اكتشاف سلحفاه نهريه عمرها 70 مليون سنة
اكتشاف سلحفاه نهريه عمرها 70 مليون سنة


اكتشاف سلحفاة نهرية عمرها 70 مليون سنة بواحة الخارجة

عبير عبدالمطلب- خالد عز الدين

الأحد، 19 فبراير 2023 - 09:21 م

أعلن د. عبد العزيز طنطاوي رئيس جامعة الوادي الجديد، في بيان له اليوم، تمكن فريق بحثي مشترك بين جامعتي الوادي الجديد والقاهرة، عن اكتشاف سلحفاة نهرية جانبية العنق بمنطقة جناح جنوب شرق مدينة الخارجة بالوادي الجديد.

اقرأ أيضا | رئيس جامعة جنوب الوادي يفتتح معرض الإبداعات الفنية لأسرة حورس


وقال "طنطاوي"، إن هذا النوع تم اكتشافه وتسجيله للمرة الأولى في مصر وشمال إفريقيا باسم (khargachelys carioensis) تيمنا بمدينتي الخارجة والقاهرة (جامعة القاهرة)، والتي يرجع عمرها لأكثر من 70 مليون سنة، والتي عاصرت عصر الديناصورات وهذا النوع من السلاحف التي تعيش في الأنهار والمياه العذبة وهي عبارة عن صدفة شبه كاملة.

وأضاف أن هذه المجموعة متواجدة في التاريخ الجيولوجي على فترات متفرقة، ولم تسجل من قبل في هذا العصر، ويُعد هذا الاكتشاف استكمالاً للسجلات الأحفورية للسلاحف القديمة في أفريقيا.

وقال د. جبيلي عبدالمقصود أبوالخير مدير مركز الحفريات الفقارية بالجامعة، إن منطقة قرن جناح تعد من المواقع المكتشفة حديثا من قبل مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادي الجديد والتي تمثل أحد أهم المواقع التي تحتوي علي أعداد كبيرة من السلاحف النهرية والبحرية وكذلك العديد من بقايا الديناصورات والتماسيح المتحفرة والتي يرجع عمرها للعصر الكريتاسي العلوي (Campanian) والذي شهد التقدم الكبير للبحر التيثي (جد البحر المتوسط الحالي) وذلك بعد عدة ترددات بسيطة  للبحر علي جنوب مصر والتي بدأت منذ أكثر من 120 مليون سنة ثم التراجع بعد ذلك لمسافات كبيرة ناحية الشمال متأثرا بعدة عوامل منها الحركات التكتونية والمناخ القديم,  تاركا الفرصة الكبيرة للأنهار القديمة لتكوين الخزان الكبير بجنوب مصر. ثم بدأ بعد ذلك التقدم الكبير للبحر ناحية جنوب مصر وذلك بعد ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة الاحتباس الحراري والذي يرجع لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو. غطي البحر التيثي معظم الصحراء الغربية في هذا العصر مكوناً مسطحات مائية ضحلة كبيرة جداً ومستنقعات وبرك تغذيها مصبات الأنهار مكونة مياه شبه عذبة او شبه مالحة سمحت للعديد من الكائنات الحية العيش بها مثل التماسيح والسلاحف وبعض الأسماك، كما احيطت تلك المنطقة بالنباتات الكثيفة التي سمحت لبعض الكائنات الأخرى في العيش حول تلك المستنقعات مثل الديناصورات بأنواعها المختلفة. تتمثل تلك الاحداث في طبقات الطفلة متعددة الألوان والممتدة لمسافات كبيرة بين واحتي الخارجة وباريس وأيضا غرب واحة الخارجة حتى واحة الداخلة.

وأضاف مدير مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادي الجديد، أن منطقة قرن جناح بجنوب الخارجة تتميز باحتوائها على عدد كبير من أصداف السلاحف النهرية والتي تجمعت بالقرب من بعضها في تلك المنطقة نظراً لتوافر الظروف المعيشية ووفرة الغذاء بتلك البرك والمستنقعات القديمة. كما تميزت المنطقة باحتوائها على بقايا للتماسيح والديناصورات اكلة العشب والتي عاشت حول تلك المستنقعات والتي انجرف أجزاء منها عبر المصبات النهرية داخل تلك المستنقعات ليسمح له بالتحفر داخل طبقات الطين المكونة لتلك المستنقعات الممتدة.

ومن جانبه قال د. محمد قرني عبدالجواد أستاذ الحفريات الفقارية المساعد بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة القاهرة، إن هذا الاكتشاف الجديد للسلحفاة جانبية العنق تعبر عن الأهمية العظمي للصحراء الغربية بمصر لاحتوائها على العديد من حفائر الاحياء الأرضية والبحرية والتي ظهرت بجنوب مصر عن غيرها من باقي دول افريقيا نظرا للظروف المناخية الملائمة لوجود تلك الاحياء والتي اختفت في باقي أجزاء افريقيا خلال هذا العصر.

وأضاف قرني، أن الاكتشاف الجديد يتميز بأنه يغلق الفجوة التاريخية بين الأعمار المختلفة لظهور السلاحف النهرية جانبية العنق والتي اختفت تماما من قارة افريقيا خلال العمر الجيولوجي الكامباني (70 مليون سنة) التابع للعصر الكريتاسي العلوي حتى تاريخ هذا الاكتشاف لتظهر في جنوب مصر بمنطقة قرن جناح بالخارجة.

وأضاف أن البحث تم العمل عليه ونشره بمجلة Diversity  المصنفة دوليا بالتعاون بين كلا من جامعة واسيدا اليابانية وباحث من جامعة أسبانية وجامعة القاهرة وجامعة الوادي الجديد.


وقالت الباحثة سارة محسن طالبة الماجستير بكلية العلوم بجامعة الوادي الجديد، إن تلك السلحفاة جانبية العنق المكتشفة حالياً تتميز بطول عنقها وقدرتها علي تحركه علي الجانبين بدلا من اختفائه داخل الصدفة، هذا بالإضافة إلى قدرتها علي المعيشة في عدة بيئات مثل البرك والمستنقعات والانهار وعلي شواطيء البحار مما زاد من قدرتها علي الانتشار الجغرافي في عدة أماكن بقارات العالم المختلفة.


وفور الإعلان عن الكشف العلمي المشترك بين جامعتي الوادي الجديد والقاهرة، قدم د. عبد العزيز طنطاوي رئيس جامعة الوادي الجديد، الشكر للفريق العلمي المكون من د. جبيلي عبد المقصود مدير مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادي الجديد، ود. محمد قرني عبد الجواد أستاذ الحفريات الفقارية المساعد بجامعة القاهرة، ود. محمد كامل محمد الباحث بمركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادي الجديد، والباحثة سارة محسن طالبة الماجستير بجامعة الوادي الجديد، وباقي أعضاء الفريق على دورهم الرائد في التعاون المشترك للارتقاء بالتصنيف العلمي للجامعتين من خلال هذه الاكتشافات العلمية الحديثة.

ونظرًا للاهتمام الشديد بالتاريخ الطبيعي والبحث العلمي، وافق اللواء محمد سالمان الزملوط محافظ الوادي الجديد، على تخصيص منطقة قرن جناح لصالح جامعة الوادي الجديد منطقة بحث علمي، للحفاظ عليها واستكمال البحث العلمي بها وأيضا كواحدة من أهم مواقع التاريخ الطبيعي بالمحافظة.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة