محمد عدوى
محمد عدوى


محمد عدوى يكتب :أى بقعة و أى ثوب ؟

أخبار النجوم

الخميس، 09 فبراير 2023 - 11:09 ص

الحديث عن البقعة والثوب يجب أن يكون في حدود البقعة والثوب، البقعة صغيرة والثوب كبير

نعم هناك ثقوب في الجدار، نعم هناك بقعة سوداء علي الثوب الأبيض، الإنكار لا يفيد، لا يجدي، الإصرار علي التعاطي مع الأمر بمنطق ليس في الإمكان أفضل مما كان خطيئة.. لكن أولا هناك حقائق لا يجب أن نغفلها، ووقائع لا يمكن تخطيها.. أولا تملك مصر إعلاما رائدا، كان التليفزيون المصري هو الأول في المناطق العربية كافة، بدأ بثه الرسمي في يوليو 1960، وكانت مصر رائدة في إطلاق القنوات الفضائية، في ديسمبر 1990.. الريادة مسئولية دون شك، الحفاظ على المكانة ليس سهلا، وهذه حقيقة أيضا، ولكن ماذا يحدث الآن؟، دون شك هناك محاولات جادة من كل القنوات لسد هذه الثقوب، هناك مبادرات واجتهادات كبيرة لإزالة هذه البقعة، هناك جهود تبذل للخروج من هذه الصورة التي للأسف ويجب أن نعترف أنها أصبحت ملاصقة للإعلام المصري، صحيحا هو تعميم مخل للحقيقة، لكن للأسف صوت هؤلاء الذين يسعون للفتن وتشويه الحقيقة عاليا وجهوريا، ربما لأنهم في بؤرة الضوء وربما لأنهم الأكثر شعبية وربما لأنهم يناقشون شأنا جماهيريا، أتحدث عن الإعلام الرياضي إلا من رحم ربي الذي يعج بالفتن ولا يعرف للمهنية طريق، اتحدث عن نماذج موجودة في كل العالم تبحث عما يسمى بـ”التريند”، اتحدث عن هؤلاء الذين يشترون بأموالهم هواء ويبيعون لنا وهما، اتحدث عن من يتنفسون الفضائح ويتغذون على المصائب ويتحركون وفقا للمصلحة أو كما يطلق عليها “السبوبة” هؤلاء الذين يملكون أجندات خاصة، لا علاقة لها بالإعلام، ولا علاقة لها بالمهنية، ويتلونون كثيرا، ولا رأي ولا مبدأ، هؤلاء جميعا للأسف موجودون في إعلامنا، لكن هناك أيضا من يسعى للحقيقة، من يناقش بجدية، من يطور من نفسه ويتخذ مكانا بعيدا عن صخب “التريند” فيطرح رؤى حقيقية ويناقش موضوعات مهمة ويهتم بالتفاصيل ويقدم محتوى راق.
الحديث عن البقعة والثوب يجب أن يكون في حدود البقعة والثوب، البقعة صغيرة والثوب كبير، البقعة نراها بعين مجردة، لكن للأسف هناك من يركز عليها ويعظمها ويراها هي الثوب، وهذا غير منصف وغير حقيقي، البقعة موجودة وإزالتها فرض عين، سد الثقوب ضرورة حتى ولو كان البناء صلبا وقويا، فمستصغر الشرر يمكن أن يحدث نيران قوية تلتهم كل شيء.
الحديث عن البقعة والثوب لا يجب أن يكون حديث منفصل عن الواقع، الثوب كبير وعريق ومنوع، الثوب يقدم في أغلبه ما يفي بالغرض، ما يجعلك شغوفا ومتابعا، ما يريده الناس وما يحتاجونه، بمهنية حقيقية وإصرار كبير على تخطي الصعاب، في الثوب هناك قنوات إخبارية تتابع الخبر لحظة بلحظة وينتشر مراسلوها في كل مكان مثل “إكسترا نيوز” والوليد الجديد “القاهرة”، في الثوب هناك دراما جديدة وشيقة وتوك شو متابع وجيد، هناك برامج للأسرة وللطفل والنساء والرجال، هناك قنوات ملتزمة ومختلفة، الثوب كبير وما يقدم فيه كبير أيضا، والبقعة وإن كانت لافتة، إلا أنها لا تزال صغيرة، ويمكن السيطرة عليها، يمكن محوها وإزالتها وتغييرها، الوقت لم يفت والحل موجود، تنقية الثوب من البقعة ضرورة وسد الثقوب مهم.
تمكين العقل وتغليب المصلحة الوطنية يقتضي الحديث الآن عن الطريقة التي يمكن بها إزالة البقعة وعودة الثوب أكثر بياضا وإشراقا وهو ليس بالشيء الصعب أو المستحيل، يمكن أن يحدث هذا إذا قررنا أن نعترف أولا بالبقعة، وأن نجتهد لإزالتها، ونسعى لذلك.. فهذا الوطن يستحق جدارا بلا ثقوب وثوب بلا بقع.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة