صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

أمل بين الركام

صفاء نوار

الأربعاء، 15 فبراير 2023 - 06:07 م

مشاعر بطعم العسل المر تتفجر من بين مشاهد مأساة الزلزال الذى ضرب سوريا وتركيا، ولازالت الحجارة تخفى تحتها من الأسرار والمآسى أضعاف ما تظهر، رغم مرور أكثر من أسبوع على المأساة وتجاوز حصيلة القتلى على الجانبين 37 ألفاً وضعف هذا الرقم من المصابين، ورغم الألم الذى يجتاحنى مع كل صورة تحملها الأنباء من وسط الدمار لكن الأمل تتابعت فصوله أيضا بالعثور على ناجين، لم أستطع أن أمنع مشاعرى من الفرح عند إنقاذ طفل رضيع بحبله السرى بعد 5 أيام، سبحان الحى الذى لا ينام، وعندما أنقذ الدفاع المدنى السورى الطفلة  «سندس» من تحت الأنقاض فى إدلب، كبرت مع المكبرين والمهللين وركضت مع والدتها لضمها، وكأنها نسيت جراحها على العائلة المفقودة، وفرحت لمشهد فرق الإنقاذ فى تركيا وهى تنقذ طفلاً عمره 13 عاماً بعد 182 ساعة تحت الأنقاض، وشاهدت رجال الإنقاذ يفرحون وهم ينتشلون الصبى على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى منهار فى هاتاى بجنوب تركيا لم أمنع مشاعرى من الفرح بأمل جديد يولد من رحم المأساة، لم أفرق بين سورى أو تركى وبين مؤيد أو معارض كل الإنسانية تحت المأساة سواء، والغريب هو الميليشيات التى تواصل الحروب وتتعمد قطع الطريق على فرق الإنقاذ والأكثر غرابة عدم إتعاظ مشعلى الحروب على سوريا وفى أوكرانيا باتخاذ قرار بوقفها أو هدنة مؤقتة وكفى أن الزلزال أشد بطشاً من عشر قنابل ذرية بحجم قنبلة هيروشيما، أما الأمر العجيب فهو تصريحات مسئولين غربيين وفى الأمم المتحدة، بأن العقوبات على سوريا تعوق قدرتهم على توصيل المساعدات للمنكوبين، أين حقوق الإنسان فى الحياة والغوث والنجاة، وكيف يمنعهم قطع العلاقات من نجدة المكوبين ولا يمنعهم من إشعال الحروب ونقل آلات الحرب والتهجير وهدم المنازل  فى سوريا وفى فلسطين، غير أن الرد الإنسانى الذى جعلنى ابتسم رغم المأساة حين قرر وزير الأوقاف «الفلسطينى الذهاب شخصياً إلى تركيا وسوريا لإيصال مساعدات نقدية وعينية بينها 20 ألف حقيبة نوم توزع على المشردين فى البلدين» رغم أن الشعب الفلسطينى أكثر الشعوب حاجة إلى من يدعمه لمواجهة أبشع آلة خراب ودمار بشرى يتعرض له شعب على أرضه وفى بلده .
.. لطفك يارب !

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة