خيرية شعلان
خيرية شعلان


شهرازاد

اتسعت الاحتفالات.. فقلت البهجة والسعادة

الأخبار

الأربعاء، 08 فبراير 2023 - 08:14 م

خيرية شعلان

كنت أشعر بسعادة غريبة كلما جاء عيد ميلادى، وبفرحة أغرب كلما زاد عمرى عاما جديدا.. ربما تستغربون من منطقى الذى يخالف أسلوب كثير من الناس حيث يكرهون ذكرى يوم مولدهم ويرتعدون من التقدم فى السن ويصرخون بقصيدة كامل الشناوى الحزينة «عدت يا يوم مولدى.. عدت يا أيها الشقى، الصبا ضاع من يدى.. وغزا الشيب مفرقى، ليت يا يوم مولدى.. كنتَ يوما بلا غد».. لا أعرف حتى الآن سر هذه السعادة، ربما لأنى لم أحسب يوما كم يبلغ عمرى مع كل عيد، وربما لأن الشيب غزا مفرقى منذ زمن بعيد!!
.. هذا العام شعرت أن قصيدة كامل الشناوى أصبحت أكثر ملاءمة لحالى، ومع كلماتها أبدأ تاريخا جديدا لحياتى، لا أعرف الى أى خانة من التاريخ لكن العجلة دارت بلا رجوع، ربما كان التحول الذى شهدته حياتى خلال الفترة الماضية بالرحيل المفاجئ لزوجى الحبيب رجائى الميرغنى جعلنى أعيش منذ ذلك الوقت زمنا بلا سعادة أو فرحة ليس فى عيد ميلادى فقط بل تقريبا فى معظم المناسبات الخاصة والعامة على السواء.


وحين أستعرض شريط ذكرياتى مع الإحتفال بعيد ميلادى أتذكر كيف كانت أمى الطيبة تحرص على الإحتفال بهذه المناسبة لى ولأخوتى الثمانية.. فى طفولتى كنا نحتشد حول بابور الجاز نتلمس الدفء المنبعث من ناره المشتعلة هربا من برودة طوبة وزمهرير شتاء يناير الذى يجئ فيه عيد ميلادى كل عام.. نقاوم إحساس النوم حتى نحظى بكيكة عيد الميلاد، التى تصنعها أمى فى حلة مخصصة لذلك وتنضجها على نار الباجور، ثم تطور الأمر وصرنا ننضجها فى فرن البوتاجاز.
كانت أجواء الاحتفالات فى أيامنا تمضى فى جو أسرى بسيط وكانت كروت المحبة والتوقيع فى الاوتوجرافات هدايانا لبعضنا البعض، هذا الدفء الأسرى تفتقده الأسر اليوم رغم كلفة وارتفاع أسعار وصخب حفلات عيد الميلاد..
ومع مقدم عامى الـ68 لا أملك إلا القول أنه «كلما اتسعت حالة الاحتفال والصخب.. قلت البهجة والسعادة».. وأظن أن أبيات المتنبى «عيد بأى حال عدت يا عيد.. بما مضى أم بأمر فيك تجديد» باتت تمثلنى .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة