محمود الوردانى
محمود الوردانى


محمود الورداني يكتب: عن عبد الفتاح الجمل مرة أخرى

أخبار الأدب

الأحد، 19 فبراير 2023 - 03:24 م

[email protected]

هذا خبر سار وسط أخبار كثيرة غير سارة.. أبلغني هاتفيا صديقي الشاعر جرجس شكري، أن الجزء الأول من أعمال عبد الفتاح الجمل قد انتهت المطبعة منه وهو على وشك الصدور فعلا، ويعقبه الجزء الثاني. يضم الجزء الأول أعماله الروائية، بينما يضم الثاني ترجماته وأعمالا أخرى.


وكنت قد تمنيتُ - هنا في أخبار الأدب - أن تتصدى هيئة قصور الثقافة تحديدا لمثل هذا العمل، فهو يليق بها، وبالدور الذى تلعبه فى الثقافة المصرية، وربما كان ما يؤديه مشروع النشر الذى تضطلع به الهيئة للقارئ والكاتب معا من أهم ما يحدث على الساحة الثقافية فى الفترة الأخيرة. 


وبهذه المناسبة أجدد التحية للزميلة عائشة المراغي، فهى أول من كشف الشائعة التي استمرت سنوات طويلة بعد رحيله عام 1994، وصدّقناها جميعا وعطّلت نشر أعماله تسعة عشر عاما، ومضمونها أن أسرة عبد الفتاح الجمل ترفض نشر أعماله والتوقيع على أى عقود لإعادة النشر لأنها أسرة سلفية تعتبر أن ما كتبه الراحل الكبير مما يُلهى عن ذكر الله، لكن الزميلة المراغى.

وفى البستان الذى أعدّته ونُشر هنا منذ سنوات، سافرت إلى بلدته «محب» والتقت بكثير من أفراد الأسرة الذين فرحوا بشدة لأن أعمال الجمل سيعاد نشرها، وأكدوا لها أنه لا مانع لديهم من إعادة النشر، بل ووفروا لها بعض تلك الأعمال.


وهكذا كشفت المراغى الشائعة التى لا أصل ولا فصل لها، وهاهى الآن جمعت وقدّمت الأعمال التى تم إنقاذها..وقد لايعرف الكثيرون من الأجيال الجديدة الأيادى البيض للجمل على أجيال وأجيال تمتد من خمسينيات القرن الماضى وحتى الثمانينيات.

فقد أشرف على ملحق جريدة المساء الأدبى فى الستينيات، وعندما أغلق، وانتقل هو للإشراف على صفحة واحدة، أتاح الفرصة للأجيال التى كانت تخطو خطواتها الأولى، ونشر للأبنودى وسيد حجاب وأمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله والبساطى وأصلان وصلاح عيسى وسامى السلامونى والدسوقى فهمى ورضوى عاشور وعطيات الأبنودي.. وغيرهم وغيرهن..وكان من المعتاد أن يذهب إلى مكتبه فى صالة التحرير فى المساء ما يزيد عن خمسة عشر كاتبا يوميا.

وبعضهم كان ينشر للمرة الأولى مثل كاتب هذه السطور، فقد تركت له القصة فى الجريدة وفوجئت بها منشورة بعد ثلاثة أيام فقط، دون أن يرانى أو يتعرف بى.، وهو ما حدث مع كثيرين، فقد كان الجمل ينتصر للقيمة والقيمة وحدها، وقاوم وراوغ كثيرا محاولات وإملاءات وتدخلات لنشر مايخالف ضميره.


فعلى سبيل المثال، وفى عام 1969 أو 1970 طلب منه محمود أمين العالم، بوصفه رئيسا لمجلس إدارة اخبار اليوم أن ينتقل إلى الأخبار ليصدر ملحقا أدبيا بحجم التابلويد، وحقق نجاحا مذهلا لأنه انتصر للقيمة والقيمة وحدها، وأتاح الفرصة للكتابة الجديدة واحتفى بالأجيال الشابة.

وفى الوقت نفسه كان عليه أن يُفلت من الإملاءات والوساطات، وقد فعل ذلك عدة شهور، وعندما فشل فى وقف الهجوم من كتاب مستقرين حتى لو كانوا بلا أى قيمة، بادر بمغادرة موقعه وعاد للمساء: جريدة صغيرة ذات توزيع محدودة ولايهتم بقراءتها إلا جمهور كرة القدم ولايهم هنا الراتب والامتيازات التى كانت توفرها له جريدة ضخمة- أيامها- وأفلت من سجنها.
ذلكم عبد الفتاح الجمل الذى سيتاح لنا قريبا إعادة قراءة أهم ما كتب..      

اقرأ ايضاً | 5 مصريين يفوزون بـ«جائزة الطيب صالح» للإبداع الروائي

نقلا عن مجلة الادب : 

2023-2-19

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة