كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مساوئ الطلاق الشفهى !

كرم جبر

الأحد، 19 فبراير 2023 - 07:29 م

سمعت آراءً لبعض رجال الدين المحترمين، يطالبون أن يكون الطلاق موثقاً مثل الزواج تماماً، منعاً للعبث بهذا العقد المقدس والتلاعب بمصير النساء، وقام بعضهم برفع دعوى قضائية أمام مجلس الدولة منذ فترة طويلة، بما يعنى أن الأمر ليس خروجاً عن الإسلام، ولكنه يقع فى إطار تحقيق المصالح دون إهدار الثوابت.


فى مجتمع توجد فيه فتاوى متطرفة لا تقدر معنى الحياة الزوجية، وتضع النساء فى كل وقت تحت سيف العبث بالطلاق، تقع المرأة فى دوامة الشك بين الحلال والحرام، ولا تعرف ما إذا كان من طلقها شفهياً ما زال زوجها أم مُحرم عليها ؟، وأمام لجان الفتوى مئات الأسئلة الحائرة التي تؤرق بال نساء مؤمنات، يبحثن عن حياة تساير شرع الله.


دموع من نار لزوجات معذبات فى دوائر الشك، وينتظرن فتوى عادلة تحقق اليقين والطمأنينة فى تقرير المصير، دون المساس بما شرعه المولى عز وجل، ودون الانصياع لمتشددين لا يؤمنون بحق المرأة فى الحياة الكريمة.
بعض الفتاوى هى بمثابة جرائم حقيقية ضد المرأة، مثل الذى يُفتى بإباحة نكاح الصغيرات، مع أن الأزمة فى مصر والعالم الإسلامى هى العنوسة، وليس شيخاً هرماً يبحث عن فتوى ليتزوج بفتاة صغيرة قد تكون في سن أحفاده، فتكون نهايته الطبيعية على يدها، وهذا النوع من الفتاوى يسيء تفسير الآيات والأحاديث، وينسب ذلك للإسلام والإسلام بريء منه إلى يوم الدين.
هذه النوعية من الآراء البعيدة عن صحيح الدين تفسد أى دعوة لتجديد الخطاب الدينى دون المساس بجوهر النص، وتساعد فى استمرار الفوضى والعشوائية وإحكام السيطرة على ضمائر الناس، ولا يجدى أن تقول لهم إن أحداً لا يمكن أن يزايد على تمسك المصريين بدينهم ، فأشيعوا بين الناس الرحمة والعدل ومكارم الأخلاق، وأكرموا نساءنا يكرمكم الله.


حقائق راسخة حين أقول إن الإسلام كرّم المرأة أعظم تكريم، ويصون كرامتها ويرفع شأنها ويحفظ حقوقها، ويسمو بدينها وعلمها وعقلها وفكرها، ورغم ذلك فإن بعض الأدعياء يحطون من قدرها، ويتعمدون إهانتها والتقليل من شأنها، وتقتصر آراؤهم وفتاواهم على جسدها دون عقلها، والإسراف فى التنكيل بها واغتصاب حقوقها.
ما الذى يضير فى التوصل إلى رأى صحيح الدين فى الطلاق، وإيجاد صيغة محترمة تحفظ كرامة الزوجة وأولادها وتصون بيتها، ولا تجعل كلمة "أنت طالق" أو "عليا الطلاق" بهذه السهولة فى أفواه بعض الرجال المتسرعين، فينطقون بها عشرات المرات بمناسبة وبدون مناسبة، ورغم ذلك يعارض البعض هذا التنظيم الأخلاقى، رغم أن المشكلة يمكن أن تهدد استقرار كثير من الأسر وتضيع حقوق النساء، مما يستوجب حماية نسائنا من الإهانة وسوء المصير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة