الأحد، 19 فبراير 2023 - 09:54 م

لاتزال أصداء نجاحاته تدوى فى الأفق، ذلك الحدث الباهر الذى صار معلما بارزا فى وجه الثقافة العربية، وملمحا فارقا من ملامح حياتنا الفكرية والاجتماعية أيضا، ذلكم معرض القاهرة الدولى للكتاب -الذى ودعتنا دورته الرابعة والخمسون- منذ فترة وجيزة، ولما تزل آثارها تسطع فى واقعنا، وتلفت انتباهنا ليس فقط كحدث بارز ومؤثر فى واقعنا على شتى الأصعدة، أو كمنحة مصرية رائدة لعالمنا العربى، ومحيطنا الإقليمى، وإنما لأن معرض القاهرة للكتاب نجح عبر سنينه، ودوراته المتعاقبة، ونسخه المتتابعة فى أن يتحول إلى منصة إطلاق مرموقة يسعى أصحاب المشروعات الثقافية الطموحة إلى أن ينتهزوها لتدشين أعمالهم الكبرى، ويحرص المبرزون فى عالم الفكر،

ودنيا النشر على تقديم بصماتهم المشرقة من خلال شرفته الرحبة المشهودة، وهذا ما أشرنا إليه عبر هذه المساحة فى الأسبوع الماضى، ونوهنا ببعض البصمات المرموقة التى لفتتنا فى دورة هذا العام، ونستكمل اليوم الإشارة إلى عدد من هذه المشروعات والإصدارات التى تحمل صفة البصمات، ويجىء فى مقدمتها المجلد الخامس عشر من المعجم الكبير، وهو مشروع مصرى طموح عملاق أطلقه مجمع اللغة العربية فى القاهرة على يد عميد الأدب العربى د.طه حسين، وظل يكبو ويتعثر حتى انتظمت أجزاؤه فى الصدور، وشهدت الدورة الرابعة والخمسون ظهور الجزء الخاص بمواد حرف الصاد كلها، وتعد مقدمة هذا الجزء من آخر المقدمات التى خطها قلم ناقدنا الكبير الراحل د.صلاح فضل باعتباره رئيسا لمجمع الخالدين فى القاهرة، ثم يلفت أنظارنا الحضور السورى النشط والكثيف سواء من خلال الناشرين القوميين أو الدور الخاصة، ونلاحظ ظهور المجلد السادس لموسوعة العلوم والثقافات التى تصدرها هيئة الموسوعة العربية فى سوريا الشقيقة، كما يلفتنا صدور المجلد العاشر من موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة عن مؤسسة الفرقان للتراث،

وهو يواصل الحديث عن البقعتين المباركتين من مختلف الجوانب، ويحوى المواد من كلمة الخط إلى كلمة ديوان، أما مشروع تقديم الترجمة العربية الكاملة للنسخة السبعينية من العهد القديم للكتاب المقدس فتتصدى لإنجازها مدرسة الإسكندرية التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، وقد شهد معرض هذا العام صدور المجلد الثانى من الأسفار الأدبية، وتتواصل البصمات المذهلة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.. شرفة مصر المشرقة المطلة دوما على آفاق المعرفة الشاسعة، وعوالم الغد العجيبة.