زينب اسماعيل
زينب اسماعيل


أحوالنا 

زينب اسماعيل تكتب: المنحة بعد المحنة في الأسراء والمعراج

بوابة أخبار اليوم

السبت، 18 فبراير 2023 - 11:37 ص

من ينكر أننا اليوم في حاجة إلى استرجاع قيم وذكريات الإسراء والمعراج بعدما تعودنا الالتصاق بالأرض والبقاء تحت سيطرة الماديات التي تغزونا يوما بعد يوم .. خاصة وأنها  ليست بالحدث الذي ينتهى في زمان ومكان محدد، بل هي حكاية تعيد نفسها في كل يوم في نفس كل إنسان عندما يقرر أن يرتفع إلى السماء بدلا من الخلود في الأرض.

كلنا علي يقين أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نال هذه الرحلة تسرية له من الله جزاءً لما لاقاه من أذى ومَنعُه من دُخول المسجد الحرام، وتعزية ومواساةٌ له أيضا بعد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها وعمّه أبي طالب - فأ كرمه بهذه الرحلة ليري آياتٍه في "زمن" لا يتعدي ما بين غمضة العين وانتباهتها ، وكانت "المعجزة " في توقف الزمن لحبيبي رسول الله حتي تنتهي رحلته -  والتي ينكرها المبطلون والمتفيقهون في هذا الزمان –  التقي فيها أنبياء من سبقوه، ورأى أنهار الجنّة و خازن النّار – مالِك - ورأى أكَلَة الرّبا، وأكَلَة أموالِ اليتامى ظُلماً، ووصل فيها الي سدرة المنتهي والتي وصفها المحققون بأنها  الشجرة التي وقف عندها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، مع جبريل -عليه السلام- في رحلة المعراج و تقع على يمين العرش في السماء السابعة، وهي الشجرة التي ينتهي إليها علم الملائكة، وفي تفسير آخرأنها  شجرة السّدر المعروفة باسم شجرة النبق، والتي يكثر استخدام أوراقها بين الناس، وهي شجرة ورد ذكرها في القرآن الكريم  على أنّها ليست من أشجار الدنيا ، وتكشفت له الكثير من المشاهد التي لنا فيها  دروس ومواعظ.

نعود الي ما يهمنا في هذه الذكري الرائعة، تتلخص في  تساؤلات يجب الإنتباه لها قبل أطباق الأرز باللبن والمهلبية – احتفالا بالمناسبة- ! أين إقتداؤنا بمواقف رسول الله  في المحن والأحزان والتي كانت سببا في إسراؤه ومعراجه ؟ أين صبرنا الذي نحتمي به أوقات الأزمات ؟.. وأين وضعنا أرواحنا ؟ هل هي في البنوك مع الأموال التي أكثرناها وخشينا ضياعها ! إن الإسراء والمعراج فيه سمو للأرواح وعظة لنا في الصبر علي المكاره والإيمان بان الله يسمع ويري فهل كانت أزماتنا ومحننا دافعة لنا لانتظار معراجنا لتسمو فيه أرواحنا، أم كانت هذه المحن سببا لسخطنا وغضبنا على قضاء الله وقدره؟ ولعل أهم ما يجب الآنتباه اليه في إسراء الرسول ومعراجه هو أن السخط والغضب لن يغير شئ من أقدار الله وأن النصر مع الصبر-  مع الفارق الكبير - لا يوازي ما وجده رسول الله صلي الله عليه وسلم في رحلتة المعجزة – الحقيقة  أنه في داخل كل إنسان منا القوة ليواجه بها ما يصيبه من مكاره ويعلم جيدا أن الله معه ، فقط عليه أن  يقرر  إما أن  "يرتفع إلى السماء" بروح طاهرة مرضية راضية بقضاء الله وقدره أو  "يخلد إلى الأرض" ! والشرط  أن يتذكر أن الوزن الزائد  - من الذنوب  والآثام - غير مسموح بها في السماء للإرتفاع  والسمو لاستبدال  شرور الدنيا بخيرات الآخرة !

  

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة