خالد رزق
خالد رزق


مشوار

سورية الزلزال.. وعالم وحشى

خالد رزق

الأحد، 19 فبراير 2023 - 08:25 م

لحكمة لا يعلمها إلا الله ضرب زلزال مدمر جنوب تركيا وشمال غرب سورية مخلفاً عشرات الآلاف من الضحايا قتلى ومصابين ومشردين جراء تهدم البيوت وانهيار المنشآت.. كارثة طبيعية بين الأشد والأفدح إنسانياً فى التاريخ الحديث و على مر العصور.
صور ومشاهد الدمار المهول الهائلة الواردة من المناطق التى ضربها الزلزال وتوابعه وما تلاه من زلازل مستمرة حتى اليوم وغطت مراكزها نطاقا واسعا من هذه المنطقة الجغرافية المنكوبة وما بعدها كان من شأنه أن يطلق إنذاراً عالمياً يسمعه كل صاحب ضمير ينتمى للإنسانية بوجوب التحرك الفورى لإنقاذ من يمكن نجدتهم من تحت الأطلال وأنقاض المبانى ولإغاثة الجرحى ومن صاروا مشردين بلا مأوى وممتلكات وأعمال بتقديم الملاذ ومستلزمات الحياة من غذاء وغطاء ودواء.


منذ اللحظات الأولى لما بعد الكارثة بدا واضحاً أن جهود الإنقاذ والإغاثة الأممية و الدولية موجهة بالأساس إلى المناطق التركية، فى حين ظهر جلياً أن ما وجه منها إلى المناطق السورية كان شحيحاً جداً وجاء متأخراً جداً وأتى من دول عربية وإقليمية صديقة لم يفرق أكثرها ما بين البلد العربى وتركيا.
التفرقة فى التعامل مع الأوضاع الإنسانية بين مناطق البلدين رغم أن الحاجة للمعونة فى سورية التى تعانى ويلات حرب ضروس مستمرة منذ 12 عاماً وحرمتها كل الموارد والقدرات اللازمة لمواجهة الكوارث هى جريمة إنسانية بكل المعايير شاركت الغرب الإنسانى المتحضر بتنفيذها الأمم المتحدة التى أغلقت أعينها عن حاجة المنكوبين فى سورية 9 أيام كاملة، وهى مدة كانت كافية لفقدان الأمل بإنقاذ من بقوا على الحياة تحت الأنقاض ولقتل من نجوا برداً وجوعاً.


وما بين الحديث عن العقوبات التى تفرضها الولايات المتحدة وأتباعها فى المعسكر الغربى وبالمنطقة خارج أطر القانون الدولى على سورية وتجنب كثير من الدول تحدى الإرادة الأمريكية وبين الحديث عن رفض التعاون مع الدولة السورية بتقديم المعونات بحجة عدم الثقة بنواياها لتوصيل المساعدات إلى كل المناطق المنكوبة بما فيها المناطق التى تسيطر عليها الجماعات الإرهابية والتكفيرية غيبت الإنسانية وسقط كل حديث عن تحضر الغرب و دليلاً على وحشية هذا العالم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة