إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

التجربة المغربية... لو عايزين !

الأخبار

الأربعاء، 15 فبراير 2023 - 05:56 م

لا يبقى للمغرب إلا استضافة البطولات الآسيوية بعد أن أحكمت قبضتها على تنظيم كل ما أتيح لها من بطولات أفريقية وعالمية وبنهم شديد !!

خطوات عملاقة فى تنظيم كرة القدم وبطولاتها ومنتخباتها  قطعتها المملكة المغربية التى تعد رابع الدول العربية من حيث عدد السكان بعد مصر والسودان والجزائر  إذ يقطنها ما يزيد على ٣٣ مليون نسمة يعتبرون السياحة هى الدخل الرئيسى للاقتصاد الوطنى ربما أكثر من عوائد الفوسفات الخام الأهم فى هذه البلاد  ، ومن ثم فلم نندهش  عندما  حدثنا صديق  مغربى بأن سائقا لتاكسى بالرباط تم سجنه ستة شهور وتغريمه عشرين ألف درهم لأنه ضبط بتلاعب فى تعريفة الركوب وخداع سائح أجنبى . .

والسياحة الرياضية فى المغرب باتت تمثل رافدا مهما لجذب العملة الصعبة للمغرب .

هم يعرفون جيدا قيمة الأحداث الكروية ذات الشعبية المؤثرة والجاذبة للتدفق السياحى ومن هنا كان نهم المغاربة الشديد لاستضافة كل وأى بطولة تتاح لهم .

ميزانيات مفتوحة أمام رجل المغرب القوى فى الفيفا والكاف فوزى لقجع الذى يعد حجر الزاوية فى نهضة المغرب كرويا . رجل  فاهم وصارم وواع لمصلحة بلاده ومدعوم بقوة من قادة المملكة ..

والتجربة المغربية  جديرة بالتعرف والتأمل خاصة وأنها قد أثمرت منتخبا قويا وعفيا أحرج منتخبات عالمية كبيرة فى المونديال الأخير بالدوحة  وأسعد العرب وأفريقيا .. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد لتطوير البنية التحتية وتحديثها باستمرار ويتحمل الرجل الثانى بعد لقجع وهو عبد الملك أبرون هذا الملف بجهد كبير  . أعطنى ملعبا جيدا أعطك فريقا بطلا.

توزيع الملفات على ذوى الاختصاص ومتابعتهم ومراقبتهم من بين مكونات هذه التجربة المهمة . 

ومع هذه النهضة فى البنية التحتية المغربية وتسخير كل الإمكانات لاستضافة وجذب البطولات الكبرى بات إنفانتينو  رئيس الفيفا وموتسيبى رئيس الكاف يفضلان إسناد البطولات للمغرب من فرط ما يجدانه هناك من إمكانات وتسهيلات . مش ناقص غير يستضيفوا بطولات آسيا بجد !!

ولأن التجربة المغربية الكروية اللافتة أثمرت أيضا تسهيلات كبيرة لاحتراف لاعبى المغرب فى أوروبا مستفيدين من جوانب ثقافية واضحة فى التكوين المغربى وأبواب مفتوحة أمام المواهب الواعدة بحيث يمثل هؤلاء أرقاما مهمة فى الدخل القومى من العملة الصعبة للمملكة، بالإضافة لتجربة ناضجة فى تنظيم بطولات المغرب المحلية التى  قادت الأندية الكبيرة فيها مثل الوداد والرجاء ونهضة بركان وغيرها إلى منصات التتويج القارية والعربية .

وللتعرف أكثر على تجربة المغرب فى تنظيم بطولة الدورى ودواخلها  جمعتنا جلسة مع رئيس رابطة الأندية المغربية المحترفة أو عصبة الأندية كما يسمونها وهو  عبد السلام أقشور الذى أفادنا بأن التنظيم شمل كل عناصر المنظومة  الكروية قبل انتخاب مجلس الرابطة الذى يشمل فى تكوينه ممثلين لكل فئة ذات صلة بالدورى ..

الاستقلالية التامة  وتوفير الإمكانات المالية والصرف بانضباط وشفافية ورقابة مشددة أهم ما يتوفر لهذه الرابطة التى تدير الدورى  الممتاز والدرجة الثانية المحترفة معا  من خلال مجلس إدارة يضم ١٣ فردا بينهم رئيس للعصبة وثلاثة ممثلين لأندية الممتاز وثلاثة عن دورى الدرجة الثانية واثنين عن اتحاد الكرة أو الجامعة الملكية  ومندوب واحد عن كل من : لجنة الحكام وجمعية اللاعبين المحترفين ولجنة المدربين المحترفين ولجنة الأطباء الرياضيين .. مجلس مكتمل يملك سلطات كاملة واستقلالية تامة ..

جمعية المدربين تضم المدربين المحترفين الحاصلين على الرخص التدريبية الدولية الكافية وتعتمد عقودهم ( أغلى مدرب محلى  لا يزيد راتبه على ٣٠ ألف دولار والأجنبى لا يصل راتبه  لأكثر من ٥٠ ألف دولار فقط ) وتسدد ضرائبهم بانضباط وشفافية وتنتخب جمعية المدربين مجلس إدارة منهم يدير شئونهم وكذلك اللاعبون المحترفون من خلال جمعيتهم التى ترعى حقوقهم وتدير شئونهم بحسم وانضباط ،وجمعية الأطباء الرياضيين للعاملين بالمجال وفقا لتأهيل علمى كافٍ و يتولى شئون الحكام لجنة  منتخبة من الحكام العاملين المعتمدين ولها مواردها من الدولة وحقوقها واستقلالها الكامل دون تدخل أبدا فى شئونها .

 وكل مرشح لرئاسة عصبة الأندية المحترفة يتقدم للانتخابات من  خلال الأندية الأعضاء بالدورى الممتاز والدرجة الثانية معا ( كل مسابقة تضم ١٦ ناديا محترفا حاصلا على رخصة ناد محترف وفقا للاشتراطات الدولية) بقائمة تضم ممثلين عن كل هذه الفئات ذات الصلة. وبحيث يتم انتخاب قائمة كاملة ومغلقة تتولى العمل لمدة موسم كامل وتقوم هذه العصبة أو الرابطة بوضع الجداول وتسويق  وبيع وتوزيع عوائد البث التليفزيونى للمباريات ووضع كل الضوابط الكافية ..

بداية الإصلاح تنطلق من خلال ضبط عمل وتشكيل كل لجنة وجمعية من هذه الفئات وفقا للاشتراطات الدولية الاحترافية سواء للاعبين أو المدربين والحكام بل والأطباء بحيث يكون تمثيلهم فى عصبة الأندية المحترفة سليما ومنضبطا وقادرا على تحقيق  منتج كروى  احترافى سليم وقادر على التحدى والتفوق ..
التجربة المغربية احترافية بامتياز . لو عايزين !


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة