرامية.

وكيف نواجه تلك الإساءات؟

نحن ضد كل هذه الأفعال الإجرامية ولكن طريقة مقابلتنا لها هي طريقة حضارية غاية في الحضارة وهي التبليغ وتصحيح الصورة التي نشأت من الفعل الخبيث للإرهاب وما بناه من صورة غير حقيقية للإسلام والمسلمين والعرب، نريد أن نصحح هذه الصورة بحديث عائشة: " يا عائشة إن الرفق ما دخل في شىء إلا زانه وما نزع من شيء إلى شانه"، فالبرفق وتصحيح الصورة وعبادة الله سبحانه وتعالى والإصرار عليها هو السبيل للرد على هؤلاء المسيئين، وما تعود عليه المسلمون بعد حادثة الدينمارك، بدأ المسلمون يفكرون في أساليب أخرى للرد؛ منها يأتي أشخاص مسلمون أمام السفارة التي فعلت بلدها هذه الإساءة من هؤلاء الحمقى، ويقرأون القرأن الذي حرق، أو يصلون على النبى، فيبلغون رسالة، أن هناك أناساً يحبون النبي صل الله عليه وسلم ويقدسون المصحف الشريف.

وهذا الحب وهذا الاعتقاد إنما هي رسالة ترسل للعالمين من غير عنف، يعكر على هذا التحامق الذي يأتي من ردود الفعل الذي يأتي من بعض المسلمين فيأتي ويذهب فيقتل ويحرق ويدمر ويدخل في دائرة الإرهاب، وكأن المسلمون يتعلمون مما حدث في الماضي وأيضاً ينبغي حوار الغرب لترسيخ حوار الحضارات والأديان واحترام الآخر وتقديس المقدسات الدينية من أجل التعايش المشترك في عالم واحد يسوده السلام والإنسانية والاستقرار.

بصفتك رئيس لجنة الأديان بمجلس النواب، البعض يقترح حوار ما بين البرلمانات الإسلامية وبين البرلمانات الأوروبية للحض على التعايش المشترك وحوار الأديان واحترام شرائع الآخر، كيف ترى ذلك؟

لابد من مخاطبة الغرب والحوار معهم للعيش المشترك في عالم واحد واحترام الشرائع السماوية واحترام الآخر، لأن كل ظلم ظلمات يوم القيامة، ومن الظلم أن ينسب الأخر ما لم أفعله أو ما لا اعتقده، أو ما لا أريده ، فكل هذا من العدالة الطبيعية التي فطر الله الناس عليها.

مصر راعية وداعمة للدولة الفلسطينية على مدار الصراع العربي الإسرائيلي، فما هي الإجراءات التي تستوجب أن تكون من المؤتمر لإرسالها للشعب الفلسطيني في ظل الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة؟

تحية ودعاء؛ تحية إلى الأمة الفلسطينية وخاصة الأم الفلسطينية التي حملت وولدت وراق ابنها شهيداً على أيدي الاحتلال الإسرائيلي البغيض بقنبلة هنا ورصاصة هناك، ونسأل الله سبحانه وتعالى في الدعاء أن ينزل السكينة على قلوب أمهات الشهداء، وأن يثبتهن، لأن ما يراه الشعب الفلسطيني فاق كل الحدود، وإصرار الدولة الإسرائيلية الصهيونية المحتلة ومن ورائها  إصرار غبي وعجيب وغريب لم نر مثله وليس هناك مثله في الأرض.

وعندما يفكر العقلاء عن سبب وجود هذا الكيان لا يجد له سبب، وعندما نفتقد كل الأسباب المنطقية العقلية نجد الشيطان وراء هذا الكيان، من الذي يدفع هؤلاء لفعل هذا ومن يدفعهم لتأييد هذا الفعل، لا تجد إجابة، كأن الشيطان هو الذي زرعهم في هذه المنطقة ليفجرون المنطقة وعلينا أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

وقد حذرت منظمة التعاون الإسلامي من التهديدات التي أطلقتها مجموعات المستوطنين المتطرفين ووزراء في حكومة اليمين المتطرفة للاقتحامات داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، كما دانت بشدة إقدام عشرات المستوطنين المتطرفين على اقتحام الأقصى المبارك وتأدية شعائر وطقوس تلمودية فيه بدعم وحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن هذا التصعيد الخطير يشكل تحدياً سافراً لمشاعر الأمة الإسلامية جمعاء، وانتهاكاً صارخاً للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.

وحمّل الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التبعات المحتملة لاستمرار عمليات القتل لأبناء الشعب الفلسطيني بدم بارد، والانتهاكات المتواصلة لحرمة المقدسات التي من شأنها أن تغذّي الصراع الديني والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة، داعياً في الوقت نفسه المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى التحرك من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة، وإلزام إسرائيل باحترام حرمة الاماكن المقدسة وحقوق الشعب الفلسطيني السياسية والدينية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة