الجمعة، 10 فبراير 2023 - 07:11 م

بين إرهاب وحروب وجوائح وغلاء، اعتصرتنا أزمات كثيرة خلال السنوات الفائتة رغم مكابداتها وشقائها إلا أنها وضعتنا أمام قدراتنا الحقيقية وواجهتنا بحقائق تغافلنا عنها عمداً.. ولعقود طويلة ولعلها أكثر وضوحاً كالشمس كانت كارثتنا الكبرى حين استبدلنا الإنتاج بالاستيراد .

ومابين الوباء مروراً بالحرب الروسية الأوكرانية ونهاية بموجات تضخم وغلاء ونقص فى الدولار أصبحنا على مفترق طرق، لم تمنحنا أية خيارات، فإما أن ننتج أو أن يهددنا دوماً الفناء.

الأزمة الروسية الأوكرانية، فرضت واقعاً جديداً على كل سكان الكوكب بما يمكن أن نطلق عليه عولمة الأزمات فإن الحرب الدائرة منذ عام لم تترك تداعياتها السلبية شِبراً فى الأرض إلا ومسته بالخلل، أقلها تحذيرات من مجاعات عالمية نتيجة نقص المعروض السلعى حتى وأن توفرات العملات الصعبة بالإضافة إلى الاضطرابات الشديدة فى سلاسل الإمداد والتوريد والارتفاع الجنونى لأسعار الشحن والنقل.

فى هذا  العالم المشحونة علاقاته برصيد وافر من التناحر والصراعات والانفجارات المتوقعة، يبقى التساؤل المصيرى هل سنبقى أسرى لكل أزمة تشتعل هنا أو هناك لنكون أول من يكتوى بنيرانها؟!

وهل من سبيل للخروج من هذا المأزق ؟!

فى يقينى أن الطريق الآمن والمسار الإجبارى الذى يجب السير فيه هو أن نطعم أفواهنا مما تزرعه أيدينا وأن نشطب من كل قواميسنا كلمة استيراد إلا فى الضروريات ونستبدلها بكلمة إنتاج وأن تطرب آذاننا لصوت ماكينات مصانعنا وهى تنتج أقواتنا وملابسنا وكافة احتياجاتنا، ونسعد ونحن نرى مليارات الدولارات التى كانت تحرق هباءً فى الاستيراد ،قد أضحت أصولاً وفرص عمل وأبواب رزق يمتلكها المصريون.

رغم قتامة الأجواء التى فرضتها الأزمات المتلاحقة التى عصفت بنا، إلا أن هناك دلالات إيجابية وبشائر مفرحة تؤكد أننا بدأنا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح منها اهتمام الدولة بتوطين الصناعات والتوسع فى زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا، فليس من المعقول أن تكون احتياجاتنا من الأعلاف لثرواتنا الحيوانية تتجاوز ٢٣ مليون طن سنوياً نستورد معظمها من الخارج!!

ولعل أكثر ما أسعدنى إصرار الدولة على التوسع فى المحاصيل الزيتية وحل أزمة الزيوت التى نستورد منها ٩٧ ٪ من احتياجاتنا.. نحن على الطريق الصحيح.