اللواء مجدي السمري
اللواء مجدي السمري


مدير مكافحة المخدرات سابقًا: المخدرات أحد أدوات حروب الجيل الرابعl حوار

أخبار الحوادث

السبت، 11 فبراير 2023 - 02:44 م

محمد طلعت

كيف يفكر رجال مكافحة المخدرات؟ وما الأسباب التي أدت لزيادة انتشارها؟ وهل هناك علاقة بين  انتشار المخدرات واستهداف مصر؟ وما علاقة التكنولوجيا بالحد من تجارة المخدرات، هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على اللواء مجدي السمري مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الأسبق، الرجل الذي تحمل مسؤولية الإدارة في أوقات استثنائية مرت على مصر.. وكان لنا معه هذا الحوار.

في البداية كيف ترى الارقام التي أعلنتها وزارة الداخلية عن مضبوطات المخدرات في ٢٠٢٢ والتي قدرت بـ٧ مليارات جنيه؟
انتشار المخدرات بالصورة التي نراها الآن في منطقة الشرق الأوسط أساسها ما حدث في ٢٠١١؛ فالدول التي حدث بها انهيار أمنى مستمر حتى الآن شهدت تغيرات كثيرة في تجارة المخدرات فأصبح تصنيع المخدرات فيها يتم بصورة غزيرة، فضعف إشراف السلطة على تلك البلاد وهم دول محيطة بنا في الإقليم جعل تجارة المخدرات بها يتم بصورة غير مسبوقة، وبالتالي هذه العصابات التي تعيش في تلك الدول التي تنتج وتصنع المخدرات دون رقيب أو حسيب تبدأ في ترويج منتجات المخدرات المختلفة على الدول المحيطة ومنها مصر التي تعتبر من الدول المستهلكة للمخدرات وليس بلد تصنيع.
مصر من الدول المستهدفة لتجار المخدرات فعدد سكانها  تخطى الـ١٠٥ مليون نسمة وهو رقم كبير جدا وهو ما يجعلها مستهدفة على الدوام والمخدرات أحد أهم أسلحة العصر الحالي وهى التي يتم بها استهداف الشعوب.

لماذا تستهدف هذه العصابات مصر؟
الدول التي تنتج المخدرات ترى أن السوق المصري من أهم الأسواق في المنطقة لذلك يتم التركيز على مصر في ضخ المخدرات بصورة كبيرة وليس هؤلاء فقط من يستهدفون مصر، فالدول المعادية تستخدم المخدرات باعتبارها إحدى أدوات حروب الجيل الرابع لذلك يستخدمها الأعداء من أجل ضرب مستقبل بلدنا.
فالحروب لم تعد تتم باستخدام الأسلحة التقليدية كما كان يحدث قديمًا، فمن يعادي بلدا في ذلك الزمن تكون من أهم أسلحته استخدام المخدرات في ضربها، فلكي تقتل أمة وتنهي مستقبلها انشر المخدرات بين شبابها ولن تقوم لها قائمة فالمخدرات تقضي على الشعوب دون أن يتم إطلاق رصاصة واحدة.

كيف ترى المنطقة المحيطة بمصر فيما يخص تجارة السموم؟!
الدول المحيطة منها دول صناعة المخدرات مثل سوريا ومنها دول ترانزيت للمخدرات مثل لبنان قبل نقلها للأسواق المستهلكة زي السوق المصري، فنحن بلد استهلاك وفقا لاحصائيات الامم المتحدة.
فأفغانستان من الدول التي يتم فيها انتاج وصناعة المخدرات فـ٩٥ % من مخدر الهيروين والمورفين على سبيل المثال يتم إنتاجه في دولة أفغانستان ثم يتم نقله سواء لباكستان أو إيران ثم يصل للمنطقة العربية.
منطقة الشرق الأوسط بها غزارة في إنتاج المواد المخدرة مثل الحشيش والهيروين والكوكايين واقراص الكبتاجون، واسوأ ما حدث هو وصول المواد الخام لمخدر الاستروكس في بداية انتشار ذلك المخدر في البلاد.

لماذا يتم تقييم اسعار المخدرات التي يتم ضبطها؟
المخدرات عندما يتم ضبطها يجرى تقييم كل كمية بسعرها في السوق وهذا الأمر تم في السنوات الأخيرة بتوجيه من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية فقبل ذلك لم يكن يتم تقييم المخدرات؛ فكان توجيه الوزير منذ كنت مديرًا للإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن كل قضية يتم ضبطها تقيم، لذلك ستجد كل إخطارات الوزارة بها تقييم للمخدرات بسعرها في السوق، وهذا هو الرقم الذي أعلنت عنه الوزارة في ٢٠٢٢ وهو ٧ مليار جنيه.
وهذه الأرقام زادت بصورة كبيرة منذ أحداث ٢٠١١ في المنطقة العربية كلها وليس مصر فقط.

التطور التكنولوجي المتسارع في العالم هل أسهم بصورة إيجابية أم سلبية في الحد من تجارة المخدرات؟
التكنولوجيا ميزة وتقدم مهم للعالم لكن البعض يستخدم التكنولوجيا في الإضرار بالمجتمعات؛ حيث استخدمت عصابات المخدرات التكنولوجيا بصورة كبيرة أسهمت في انتشار المخدرات، ووزارة الداخلية في نفس الوقت تعمل على مواكبة التطورات التكنولوجية في مكافحة المخدرات من خلال أحدث الأجهزة التكنولوجية.

لماذا الأنواع الجديدة من المخدرات مثل الايس والاستروكس وغيرها أكثر انتشارًا وتأثيرًا من المخدرات التقليدية الحشيش والافيون؟
الايس مخدر قديم وكان يأتي قديمًا من الصين ومدرج مخدر من زمن كبير لذلك ليس صحيحًا أنه مخدر جديد بل هو متواجد لكن كنا قد قضينا عليه قديما لكن عاد مرة أخرى كمخدر منتشر في سوق المخدرات منذ أحداث ٢٠١١ ليتم ترويج اسمه مرة أخرى بعد أن كنا  قضينا عليه وعاد مرة أخرى، وانتشر بصورة كبيرة لأن تجار المخدرات بدأوا صناعته هنا من خلال معرفة خلطاته ليصبح الاكثر انتشارًا خاصة في الصعيد.
والاستروكس أدرجناه في جدول المخدرات حتى نوقف انتشاره لانه كان غير مدرج وكانت كل القضايا تحفظ لذلك السبب حتى ادرجناه، فهذا المخدر كان يعرف باسم الحشيش الصناعي لكن تأثير سيجارة الاستروكس تعادل ٣٠ سيجارة حشيش.

لماذا في الفترة الأخيرة أصبحت الموانئ هى الاماكن التي يتم ضبط شحنات كثيرة منها؟!
التنسيق بين القوات المسلحة وأجهزة وزارة الداخلية أسهم بصورة كبيرة في ضبط الحدود ومنع تهريب المخدرات لداخل البلاد، ومن أهم ماحدث كانت قاعدة محمد نجيب في الحمام بمطروح لأن هذه القاعدة أسهمت بصورة كبيرة في منع التهريب عن طريق ليبيا، وايضا القاعدة البحرية برنيس في جنوب مصر ساهمت أيضا في منع التهريب من المنطقة الجنوبية وكان لهاتين القاعدتين فضل كبير في وقف التهريب من الحدود.
فالتهريب يتم عن طريق المنافذ الشرعية مثل الموانئ والمنافذ غير الشرعية وهى الحدود البرية مثل حدود ليبيا أو حدودنا الجنوبية مع السودان أو من الناحية الشرقية ولأننا قضينا على التهريب من المنافذ غير الشرعية يحاول تجار المخدرات استخدام الموانئ في التهريب بطرق مبتكرة لكن أجهزة الوزارة تشدد الإجراءات في كل المنافذ الشرعية ليتم القضاء على تهريب المخدرات فى البلاد.

تجارة المخدرات هل هى تجارة فردية أم مافيا وعصابات منظمة؟!
بالإضافة للمواد المضبوطة في المخدرات هناك غسل الأموال التي تأتي عن طريق تجارة المخدرات وهى أموال بالمليارات يتم غسلها لذلك تجارة المخدرات عبارة عن مافيا دولية منظمة بين عصابات منظمة في أكثر من دولة.
السبب في انتشار المخدرات خاصة بين شباب الجامعات؟
إدارة مكافحة المخدرات تعمل حملات في محيط الجامعات لمنع ترويج المخدرات في الأماكن التعليمية من أجل الحد من انتشار المخدرات، وبعيدا عن الجامعات نعمل تحاليل مفاجاة لسائقي سيارات المدارس حماية لأطفالنا وحفاظا عليهم، ايضا نستهدف الأماكن المحيطة بمراكز الشباب والنوادي حفاظًا على شبابنا، فالمخدرات ليست مشكلة أمنية فقط بل هى تخص كل المجتمع.

الموقف الذي لن تنساه خلال عملك في مكافحة المخدرات؟
ما رأيته أثناء وبعد أحداث ٢٠١١ من بائعي السموم؛ كان بالترويج للمخدرات على مواقع التواصل الاجتماعي دون خوف وهو الأمر الذي أصابني بالدهشة، فقديما كان تاجر المخدرات يقول يا حيطة داريني لكن عندما شاهدت قيام تجار مخدرات بالترويج بصفحات وأماكن على مواقع التواصل الاجتماعي حسيت أن تجار المخدرات بقوا «بجحين».

اقرأ أيضا| رجـال الأمن يحاصـرون عصابات تهريب المخدرات برًا وبحرًا وجوًا

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة