محمد عادل ونيرة أشرف
محمد عادل ونيرة أشرف


7 أشهر حاسمة في حياة قاتل نيرة أشرف انتهت بتأييد النقض إعدامه

أخبار الحوادث

الأربعاء، 15 فبراير 2023 - 08:04 م

كتبت: منى ربيع

في 20 يونيو من العام الماضي فجأة انقلبت صفحات السوشيال ميديا والمنصورة بأكملها بعد انتشار فيديو لفتاة يتم ذبحها امام بوابة الجامعة على يد زميلها في مشهد مرعب لم يفهمه احد، المتهم بعد ارتكابه لجريمته حاول التخلص من حياته إلا أن الاهالى نجحوا في السيطرة عليه وسلموه للشرطة.

القصة لم تنته بالقبض عليه بل بدأت بعد القبض على محمد عادل المتهم بقتل نيرة أشرف، بعد أن خرج علينا على صفحات السوشيال ميديا من يطالبون بدفع الدية للمتهم لتخفيف العقوبة عليه، ومحاولة  اظهار الضحية بأنها كانت السبب فيما وصل اليه محمد عادل وقتلها، واتهموها بالتلاعب بمشاعره وأنها كانت تستخدمه لمصلحتها مبررين ذلك لقتلها.

لكن النيابة بعد ثلاثة ايام أحالت القضية للجنايات؛ ليبدأ فصل جديد من تلك القضية امام محكمة الجنايات برئاسة المستشار بهاء المري التي انتهت بالحكم بإعدامه لتبدأ مرحلة اخرى بالطعن على الحكم امام محكمة النقض؛ لتصدر حكمًا نهائيًا وباتًا بتأييد محكمة الجنايات برئاسة المستشار بهاء المري فيما انتهت إليه بالحكم بإعدامه، تلك القضية مرت بتفاصيل واحداث كثيرة، في السطور التالية نروي اهم المحطات التى شهدتها تلك القضية من البداية للنهاية.

صباح يوم 20 يونيو 2022 ذهبت نيرة أشرف إلى جامعتها لكنها قبل دخولها من بوابة الجامعة فوجئت بزميلها محمد عادل امامها يسدد لها الطعنات ويذبحها في مشهد مرعب وسط صرخات وذهول المارة، ليحاول بعدها الانتحار والتخلص من حياته لكن المارة نجحوا في الإمساك به والقبض عليه وتسليمه للشرطة، كاميرات المراقبة والتليفونات المحمولة سجلت المشهد المرعب، وفي لحظات انتشر على صفحات السوشيال ميديا واصبح اسم نيرة أشرف ومحمد عادل يتصدر محركات البحث على كل المواقع، وكان السؤال: لماذا ارتكب محمد عادل تلك الجريمة البشعة؟ البعض يقول إنه كان متفوقًا ويحبها والبعض يقول إنه كان يتعاطى المخدرات الفترة الأخيرة.

احاديث كثيرة تناقلتها صفحات السوشيال ميديا، لم تلتفت لها النيابة العامة العامة والتى كانت تعمل على قدم وساق لتنهي التحقيق في تلك القضية في ثلاثة أيام فقط وتحيل القضية لمحكمة الجنايات في 23 يونيو 2022 وتحدد محكمة الاستئناف جلسة محاكمة محمد عادل بعد ثلاثة أيام أخرى في يوم 26 يونيو، فالقضية مكتملة الاركان امام النيابة العامة فهناك فيديوهات للجريمة وكذلك اعتراف المتهم بجريمته.

اقرأ أيضًا | حقيقة إعدام محمد عادل قاتل نيرة أشرف طالبة المنصورة| صور

وامام هيئة محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار بهاء المري مثل محمد عادل المتهم بقتل نيرة ليبدأ فصل جديد من تلك القضية وهي دفاع صفحات السوشيال ميديا عن محمد وتوجيه الاتهامات للضحية.

وذلك بعد أن سألته المحكمة عن دوافع الجريمة، وقال إن الضحية كانت عاوزاني اصرف عليها وخلاص وأنا كنت مسئول عنها وأي حاجة محتاجها كنت بعملها، وذلك بشهادة أهلها، وكانت دائما تشكو لي من أهلها، وانا كنت دائما اقف بجانبها لدرجة اننا اتفقنا على الخطوبة وأسرتها كانت تعلم ذلك وكانوا يدعونني للذهاب إلى منزلهم وأنا كنت برفض، بعدها اكتشفت انها تأخذنى مرحلة في حياتها حتى تصل لما تحتاجه وعندما وصلت لذلك بالفعل تركتنى فحبيت انتقم لنفسي، إلا اننى فوجئت بها تقول وسط زملائنا اننى متشدد لانها كانت تعمل كموديل لكننى كنت احبها ولم يكن فارق معى عملها، ومن هنا بدأت الخلافات وكلما كنت اروي لوالدتها كانت تقول لي انتم احرار مع بعض!


واستكمل المتهم محمد عادل كلامه قائلا: كنت أنوي الانتقام منها لكن ليس بالطريقة التي حدثت، موضحًا أنه اشترى السكين ليس لقتلها ولكن للدفاع عن نفسه ضدها وضد التهديدات التي تلقاها منها!

ليسأله القاضي: تعرف ايه عن الحب؟ وهل معنى الحب انك يا إما تأخدها او تقتلها؟!
فرد المتهم: لا طبعا أنا لم اكن أريد قتلها لكننى اكتشفت انها كانت تستغلنى لتحقيق اهدافها وأنا كنت بحبها، المفروض أن اسرتها يتم سؤالهم عن ما وصلت اليه ابنتهم فهى التى أضاعت مستقبلي ودمرت لي حياتى، تسببت لي في مشكلة في الجامعة بعدما ادعت انها لا تعرفنى وانى اقوم بمطاردتها ولا أعرف عنها شيئًا لكننى أظهرت للضابط كل شيء على الموبايل من صور ورسائل فكانت نصيحته أن اتركها لأنها مستغلة.

 

مهازل على السوشيال ميديا


انتهى حديث محمد عادل امام المحكمة لتبدأ صفحات السوشيال ميديا بإنشاء صفحات للدفاع عنه والهجوم على الضحية، لدرجة أن احد المحامين اقترح دفع الدية حتى ينجو محمد من حبل المشنقة!

لكن كل ذلك لم يؤثر في يقين المحكمة وحتى تعمل المحكمة في هدوء، أصدرت محكمة استئناف المنصورة قرارها بحظر النشر في القضية بعد الجلسة الأولى. 
وفي 28 يونيو كان قرار المحكمة بإحالة أوراق محمد عادل إلى فضيلة المفتى لأخذ الرأي الشرعي في حكم إعدامه وحددت جلسة 6 يوليو للنطق بالحكم.

الديب 
لكن قبل صدور حكم محكمة الجنايات بدأ فصل جديد من تلك القضية وهي إعلان المستشار الراحل فريد الديب توليه الدفاع عن المتهم بقتلها مؤكدا؛ أنه ينتظر حيثيات الحكم حتى يقوم بكتابة الطعن وأسباب نقضه للحكم، وقوبل الديب وقتها بالهجوم على السوشيال ميديا لانه سيدافع عن قاتل لكن ذلك الهجوم لم يجعل الديب يتراجع عن موقفه مؤكدًا أن مهتنه هي المحاماة وان هذا حق طبيعي لأي متهم.

وأشار المحامي فريد الديب إلى أنه بعد قرار المحكمة بإحالة أوراق القاتل لفضيلة المفتي تواصل معه عدد كبير من المصريين في اليونان، كما حضر بعض الأشخاص الذين طلبوا منه الدفاع عن المتهم، وبخاصة أن قاضي نيرة أشرف أدلى برأيه في القضية قبل صدور الحكم.

وقال المحامي فريد الديب في تصريحات صحفية أنه طالب من المواطنين الذين طالبوه بالدفاع عن المتهم محمد عادل قاتل نيرة أشرف طالبة المنصورة بالانتظار حتى يطلع على القضية والتحريات واعترافات المتهم وتحريات الأجهزة الأمنية وأقوال الشهود والحكم الصادر بإعدام المتهم، الأمر لم يتوقف على ظهور الديب في المشهد ليفاجأ الجميع بإعلان المستشار مرتضى منصور والمستشار بهاء أبو شقة تطوعهما للدفاع عن نيرة أشرف كمدعين بالحق المدني.

وفي جلسة النطق بالحكم أصدرت المحكمة حكمها بإعدامه وقالت المحكمة في حيثيات حكمها: إنَّ الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة، واطمأنَّ إليها ضميرها وارتاح لها وجدانها، مُستخلصة من سائر أوراق الدعوى وما تمَّ فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المُحاكمة وأنه قد قام الدليل على صِحتها وثُبوتها في حق المتهم محمد عادل محمد إسماعيل عوض الله، وذلك من خلال اعترافه تفصيلا بتحقيقات النيابة العامة.

إذاعة الحكم
وتضمنت حيثيات الحكم طلب هيئة المحكمة من المشرع إصدار تعديل يتيح نشر وإذاعة تنفيذ حكم الإعدام، ولو جزء من بداية التنفيذ.

ونوهت المحكمة في حيثيات حكمها قائلة: بأنه لمَّا كان قــد شَاعَ في المُجتمع - مُـؤخرًا - ذبحُ الضحايا بغَـير ذَنبٍ جَهارًا نهارًا والمَهوسُـونَ بالمِـيديا يـَبثُون الجُـرمَ على المَلأ فيرتاع الآمنونَ خَوفًا وهَـــلعًا، وما يَـلبَث المُجتمع أن يُفجَــعْ بمثلِ ذاتِ الجُـرم من جديد، فمِـن هذا المُنطلَـقِ، ألَـمْ يأنِ للمُـشرع أنْ يَجعلَ تنفيذ العقابِ بالحَق مَشهودًا، مِثلما الدمُ المَسفوحُ بغير الحَـقِّ صَار مَشهودًا.

وفي 3 سبتمبر تقدم الديب بمذكرة طعنه لمحكمة النقض مؤكدًا أن هناك قصورًا وفسادًا في الاستدلال للإخلال بحق الطاعن في الدفاع، فقد عصف القاضي رئيس المحكمـة بـالـقاعـدة الأصولية التي استنتها محكمتنا العليا منذ سنين عددًا، حين وصف المحامى الذي تم ندبه من نقابة المحامين الفرعية بالمنصورة، مـحـمـد إبـراهـيـم شـاهـين حسن- المحامى بأنه هو المحامى الأصيل عن الطاعن، وفى هذا الصدد، قالت محكمتنا العليا (النقض): إذا كان المحامى الذي نـدبـتـه مـحـكمة الجنايات للدفاع عن المتهم بجناية لم يتتبع إجـراءات المحـاكـمـة، ولم يـحـضـر سـمـاع الـشـهـود إذا كـان نـدبـه بعد ذلك، فإن إجراءات المحاكمة تكون باطلة.

لكن القدر لم يمهل المحامي فريد الديب للحضور امام محكمة النقض حيث توفاه الله يوم 25 اكتوبر متأثرا بمرضه وحددت محكمة النقض جلسة 26 يناير لنظر الطعن ليتم تأجيلها إداريا لجلسة 9 فبراير؛ لتصدر محكمة النقض حكما نهائيا برفض الطعن وتأييد اعدام محمد عادل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة