عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

بصمات معرض الكتاب

عمرو الديب

الأحد، 12 فبراير 2023 - 08:15 م

أفق رحب للإشراقات الساطعة يتشكل فى المدى، ويمتد فى فضاء أيامنا الجادة فينعشها، ويضيء أجواءها بما ينشره من عبير المعرفة وبهجتها، ذلكم معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى وقف دوما شاهدا على السبق المصرى فى محيطها العربي، والتفوق الوطنى فى منطقتنا الحيوية النابضة فى قلب العالم، وظلت نسخه تتوالى فى ثبات وثقة لتجدد التأكيد فى كل عام على ثقل مصرنا الثقافى، وثرائها الحضاري، ورصيدها الإبداعى المذهل، ولم تقتصر أدوار معرض الكتاب -الذى ودعتنا دورته الأحدث منذ أيام- على كونه الموسم الذى تنتعش فى ظله صناعة النشر فى مصر وعالمنا العربي،

والعيد الذى ينتظره عشاق القراءة من العام إلى العام، وإنما صار منصة لإطلاق المشروعات الكبري، والبصمات الطموحة فى عالم الكتاب والنشر، وأصبح شرفة مؤثرة للتعريف بالجهد الفكرى على مستويات عديدة من التأليف والإعداد والترجمة والتحقيق، وفى كل دورة تبرز علامات وبصمات تطل على رواد المعرض، وتنتهز فترة انعقاده كفرصة، ذهبية لمصافحة الباحثين والمثقفين والمغرمين بالقراءة، وكم من مشروع طموح عثر فى معرض القاهرة للكتاب على متنفسه ونافذته كى يعرف جمهور المعرفة الحاشد على نفسه، وهذا العام لفتنا عدد من العلامات واسترعت انتباهنا أكثر من بصمة فى دنيا النشر الموسوعي، ومنها اكتمال المعجم الموسوعى لمصطلحات «الانثروبولوجيا» الاجتماعية لعلامة الجزائر الأديب «عبد الملك مرتاض»، حيث عرض جناح المؤسسة الوطنية الجزائرية للكتاب العمل الموسوعى كاملا، بعد صدور الجزء الثانى منه،

وقد عكف صاحبه سنوات عديدة على نسجه وإحكامه ليكون دليلا إلى العادات والتقاليد والثقافات المتنوعة فى المجتمعات العربية، وأيضا أطلعنا المعرض هذا العام على اكتمال المشروع الطموح جدا، لإصدار طبعة دقيقة، ونشرة علمية من أثر العلامة عبد الرحمن بن خلدون الخالد.. المقدمة والتاريخ الذى حمل عنوان «العبر وديوان المبتدأ والخبر فى أيام العرب والعجم والبربر ومَن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر».. وهو المشروع الذى توافر على إنجازه فى تونس ومختلف أنحاء عالمنا العربى كوكبة من المؤرخين البارزين ومحققى التراث المتميزين بقيادة عاشق ابن خلدون المؤرخ التونسى «إبراهيم شبوح» وقد ظهر فى طبعة فاخرة تضم النشرة العلمية الوافية فى 14 مجلدا استغرقت سنوات حتى ترى النور إذ انطلقت فى عام 2006، وتوالت أجزاؤها لتكتمل أخيرا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة