تظاهرة حاشدة ضد حكومة نتانياهو
تظاهرة حاشدة ضد حكومة نتانياهو


شبح الحرب الأهلية يطارد إسرائيل

محمد نعيم

الأحد، 19 فبراير 2023 - 08:19 م

توشك إسرائيل على السقوط فى أتون حرب أهلية، حذر منها قبل أيام الرئيس إسحاق هيرتسوج، حين دعا الائتلاف المتطرف بقيادة نتانياهو إلى الرجوع خطوة للخلف، وإعادة النظر فى تنفيذ الاتفاقات الائتلافية التى استبقت تشكيل الحكومة، والتى تؤثر حتمًا على السلم الاجتماعي، لاسيما فى ظل تلامسه مع التركيبة السياسية والأيديولوجية الإسرائيلية.

ولاحت فى الأفق بوادر الحرب الأهلية المتوقعة حين جابت الاحتجاجات الإسرائيلية الحاشدة الشوارع والميادين للأسبوع السادس على التوالى، وتتويج صفوفها الأمامية برجالات الدولة العبرية السابقين.

,الذين دعوا بصوت واحد إلى العصيان المدنى وإسقاط الحكومة، وإعادة صياغة المشهد السياسى بما يغاير تطلعات اليمين المتطرف. وجاء فى طليعة الداعين وزير الدفاع رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، ورئيس الأركان الأسبق موشى يعالون، بالإضافة إلى شخصيات قيادية أخرى.

ويعزو مراقبون الردة على الأصوات الانتخابية التى فرضت على الجميع حكومة متطرفة إلى حنكة نتانياهو من البداية فى تحييد معسكر اليسار والوسط، وتهميش الصوت العربى، والتعويل على المعسكر المتطرف فى الخلاص من الملاحقات القضائية التى تطارده.

ويشهد على ذلك ما يوصف ب«الإصلاحات القضائية»، وتمسُّك حاشية «الليكود» بتمريرها، لإحراز توغل وهيمنة سياسية على صلاحيات الجهاز القضائى وتحصين رب البيت فى مقابل تمكين فصائل اليمين الأكثر تطرفًا (الصهيونية الدينية، شاس، وقوة إسرائيل) من تمرير أيديولوجياتها الدينية غير السياسية.

وربما تتقاطع حالة انعدام الرضا الشعبى داخل إسرائيل مع مرور 74 عامًا على تأسيس البرلمان (الكنيست)، إذ أفاد استطلاع أجرته حركة «بنيما» لاستطلاعات الرأى بأن 75% من الإسرائيليين لا يثقون فى الكنيست ولا فى نوابه.

وفيما اعتقد 69% من المستطلعة آراؤهم أن أعضاء الكنيست لا يهتمون بالقضايا العامة، رأى 62% أن دافع حصول النواب على عضوية البرلمان يقتصر فقط على المصالح الشخصية واكتساب القوة السياسية، وفى حين تجاوزت النتيجة ذاتها حد ال90% لدى تيار اليسار، وصلت إلى 93% بين جماهير معسكر الوسط.

ومع تصاعد الضغوطات الداخلية والخارجية التى تتعرض لها تل أبيب نتيجة لحالة السخط الجماهيرى، لا يستبعد المراقبون انقلاب نتانياهو نفسه على ائتلافه الحالى إذا نجح فى تمرير الإصلاحات القضائية.

ليعود إلى صدارة المشهد مجددًا ولكن مع حكومة تضم كل الأطياف السياسية، التى تبارك حينئذ الخطوة من أجل العودة للصدارة والخلاص نسبيًا من الواقع المتأزم. ويتعزز هذا الاعتقاد عند التعمق فى قراءة مواقف نتانياهو الصامتة أمام ممارسات سيموتريتش، وبن جافير، ودرعي، الذين يعتمدون على الاتفاقات الائتلافية فى تمرير خطوات أحادية، وهو ما يعنى حرص نتانياهو على البقاء خارج الصراع مؤقتًا، وإتاحة فرصة التفاف الحبل حول عنق الائتلاف.

,إذا كان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله قد ألمح فى خطابه الأخير إلى سيناريو الحرب الأهلية الإسرائيلية الوشيكة، وتأكيده أن حماقة ائتلاف نتانياهو تقود حتمًا إلى سقوط الحكومة، وهو ما حدا بارتفاع معدل هجرة الإسرائيليين إلى الخارج، فردود الأفعال القادمة من الخارج الإسرائيلى أيضًا لا تغاير هذا التوجُّه مع اختلاف السياق.

وإذ أبدت واشنطن ولندن وباريس وبرلين قلقها البالغ من ممارسات الائتلاف الإسرائيلى وافتئاته على الديمقراطية، ووصفت دوائر سياسية فى تلك العواصم نتانياهو ب«الشخص الذى يلعب بالنار لتحصين نفسه قضائيًا على حساب الجميع».     

 

اقرأ ايضاً | للأسبوع الخامس على التوالي حكومة نتانياهو تتآكل أمام لهيب التظاهرات الحاشدة

نقلا عن صحيفة الاخبار : 

2023-2-20

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة