صورة موضوعية
صورة موضوعية


سلامة حجازي يشتبك مع مطربي المهرجانات

أخبار النجوم

الأحد، 19 فبراير 2023 - 01:02 م

كتب: محمد بركات

استمرارًا لحرص قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة د.عادل عبده على إحياء سيرة عمالقة الموسيقى والغناء في مصر من خلال العروض المسرحية، أمثال بليغ حمدى، ألمظ وعبده الحامولى، سيد درويش، تم افتتاح مسرحية “ياشيخ سلامة”عن قصة حياة الشيخ سلامة حجازي رائد المسرح الغنائى في مصر، التي تعرض بقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون بالعجوزة.

تناقش المسرحية سيرة المسرحي المصري وأحد رواد المسرح الغنائي في مصر الشيخ سلامة حجازي، وذلك وفق طرح يلتقي فيه الغناء بالأداء الجسدي عبرعرض لعلاقة الفنان بمعاصريه من كبار المطربين أمثال عبده الحامولي ومنيرة المهدية، وتناول أيضاً ظاهرة أغانى المهرجانات، العرض من إنتاج البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية وتأليف يسري حسان وإخراج محمد الدسوقي، بطولة وغناء علي الهلباوي بمشاركة مراد فكري وسلمى عادل وحسني حسان ونهلة خليل وأحمد شومان وحسام يس وزهرة إبراهيم.

في البداية يقول محمد الدسوقى مخرج العرض: كان اختيار النص هو موضوع أساسي لنا وهو عن الشيخ سلامة حجازى، لكن في مجالنا الثقافي عموماً نتطرق لعظماء مصر في عروضنا المسرحية ونتناول سيرة ذاتية بحتة، ولكن عند الحديث عن سلامة حجازى اتفقت مع مؤلف العرض أننى أريد تناول سيرته بشكل مختلف دون الدخول في تفاصيل حياتية لا تخدم فكرة العرض، لأنه يعتبر لنا كمسرحيين رمز لانه هو أول من حول الأغنية إلى مسرحية إستعرضية غنائية، ولا يقتصر العمل على سرد سيرة الشيخ سلامة حجازي فحسب بل يعرض لأحوال الفن المصري نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والعلاقات المتبادلة بين بطل العمل وكبار المطربين في ذلك الوقت أمثال عبده الحامولي ومنيرة المهدية.

ويضيف الدسوقى: ينطلق العرض من الوقت الراهن في منطقة رأس التين بمدينة الإسكندرية حيث يعيش شاب وفتاة متحابان ويتطلعان إلى الشهرة عن طريق الغناء في ذات البيت الذي كان يسكنه الشيخ سلامة حجازي في منتصف القرن التاسع عشر ويلتقيان مع باحثة متخصصة في الموسيقى تحاول تصحيح مسارهما وتذكيرهما بقواعد وأصول الغناء وأهم رموزه، بعدها يعتمد العرض أسلوب الفلاش باك أو الذهاب والعودة بين الماضي والحاضر حيث تبدأ الباحثة الموسيقية في سرد سيرة الشيخ سلامة حجازي منذ مولده عام 1852 وحتى وفاته في 1917 ورحلته الفنية التي شملت الإنشاد والتلحين والغناء والتمثيل المسرحي، ومن خلال المزج بين الحوار والغناء مع استعراضات جماعية وحرصت على تقديم صورة للجمهور تعبر عن أصول الطرب والمقامات الموسيقية بشكل عملي على المسرح بأداء متميز للمطرب علي الهلباوي الذي يؤدي دور الشيخ سلامة حجازي في العرض.

بينما يقول يسرى حسان مؤلف العرض: تأتي المسرحية بعد عدد من العروض الناجحة في البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية التي تناولت سيرة الفنانين الملهمين والمؤثرين سواء في الموسيقى والغناء أو المسرح الغنائي المصري بشكل عام، مثل عرض “سيرة حب”، “عبده الحامولى”، من المهم جدا أن تكون هناك عروض تتناول سيرة الفنانين المؤثرين في مسيرة الفن المصري، لكننا عندما فكرنا في هذا العرض تحديدًا وجدنا أن انتشار ظاهرة أغاني المهرجانات من الممكن أن تكون خطًا موازيًا ومتداخلًا مع سيرة الشيخ سلامة حجازي.

اقرأ أيضًا | 

وتابع قائلًا: أردنا من خلال هذا الاشتباك أن نوضح نقطة مهمة وهي ضرورة الاهتمام بالكلمة واللحن، وهنا كان الغرض من تقديم الشيخ سلامة حجازي كنموذج لفنان عصامي بدأ من الصفر وعمل بمهن متواضعة لكنه علم نفسه وتعلم على أيدي شيوخ وموسيقيين وفنانين، حتى كان له ما أراد وأصبح رائدًا للمسرح الغنائي المصري، فهو أول من قدم المسرح الغنائي في مصر، لا نطلب من الشباب أن يقدموا ما كان يقدمه الشيخ سلامة في عصره لكن أن يقدموا صوت عصرهم وفق أسس فنية تؤدي بهم إلى البقاء والتأثير مثلما بقي وأثر هو.

وأردف حسان: العرض موجه للجمهور العادى وليس النخبة وهو خلطة تجمع بين الكوميديا والتراجيديا وتجمع بين الغناء والاستعراض،لأننا لا نستهدف النخبة بقدر ما نستهدف الجمهور البسيط العادى، ليكون هناك سؤال في النهاية يسأله مطرب المهرجانات، بعد أن استوعب الدرس، ويوجه حديثه إلى الجمهور”إنكم أنتم الذين ترفعون من شأننا وعليكم أن تختاروا أن نقدم فناً يقوم على أسس وقواعد أم نقدم تهريجاً ورقصاً والإجابة لديكم أنتم”، وسبق وتناولت ظاهرة أغاني المهرجانات من خلال كتاب (هتاف المنسيين.. أغاني المهرجانات من العشوائيات إلى أولاد الذوات) وهو أول كتاب يصدر عن أغانى المهرجانات في مصر، أنا لست ضد التطوير ولست ضد المهرجانات، لكن يجب أن يكون ذلك على أسس وقواعد ودراسة، لأننا نفتقد إلى هذا الوعى، وللأسف الجمهور هو من يرفع الردئ،لأن هذه الظاهرة لم تعد ظاهرة شعبية تخاطب البسطاء من الناس وتحولت إلى كلام خارج يتم ترديده في الأفراح والمناسبات.

وعن بطولته للعرض يقول على الهلباوى: جاء ترشيحى من قبل المخرج محمد الدسوقى بعدما طلب من الكاتب يسرى حسان أن يكتب رواية عن الشيخ سلامة حجازى مؤسس المسرح الغنائى، فقدمت قبل ذلك مسرحية “رسائل العشاق” من إنتاج فرقة المسرح الكوميدي التابعة للبيت الفني للمسرح، ومسرحية “القسمة كده” إنتاج البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية وكانت من العروض “الأون لاين” الغنائية التى ترتبط بالمسرح للتأكيد على الهوية وإحياء الطراز المسرحي، وشاهدنى المخرج محمد الدسوقى ورأى أننى مناسب لبطولة العرض، خاصة بعد استعانته بأدائى الصوتى في أحد أعماله المسرحية، وعندما عرض على المسرحية أعجبت جداً بالرواية.

ويضيف الهلباوى: خلال الفترة الأخيرة عُرضت علي أعمال كثيرة ولكن أردت العودة من خلال شخصية الشيخ سلامة حجازي، فأرى نفسى مكانه وأعانى من المشاكل التي كان يعانى منها وهى إنتشار الكلمات الهابطة، وأحاول محاربتها لأنها ليس لها معنى، وصاخبة وتجرح مشاعر الأسرة ، ولقب حجازى بـ”أبو المسرح الغنائى”، بالرغم أنه بدأ حياته مقرئًا للقرآن الكريم، ورئيسًا للمنشدين، وكان يتمتع بالقبول وجمال الصوت، وكان أول فنان مصري يسافر بفرقته لتقدم عروضها في ربوع الشام سوريا ولبنان، وفى مصر احترف الغناء وقام بإحياء ليالى غنائية في بعض القرى المجاورة، وكان يتقاضى أجره بالجنيهات الذهبية.

وعن تحضيره لتجسيد شخصية الشيخ سلامة يقول: أجسد شخصية الشيخ سلامة تمثيل وغناء، كما قمت بتلحين أغانى العرض سواء أغانى المهرجانات او الأغانى القديمة التي تقدم في العرض، بذلت مجهود كبيرة جداً ما بين البروفات والتلحين، لكن الرواية ممتعة جداً بكل تفاصيلها، فيقوم العرض علي سرد قصة حياة الشيخ سلامة حجازي، مع دمج تلك الحقبة الزمنية مع العصر الحالي من معطيات فنية سواء في الكلمة أو اللحن وكذلك الجمهور المتلقي وتذوقه للفن سواء فترة حياة الشيخ سلامة أو العصر الحالي، مازجة إياها بظاهرة المهرجانات المنتشرة الآن، وطرح الأسئلة على الواقع الغنائي في مصر الآن، وما أصابه من أمراض تجسدها ظاهرة المهرجانات في أغلب ما تقدمه من أعمال، كما يوجه رسالة للشباب الجدد أننا لا نريد إقصاء أحد من الغناء ولكن عليهم اختيار كلمات لائقة لاتخدش الحياء أو تجرح شعور الجمهور.

بينما يقول مراد فكرى صادق أحد أبطال العرض: جاء ترشيحى من قبل المخرج محمد الدسوقى، أعجبت بالدور جداً، حيث أجسد دور شاب جاهل يتصور نفسه مطرب مهرجانات وهو لا يعلم شيء عن المقامات الموسيقية ولكن رغم سذاجته وسوقيته يحمل فى داخله قيماً راقية أصيلة ورغبة في التحقق والشهرة من أجل الزواج بحبيبته “بغاشه” ابنة المعلم خشبة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة