كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

المواجهة

كرم جبر

الأربعاء، 15 فبراير 2023 - 06:25 م

تجلت عظمة المصريين فى الاصطفاف خلف قواتهم المسلحة فى حرب أكتوبر المجيدة، فاختفت الجرائم تماماً ولم تحدث حالات استغلال أو ارتفاع للأسعار، وما أحوجنا أن نستلهم الروح التى فجرتها معركة العبور والتحرير، حتى تعبر بلادنا المرحلة الحالية وتصل إلى بر الأمان.

جيش مصر ليس له ولاء إلا لشعب مصر، والدفاع عن أرض مصر وسمائها وبحارها، ولم يكن مستهدفاً لدول شقيقة أو ملوثاً يديه بدماء شعوبها، وهو دائماً يناصر أى دولة عربية تتعرض للعدوان دون أن يكون هو المعتدى.

فى أحداث يناير 2011 وما بعدها انحاز الجيش للتطلعات المشروعة للمصريين، ووضع نصب عينيه أن يخرج بالبلاد إلى بر السلامة، واحتوى موجات عاتية من التآمر كان يمكن أن تؤدى إلى الانهيار.

كانت المؤامرات كبيرة ونشطت الجماعات الدموية فى محاولات يائسة لاسترجاع أسوأ عصور البشرية التى كنا نقرأ عنها فى كتب التاريخ ولا نصدقها، فقد عاد من هم أسوأ من الاستعمار واستباحوا النساء وقتلوا الأطفال.

وأسهل طريقة لقتل الشعوب هى إشعال الفتن بين الشعوب نفسها، فعندما يكون الأشرار بعضاً من نفس أبناء الشعب، يسهل اختراقها وتسليحها بأدوات تخريب، أشد مفعولاً من الطائرات والدبابات والسيارات المفخخة، وعلى حد مقولة مسئول غربى "لماذا نقتلهم طالما يقتلون أنفسهم؟"..

وإذا أردت أن تفرق شعبًا، سلِّح بعضه بالأكاذيب والشائعات، ومهد الطرق إلى الاحتجاج والغضب والتمرد، فيتحول الناس إلى العصيان وتتوقف عجلات الإنتاج، ولا يعملون ولا يتركون غيرهم يعمل، فينهار الاقتصاد وتسوء الأحوال المعيشية.

وفى حروب الأكاذيب تنتحر الضمائر وتستيقظ الوحوش، ولم يكتفِ الأشرار بإيقاظ ذئاب الإرهاب فى الدول المستهدفة حولنا، فأرادوا اختراقها بأسلحة ناعمة أشد فتكًا وأشبه بالمخدرات، حروب الشائعات وسوشيال ميديا وتفخيخ عقول الشباب بالأفكار الهدامة.

ومن هنا تبدأ المواجهة.

بأن نتسلح بروح النصر وليس الهزيمة، وأن نعض بالنواجز على أمن البلاد، وأن نتأكد جيدا أن ثمن الاستقرار الذى نعيشه الآن كان غاليا جدا، ومن تضحيات دماء وأرواح أبناء الوطن الأبرار، ولولاهم ما كان يتحقق ما حققناه اليوم.

انظروا حولكم لدول وشعوب شقيقة كانت تنعم بالأمن أيا كانت أنظمة الحكم فيها، وهبت عليها أعاصير الفوضى فمزقتها، وجعلت أبناء الوطن الواحد يقاتلون بعضهم وكأنهم أعداء، وانهارت دولهم يوم انهارت جيوشهم الوطنية وسلموا الرايات للميليشيات.

●●●

مأثورات:

■ قد علمنى المدعو غربة أكثر من أى أستاذ آخر كيف أكتب اسم الوطن بالنجوم على سبورة الليل

 "غادة السمان".

■ أمام كل القنصليات الأجنبية تقف طوابير موتانا، تطالب بتأشيرة حياة خارج حدود الوطن. 

"أحلام مستغمانى".

■ مصر ليست مجرد وطن بحدود ولكنها تاريخ الإنسانية كله 

"نجيب محفوظ ".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة