كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

لكل وقت أذان !

كرم جبر

السبت، 11 فبراير 2023 - 07:19 م

 

لا يمكن أن تحكم على شباب اليوم بمعايير الأمس، ولا يمكن أن تقنع ابنك أن الجنيه يشترى عشر بيضات وكيلو سكر وباكو شاى كما كنا نسمع من أجدادنا ونصطنع أننا نصدقهم، ولن يعود زمان حتى لو قلت للزمان ارجع يا زمان.


رغم ذلك فالجيل الحالى أفضل من السابق، والسابق أكثر وعياً ممن سبقه، وإلا ما تغيرت الدنيا وما تقدمت للأمام، وكل جيل يشكر من سبقه ويشكو من يعاصره، وتصلح عبارة "فين المصرى بتاع زمان؟" لكل زمان ومكان.
ولا يمكن تعميم المشاكل والتحديات على كل الشباب، فمنهم ميسور الحال ومنهم من يعانى، والقاسم المشترك بين الجميع هو الوقوع تحت سيطرة وسائل التواصل الاجتماعى، التى تبث أفكارا سلبية فى كثير من الأحيان.


ومن ناحية المضمون، فالتغيرات التى طرأت على الشخصية المصرية فى السنوات الأخيرة حادة.. وتراجعت معدلات الشهامة التى كانت علامة مميزة للجدعان أولاد الشارع والحارة، فيهبون لنجدة امرأة مأزومة، ويمنعون المعاكسات ودخول الغرباء، أما الآن فابن الحتة هو الذى يعاكس جارته ويصورها بالموبايل.


الموبايل.. يصبح أحيانا شيطانا، ولا تطمئن وأنت تتحدث مع صديق أو غريب، فقد يسجل كلامك دون أن تدرى، رغم أن ذلك مجرَّم قانونا، وفى البيوت والأماكن العامة تجد الجميع منشغلين عن الحديث والتواصل، باللعب فى الموبايل. فتقطعت الروابط الاجتماعية.
ومن ناحية الشكل.. انتقل التأثير الحاد الى الشكل والعادات، ونشاهد -مثلا- طلبة الجامعة فى أفلام أبيض وأسود، يرتدون البدلة كاملة حتى لو كانت فقيرة، والكرافت والأحذية اللامعة ومصففى الشعر وحليقى الذقون، الآن اذهب إلى أى جامعة، ترى تى شيرت والذقون متسخة والشعر منكوشا، والجينز ممزقا، واللغة غريبة والمفردات صادمة، وأحياناً تجد شاباً يرتدى بنطلوناً صورة طبق الأصل من بنطلونات البنات.
والبنات.. كن أمس هوانم ورقة وذوق وشياكة، واستايل مصرى أصيل يوحى بالروعة وعنوانه "الست دى مصرية"، وكانت الفتاة المصرية وردة العرب، قبل ظهور اللبنانية والتونسية.


اليوم، اختفت الفساتين وظهرت الملابس ذات القطع الصغيرة، الجينز المقطع والبلوزات اللاصقة والكوتشي، ونادراً ما تجد فتاة ترتدى حذاء يلمع، وصغرت الأجسام وقصر الطول وانكمش العرض.
لكل وقت أذان.. ومعناها ما هو صالح فى وقت معين قد لا يكون كذلك فى وقت آخر، والجيل الحالى يمتلك "القدرة" ويبحث عن "القدوة"، والشباب مولع بالبحث عن كل جديد لكنه يفتقد "مثلاً أعلى" يقتنع به ويؤمن بمبادئه ويسير على دربه، شريطة ان يكون نموذجا حقيقيا، مبدعا وملهما ومقنعا ومتفوقا فى مجاله.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة