كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

لماذا الآن بالذات؟

كرم جبر

الجمعة، 10 فبراير 2023 - 08:12 م

لأن العلاقات مع الدول الشقيقة مستقرة، وتشهد تعاوناً غير مسبوق، فتش أهل الشر فى دفاترهم، لإفساد العلاقات الطيبة وافتعال أزمة.

النموذج: مصر والسعودية ودول الخليج، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى «لا تنسوا الفضل بينكم» وكرر الرئيس فى أكثر من مناسبة شكر الدول الشقيقة لمساعدتها لمصر، ولولا ذلك لحدثت أزمات متعددة.

ولا يكون رد الجميل أبداً بالإنكار والجحود، فهذه ليست شيم مصر والمصريين، ولا تعكس أبداً المشاعر الطيبة تجاه الدول والشعوب العربية، وإذا حدث تجاوز هنا أو هناك، فليس من الضرورة أن يكون سبباً فى التشاحن والتناحر.

ووجه الرئيس رسائل شديدة الوضوح والصراحة أثناء افتتاح المرحلة الثانية فى مدينة الصناعات الغذائية أول أمس الخميس:

أولاً: لم تصدر عن مصر أى تصريحات سلبية تجاه الأشقاء حتى فى أوقات الأزمات وعلاقاتها طيبة مع الجميع.

الشاهد على ذلك اللقاءات المستمرة بين الرئيس والزعماء العرب للتشاور والتفاهم وتنسيق المواقف، ولم يحدث فى تاريخ العلاقات العربية العربية أن شهدت قدراً من التحسن مثلما يحدث الآن.

ثانياً: عدم الانسياق وراء ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعى أو بعض المقالات التى تتناول علاقات مصر بالأشقاء والمملكة العربية السعودية.

والمملكة العربية السعودية بالذات، لأن القاهرة والرياض رمانة الميزان، وإذا صحت العلاقات بينهما انعكست على مجمل الأوضاع العربية، وأفضل سنوات العمل العربى المشترك مرتبطة بحجم التعاون بين البلدين.

ثالثاً: إذا أرادت مصر أن تتخذ موقفاً ما، فإنها تصدر تصريحاً بشكل رسمى والإعلان عن ذلك بوضوح وصراحة.

ومعنى كلام الرئيس أن سياسة التصريحات المستترة وراء أشخاص أو مواقع ليس لها وجود، أو أن «فلان» محسوب على «فلان» أو بتوجيه من «فلان»، فكل هذه الأشياء أقوال مرسلة تفتقد السند والدليل، وتتنافى تماماً مع التوجهات الحقيقية للرئيس والدولة المصرية.

رابعاً: التعامل مع الأزمات بمنطق التهدئة والإصلاح وليس التصعيد والإشعال، ومن لا يستطيع أن «يصلح» فالأفضل أن «يصمت»، وضرب الرئيس مثلاً بالأزمة مع إثيوبيا حيث لم يصدر تصريح واحد من مسئول مصرى بهدف مسىء. 

وهذا معناه عدم الجرى وراء التكهنات ومن يدعون أنهم «عالمون ببواطن الأمور»، فمصالح الدول والشعوب لا يمكن أن تكون رهينة لحروب كلامية واتهامات متبادلة.

خامساً: الأمر المؤكد أن الرئيس لم يذكر أى دولة أو زعيم عربى منذ توليه الحكم إلا بشكل إيجابي، يؤكد حرصه الدائم على التواصل والحوار، وعدم التدخل فى شئون الغير، والحفاظ على العلاقات الطيبة وتنميتها وتدعيمها.

المسئولية كبيرة لإشاعة روح المحبة والتعاون وإعلاء شأن القواسم المشتركة، والبعد عن الفتن والخلافات، وأن يكون أداة للوحدة وليس الفرقة والتشرذم.
عشنا سنوات شهدت صراعات وخلافات ومعارك كلامية لم يستفد منها أحد، ولم تسهم فى خدمة القضايا المشتركة، وآن الأوان أن تزول من سماء العلاقات مع الأشقاء كل السحب السوداء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة