الإثنين، 13 فبراير 2023 - 01:17 م

شهدت الحلقات الأولى من مسلسل تياترو، للمخرج رؤوف عبد العزيز، إثارة وتشويق خلال الأحداث، التي بدأت بحكي عن مشكلة في ميراث مسرح قديم بناه أحد الباشوات قبل عدة عقود من الزمن. 

عنصر الجذب والتشويق

المسلسل بلور حبكة درامية ناجحة وهي سعي الأشقاء نحو الميراث، من خلال توسلهم لجدهم (الفنان عبد العزيز مخيون) بسبب ضيق حالتهم المادية، رغم امتلاكهم أصول غير مستخدمة مثل المسرح والمسكن، لكن الجد يرفض بيع المسرح أو تأجيره للغير. 

ويزيد من عنصر التشويق في مسلسل «تياترو»، قيام الجد بكتابة وصية تقسيم الميراث وفقا للشرع، فيما عدا المسرح الذي يشترط أن يقوم الورثة بإعادة فتحه وتقديم 12 عرضا مسرحيا عليه، أو يكون المسرح ملكا للدولة تستخدمه في إطار الفني المحدد. 

ويدخل الأحفاد في حيرة بسبب عدم قدرتهم على تشغيل المسرح، وفي نفس الوقت احتياجهم إلى إرث جدهم، وهنا تبدأ المنافسة والتحدي بين الورثة. 

والمسلسل لم يكتف بتقديم عروض مسرحية تلفزيونية فقط، بل أراد ربط تلك العروض من خلال حبكة درامية تشويقية للمشاهد، حتى لا يشعر بالملل، وتتولد لديه القدرة في متابعة الأحداث المتبقية. 

واستطاع المخرج رؤوف عبد العزيز، أن يبروز تلك الحبكة ويظهرها على الشاشة للمشاهد بشكل جيد، وهو ما يتطلب تفاهم وتناغم بين المخرج والمؤلف معا. 

فرد الشخصيات 

تعاني عدد ليس بالقليل من المسلسلات الدرامية المصرية من مشكلة فرد أو تقديم الشخصيات للمشاهد، ولعل أفضل طريقة لتقديم الشخصية، هي أن تضعها في مشكلة وأزمة خلال الأحداث الدرامية، وهو ما استطاع أن يقوم به صناع العمل منذ الحلقة الأولى. 

وهنا كان يواجه المخرج رؤوف عبد العزيز، مشكلة ليست بالصعبة عليه لكونه من المخرجين الذين لديهم قدرة رائعة على فن توجيه الممثل، وهي أن أبطال المسلسل من الشباب، بينما عنصر الخبرة يكمن في الفنانين أصحاب الأدوار الشرفية فقط، ولكن المخرج استطاع توظيف هؤلاء الشباب أمام الكاميرا بشكل جيد، فهو يحرص دائما على تقديم عناصر شابة في كل أعماله يخرج منهم أداء تمثيلي متميز، ولكن في مسلسل تياترو، كانت البطولة بشكل كامل مسندة لعناصر شابة، ليضع نفسه أمام تحدي جديد، في تقديمهم للجمهور وإبراز مواهبهم بشكل مختلف ليكونوا متميزين، و يشقوا طريقهم في عالم التمثيل.

تميزت كادرات مسلسل تياترو الأولى، بالشكل الإبداعي والجمالي، فحينما بدأ المخرج رؤوف عبد العزيز، افتتاحية الحلقة الأولى بزمن ماضي، ظهرت الصورة وكأنها نسخة مرممة من فيلم قديم (أبيض وأسود) وحينما انتقل إلى العصر الحالي ظهرت الصورة حديثة وطريقة تنقل لم تشعر المشاهد بالتوتر.

وكعادته دائمًا يحرص المخرج رؤوف عبد العزيز على البحث والتنقيب عن العديد من المواهب الشابة المختفية عن الأنظار والتي تمتلك موهبة فنية مميزة ولكنهم في انتظار الفرصة التي تقدمهم للجمهور، وخلال السنوات الماضية، كان يقدم العديد من الشباب ويسند لهم أدوار مهم في أعماله الدرامية المختلفة، بداية من مسلسل «ألف ليلة وليلة»، إلى آخر أعماله الدرامية مسلسل «انحراف»، ومن شدة شغفه لهذا الأمر قرر تقديم عمل درامي كامل من بطولة الشباب. 

ووقع اختيار رؤوف على بعض من هذه المواهب من بين عدد كبير من الشباب الذين خضعوا للاختبار، خلال الفترة الماضية، وقدم البحث عنهم في المعهد العالي للفنون المسرحية وكذلك المهرجانات المسرحية وورش التمثيل، وقد رصدهم  بنفسه بعدما شاهدهم في أكثر من عمل بعيدا عن شاشات التليفزيون.

تفاصيل مسلسل تياترو 

مسلسل «تياترو» من إنتاج شركة كوديكس بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وذلك في إطار حرص المتحدة على الاستعانة بالشركات المصرية التي تقدم محتوى إنتاجي، ودرامي مميز ودعمًا لجيل صاعد من الممثلين الموهوبين.

ويعد «تياترو»، الذي ينفذ بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، هو عمل فني جديد من نوعه، حيث تم الجمع فيه بين الدراما والمسرح معا، حيث يتخلله العديد من العروض المسرحية، ويراهن من خلاله المخرج رؤوف عبد العزيز على المواهب الشابة. 

واستمرت تحضيرات المسلسل لعدة أشهر سابقة، كانت بمثابة رحلة استكشاف لمواهب فنية جديدة، يُجدد خلالها الدماء بالوسط الفني، وهو ما نال إعجاب وتقدير الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التي لم تتوقف عن دعم الفكرة، حتى صار مشروعًا فنيًا متكاملًا، وجاهزًا للتنفيذ، وتم الاستقرار في نهاية المطاف على 22 ممثلا شابا، ليُسند إليهم بطولة مسلسل تياترو، مع الاستعانة بعدد من النجوم - يظهرون كضيوف شرف خلال حلقات المسلسل، قام بكتابة حلقات المسلسل ورشة سيناريو جميع عناصرها من الشباب أيضًا.

يشار إلى أن تجربة «تياترو» ليست الأولى لـ رؤوف عبد العزيز، في اكتشاف المواهب والدفع بهم في أعمال فنية، حيث سبق ومنح الفرصة للعديد منهم، في كل أعماله الفنية بداية من مسلسل «ألف ليلة وليلة»، ومسلسل «طاقة نور»، و«فوق السحاب»، و«قمر هادي»، و«الطاووس»، وأخرهم مسلسل «انحراف»، الذي عرض رمضان الماضي وحقق نجاحا كبيرا بطولة النجمة روجينا.