السبت، 11 فبراير 2023 - 07:36 م

«نجحنا فى القضاء على الإرهاب، وسوف نُقيم احتفاليةً كبرى فى العريش ورفح والشيخ زويِّد بهذه المناسبة قريبًا، خاصة أن تلك الأماكن كانت معقلًا للإرهاب والإرهابيين».

هكذا أعلنها الرئيس السيسى عاليةً مُدويةً، وهكذا استقبلها المصريون والعالم كله بسعادةٍ وارتياحٍ، لتغلق مصر ملف الإرهاب الذى عانت منه طويلًا على مدى ثلاثة عقودٍ أو يزيد، وتتفرَّغ للبناء والتنمية، بعد أن كانت تُحارب الإرهاب بيدٍ، وتُعيد بناء مصر الجديدة بيدٍ أخرى.

لا شك أن مصر دفعت الثمن غاليًا من دماء خِيرة أبنائها فى حربٍ شرسةٍ ضد الإرهاب، وبلغت الفاتورة البشريَّة لمكافحة الإرهاب، منذ عام 2013 فقط وحتى الآن استشهاد ما يقرب من 2400 من خِيرة شبابها، بالإضافة إلى ما يزيد على 12 ألف مصابٍ ضحُّوا بأغلى ما يملكون؛ من أجل أن نصل إلى هذه اللحظة الفارقة التى تنعم فيها كل ربوع مصر، وفى القلب منها سيناء، بالأمنِ والأمان.
أما التكلفة الماديَّة فكانت باهظةً أيضًا ومفاجأةً للجميع؛ عندما أعلنت الدكتورة نيفين القبَّاج، وزيرة التضامن الاجتماعى، فى حلقةٍ نقاشيةٍ، بمعرض الكتاب الدولى منذ أيامٍ قليلةٍ، أن تكلفة التطرُّف والإرهاب فى مصر بلغت 385 مليار جنيه، بينما بلغت خسائر قطاع السياحة فقط 291 مليار دولار منذ فترة التسعينيات.

وأكَّدت الوزيرة أن التطرُّف والإرهاب عطَّلا مسيرة التنمية وتطوُّر الدولة الوطنيَّة الحديثة فى مصر سنوات طويلة،
قد يتخيَّل البعض أن هناك مُبالغات فى الأرقام التى ذكرتها الوزيرة، لكنى أُؤكِّد أن تلك الأرقام دقيقة للغاية، وجاءت نتاج بحثٍ علمىٍّ نفَّذته وزارة التضامن الاجتماعى بالشراكة مع المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجيَّة، شارك فيه نخبة من الخبراء والمتخصصين.

أكدت الوزيرة أن فكرة البحث جاءت بتوجيهٍ من الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة بضرورة إجراء بحثٍ وطنىٍّ مُتكاملٍ يرصد التكلفة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة التى تكبَّدها المجتمع المصرى بفعل موجات التطرُّف والإرهاب التى مرَّت على مصر فى الثلاثة عقودٍ الأخيرة، مُوصيًا بأن تُنشر نتائج البحث بشكلٍ جماهيرىٍّ وإعلامىٍّ؛ حتى يُسهم البحثُ فى تثقيف المواطنين وتبصيرهم بالثمن الفادح للتطرُّف والإرهاب على جميع الأصعدة، الاقتصاديَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، وأن يُسهم أيضًا فى تنمية وعى المواطنين بتصورات وأساليب المواجهة الفكريَّة والماديَّة للتطرُّف والإرهاب بجميع أشكاله.

الوزيرة أشارت إلى أن أعمال هذا البحث العلمى استغرقت 18 شهرًا، مُشيدةً بالجهد الكبير الذى بذله المشاركون فى إعداده، وهم من القامات الكبيرة والشخصيات العامة والمتخصصين؛ منهم الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولى، وزير المجالس النيابية الأسبق، والدكتور على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسيَّة، وزير الشباب والرياضة الأسبق، والدكتور مصطفى الفقى، المفكِّر السياسى، رئيس مكتبة الإسكندريَّة السابق، والدكتور أحمد زايد، أستاذ الاجتماع السياسى، رئيس مكتبة الإسكندريَّة، والدكتور خالد عكاشة، رئيس المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجيَّة.