الإثنين، 13 فبراير 2023 - 12:05 م

عصام عمارة 

تمثل مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، إحدى أهم القلاع الصناعية في مصر، نظرًا لعراقة شركة الغزل والنسيج بالمدينة التي تعود إلى أوائل القرن الماضي وانتشار الآلاف من مصانع الغزل والمنسوجات الصغيرة في كافة أنحاء وأرجاء المحلة الكبرى وضواحيها مما جعلها تكتسب شهرة عالمية في مجال صناعة المنسوجات. 

ووجهت القيادة السياسية، بإنشاء أكبر مصنع فى العالم لإنتاج خيوط الغزل بمدينة المحلة الكبرى وتزويده بأحدث ماكينات النسيج العملاقة والحديثة إلى جانب تطوير مصانع الشركة ومواكبة التطور والتكنولوجيا العالمية حتى تستطيع الشركة أن تستعيد دورها الريادي وتعود لسابق عهدها في الصناعة العالمية.

وفي البداية، أكد الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، أن العمل سار في مدينة المحلة الكبرى على قدم وساق بالتنسيق بين محافظة الغربية ووزارة الاستثمار ومتابعة مجلس الوزراء والشركة القابضة للغزل والنسيج تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية. 

اقرأ أيضا| اليوم.. رئيس الوزراء يزور محافظة الغربية لتفقد عدد من المشروعات

وأضاف أنه تم إنشاء مصنع غزل 1 الجديد، والذي يعد أكبر مصنع غزل على مستوى العالم والشرق الأوسط ويقام المصنع على مساحة حوالي 62500 متر مربع، ويستوعب أكثر من 182 ألف مردن غزل، بمتوسط طاقة إنتاجية 30 طن يوميا من الغزول الرفيعة والسميكة وتنفذه احدي الشركات العملاقة  في مجال الإنشاءات بقيمة تعاقدية بلغت نحو 780 مليون جنيه، هذا إلى جانب أعمال التطوير التي تمت بمصنع "غزل 4" والذي يتم تطويره على مساحة 24,635، وتم تزويده بآلات ومعدات الغزل الحديثة العالمية بـ60 حاوية تضم ماكينات غزل واردة من أحد أكبر الشركات الأوروبية بدولة سويسرا والتي تتمتع بالشهرة العالمية في صناعة ماكينات وآلات الغزل ويضم هذا المصنع 71808 مردن غزل كومباكت بإجمالي طاقة إنتاجية 5 آلاف طن سنويًا.

وأضاف محافظ الغربية، أن أعمال التطوير امتدت إلى مصنع "غزل 6" وإجراء عمليات إحلال وتجديد له  على مساحة 17 ألف متر، وبقيمة 216 مليون جنيه من خلال شركة المقاولين العرب وبأيادي مصرية، لإنتاج 15 طن يوميًا من الغزول حيث تم رفع كفاءة عنبر الإنتاج الحالي وإحلاله وتجديده ورفع كفاءته، وحفر أنفاق جديدة للهوية وتركيب شبكات تبريد وتكييف جديدة. 

وأضاف الدكتور طارق رحمي، أن مسيرة التطوير تمتد إلى إنشاء مجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة بالمحلة الكبرى الذى تم إنشاؤه ضمن 13 مجمعًا فى 12 محافظة كمرحلة أولى من بينها محافظة الغربية واختيار مدينة المحلة الكبرى لذلك الغرض تنفيذًا لمبادرة الرئيس السيسي لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتزويده بالمعدات الحديثة وربطه بالتنمية الصناعية بالمدينة لسرعة استصدار التراخيص اللازمة للمشروعات الصغيرة وتشجيع الشباب، الأمر الذى يساعد في توفير فرص عمل لهم  كما تم منح المستثمرين فترة سماح قدرها 6 أشهر من بدء دفع إيجار الوحدة لحين بدء النشاط، مشيرًا إلى أن محافظة الغربية كانت من أولى المحافظات التى تم طرح الوحدات الصناعية بها على مستوى المجمعات الـ 13 التى تمت وجار الانتهاء منها فى 12 محافظة، ضمن المرحلة الأولى من المشروع القومى لإقامة هذه المجمعات التى وجه الرئيس بإقامتهاوتم تنفيذه بالمحلة  كونها قلعة من قلاع الصناعة في مصر. 

ويعتبر المشروع أحد أكبر المشروعات الاقتصادية بالمحافظة ويقع على مساحة 143 ألف متر مربع، ويتكون من ثلاث مناطق الأولى منطقة للصناعات النسيجية على مساحة 40 ألف متر وتضم 615 ورشة بمساحة 48 مترًا والمنطقة الثانية للصناعات الهندسية المتطورة ومقامة على مساحة 59 ألف متر مربع ومقسمة إلى 43 قطعة بمساحات تتراوح من 400 م2 إلى 1600 م2، بينما المنطقة الثالثة وتمثل منطقة متنوعة الأنشطة ومقامة على مساحة 43 ألف متر مربع بـ 37 قطعة بمساحات تتراوح من 400 إلى 2800م2 ومخصصة للصناعات الورقية والخشبية والكهربائية والبلاستيكية والكيماوية، مضيفا أن كل الصناعات بالمنطقتين تعد من الصناعات المكملة لصناعة الغزل والنسيج وان ذلك سيساعد في توفير 25 ألف فرصة عمل للشباب. 

من جانبه، أكد الدكتور أحمد شاكر رئيس مجلس إدارة شركة غزل المحلة أن خطط النهوض بصناعة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى امتدت إلى تحديث 7 مصانع للنسيج داخل الشركة وتزيدها بأحدث الماكينات العالمية التى سيتم استيرادها من من عدد من الدول الاوروبية واليابان، وهذه المصانع ستنتج المنسوجات والوبريات والاقمشة والمفروشات وستصدر للخارج دعما للاقتصاد المصري. 

وأضاف رئيس شركة المحلة الكبرى أنه سيتم انشاء مركز لتدريب العاملين لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة والماكيتات التي ستعمل لأول مرة بالمصنع  استخدام الماكينات الحديثة التى تم استيرادها من خلال استشارى التطوير وموردى الماكينات، لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة لتلك المعدات وإشراف العديد من الخبراء الدوليين، هذا ومن المتوقع أن تحدث أعمال التطوير بمصانع المحلة الكبرى رواجا كبيرا للمدينة وإعادة شهرتها ومكانته العالمية كقلعة للصناعة المصرية تستوعب الآلاف من العمالة المدربة وتكفي احتياجات السوق المحلي بمايساعد في نمو الاقتصاد الوطني.